حقق فريق شباب هوارة لكرة القدم نتائج جيدة خلال مساره القصير بالبطولة الوطنية الثانية للنخبة ، ولم يكن ذلك ليتأتى لولا عزم وشجاعة المكتب المسير الشاب الذي تقلد زمام أموره بدون تجربة سابقة ، من رئيس وأعضاء ومستشارين ، ناهيك عن الجماهير الغفيرة التي تسانده أينما حل وارتحل . في الحوار التالي مع الكاتب العام للنادي السيد المهدي الكوميري ، نسلط الضوء على مسار الفريق ونضع تقييما لحصيلة المواسم الثلاث للمكتب المسير وللفريق . س : هزيمة قاسية داخل الميدان أمام يوسفية برشيد وتعادل ثمين في الرباط ، كيف تفسر هذا التدبدب ؟ ج : أولا أشكركم على تتبعكم لمسار فريقنا فهو نابع من غيرتكم على كرة القدم الهوارية و السوسية بشكل عام ، و أحييكم ومن خلالكم أحيي كافة إخوانكم الإعلاميين سواء العاملين بالإعلام المكتوب أو المسموع أو المرئي والذين يتحملون مشاق التنقل الى ملعب 16 نونبر بأولاد تايمة لمتابعة لقاءاتنا ضد الفرق الوافدة علينا . فمرة أخرى اشكرهم على كل هذا العمل الذي يقومون به من اجل الرقي بالفريق الهواري ، مع العلم أن تجربتنا في هذا المجال لازالت ضعيفة وأي تقصير من جهتنا في حقهم نلتمس منهم العذر ، فلولاهم لما حقق الفريق الهواري هذا الإشعاع داخل الوطن وخارجه ، فمرة أخرى باسمي وباسم كافة أعضاء المكتب المسير للنادي الهواري والطاقم التقني واللاعبين وحتى الجمهور نقدم لكافة إخوانكم الإعلاميين كامل تشكراتنا ، فانتقاداتهم البناءة نابعة من غيرتهم على الفريق حتى نهيأ له بنية رياضية سليمة . أما بخصوص سؤالكم حول هذه النتائج المتباينة لفريقنا خصوصا الهزيمة ضد فريق يوسفية برشيد داخل ميداننا ، ففي نظري كانت نتيجة استصغار الخصم و التقليل من أهمية المباراة و عدم أخدها بالجد اللازم والأهمية المطلوبة ، حيث اعتقد كل اللاعبين على أنها سوف تكون مقابلة سهلة وان فريق برشيد لقمة سائغة في فمهم ، لكن عناصرنا تفاجئت للمستوى الجيد الذي ظهر به فريق يوسفية برشيد والتغيير الكلي لهيكلته البشرية عن سابقتها التي واجهناها في ميدانها ، هذا بالإضافة الى أننا أضعنا مجموعة من الفرص كانت ستجعلنا في منأى عن هذه النتيجة . أما بخصوص تعادلنا بالرباط فكما تابعت معنا كنا على وشك العودة بالانتصار لولا أرضية ملعب يعقوب المنصور التي تصلح لكل شيء سوى رياضة كرة القدم . لكن لازالت أمامنا فرص أخرى عديدة لكي نعوض هذه التعثرات خصوصا وأننا سنستقبل أهم الأندية داخل ميداننا . س : ما هو تقييمكم لحصيلة فريقكم خلال المواسم الثلاث التي أشرفتم فيها على تسييره ، وأيضا حصيلة الدور الأول لفريقكم في مجريات البطولة ؟ ج : فكما تعرف فهذا هو الموسم الثالث لنا في مسارنا الكروي داخل المجموعة الوطنية الثانية للنخبة ، وإذا ما أردنا أن نقيم عملنا خلال هذه الثلاث مواسم فهو من وجهة نظري عمل ايجابي جدا بحكم العمل الذي قام به المكتب المسير وتضحيات جميع الأطر التقنية واللاعبين والجمهور الهواري بالخصوص و السوسي بشكل عام الذي يتابع لقاءاتنا ، فنحن راضين على تلك الحصيلة بحكم حداثة عهدنا بهذا القسم وقلة تجربتنا سواء نحن كمكتب مسير شاب أو كلاعبين . وهكذا فالموسم الأول عندما تسلمنا زمام أمور الفريق حققنا معه الصعود لأول مرة في تاريخ الفريق الهواري للقسم الوطني الثاني الممتاز كما أننا حققنا المركز الثالث لموسمين متتاليين بقسم النخبة وكدنا أن نحقق الصعود الى القسم الأول الممتاز لولا قلة تجربتنا . والذي أريد أن أؤكده أن هذا الموسم هو الرابع و الأخير لمكتبنا المسير ، واعتقد أننا حققنا لكرة القدم الهوارية إشعاعا كبيرا لم تعرفه من قبل ووضعنا لها مكانا ضمن المنظومة الكروية الوطنية وهذا كل ما يهمنا . باختصار فكل هذه المواسم كان عملها ايجابيا : إدارة تسييرية شابة كل تحمل مسؤوليته من جهته ، واطر تقنية في المستوى ولاعبين محليين وضعنا فيهم الثقة الكاملة للدفاع عن قميص النادي ودعمناهم بلاعبين ذووا تجربة إما من داخل المنطقة السوسية ، وبالمناسبة نشكر كل الفرق السوسية التي ساعدتنا سواء المنتمية لقسم النخبة أو لأقسام الهواة واعتقد أن هذا واجب لأننا لا نمثل هوارة فقط بل نمثل كل المنطقة السوسية فهو نادي مفتوح في وجه كل السوسيين ، كما انتدبنا أيضا لاعبين ذووا تجربة هامة من خارج المنطقة ليدعموا صفوف الفريق ، وفي نفس الإطار قمنا بتسريح لاعبين جيدين لفرق أخرى وهذا دليل على أن فريقنا أصبح من طينة الفرق الكبرى التي توجه لها الأنظار . وأتمنى أن يكون هذا الموسم ، وهو بالمناسبة الموسم الأخير في عمر المكتب المسير الحالي ، موسما ناجحا بكل المقاييس وان نحقق فيه نتائج جيدة سواء على مستوى البطولة أو الكأس . أما على مستوى الحصيلة للشطر الأول من بطولة هذا الموسم فيمكن أن أعطيها لك بالأرقام ، حيث حققنا 6 انتصارات 4 داخل الميدان و2 خارجه ، وتعادلنا في 9 لقاءات ، 4 منها داخل الميدان ، وانهزمنا في 4 مباريات واحدة منهم داخل الميدان. س : ما هي الطموحات والآفاق المستقبلية لفريقكم خلال ما تبقى من مجريات البطولة الوطنية والكأس لهذا الموسم ؟ ج : اعتقد أن طموح أي ناد يجب أن يكون مواز لقدراته المادية فكلما كانت الإمكانيات المادية مهمة إلا وساعدت في تحقيق الأهداف المسطرة بشكل كلي وبدون أية صعوبات ، ومن هنا أقول لك بان طموحنا خلال المواسم السابقة التي تحملنا فيها مسؤولية النادي كان هو تزكية الفريق داخل المجموعة الوطنية الثانية لقسم النخبة ، وكنا نلعب الأدوار الطلائعية لاحتلال مراتب متقدمة تسمح لنا بالصعود الى القسم الوطني الأول الممتاز ، و يبقى دائما هو نفس الطموح الذي يراودنا خلال هذا الموسم رغم المشاكل المادية التي يتخبط فيها النادي والتي كانت قد دفعت بالرئيس الى تقديم استقالته في وقت سابق لولا بعض الوعود التي قدمت إلينا من خلال بعض الفاعلين ، وهذا راجع الى كوننا لا نتوفر على موارد مالية قارة توازي طموحاتنا في تحقيق الصعود . ويمكن أن اقدر لك مصاريف الفريق خلال الموسمين الماضيين بحوالي 400 مليون سنتيم . و أضيف هنا الى انه إذا كنا سنصعد لموسم واحد ثم نعود الى مكاننا فمن الأفضل تأجيل هذا الصعود حتى نكون جاهزين إليه من كل الجوانب . لكن ما أؤكده أن فريق شباب هوارة قد نقش له اسما من ذهب داخل البطولة الوطنية للنخبة فلا خوف عليه مستقبلا رغم بعض التعثرات التي يمكن أن تواجه الفريق سواء داخل الميدان أو خارجه والتي قد يتأثر بها الجمهور، وارى على أنها من باب غيرته فقط على النادي فجمهورنا يحب فريقه والفريق يعمل كل ما في وسعه لإرضائه وان لم يتحقق ذلك فالله غالب . س : سمعنا أن هناك بعض اللاعبين الذين لازالوا لم يتوصلوا بمستحقاتهم المادية هل هذا صحيح ؟ ج : يمكن أن أؤكد لك انه لحد الساعة جميع اللاعبين قد توصلوا بمستحقاتهم المادية سواء منها رواتبهم الشهرية أو منح المباريات وحتى المنح التشجيعية ، وهذا بالرغم من الضائقة المالية التي يعاني منها الفريق الهواري وهو ما كان قد دفع بالرئيس موسى الهبزة أن يقدم استقالته من تسيير الفريق لأنه لا يعقل أن يكون فريق في هذا المستوى وفي منطقة غنية بالفلاحة والصناعة والسياحة وبدون مستشهرين قارين ، أضف الى ذلك انه حتى المنح التي نتوصل بها من المجالس المنتخبة سواء المجلس البلدي أو الإقليمي أو الجهوي لازلنا لم نتوصل بها ، رغم أننا قمنا بالعديد من التربصات قبل انطلاق البطولة ونحن الآن في الشطر الثاني من مجريات البطولة لكن لازلنا لم نتوصل بأي شيء . وهنا يمكن أن أصرح لك بان المجلس البلدي الذي تربطنا معه شراكة يدعمنا بمنحة 130 مليون سنتيم بينما نتأسف بشكل كبير للمنحة الهزيلة التي نتوصل بها من المجلس الإقليمي والتي لا تتجاوز 20 ألف درهما أما المجلس الجهوي فمنحته أيضا لا تتعدى 50 ألف درهما ، هذا بالإضافة الى بعض الهبات والعطايا من بعض المحبين والغيورين و مداخيل الملعب . س : كيف هي حالة المكتب المسير لشباب هوارة ؟ ج : الحمد لله نحن متلاحمين سواء في السراء أو الضراء فالكل يعمل على قدر تحمله لمسؤوليته داخل المكتب وان كانت هناك اختلافات في الآراء و اصطدامات في بعض الأحيان فهذا شيء صحي بالنسبة للنادي لان الهدف هو البحث عن الكيفية التي يمكن بها الرقي بالرياضة الهوارية وجعلها في مصاف الدرجات العليا بالنسبة للرياضات الوطنية وبالأساس خدمة النادي والنهوض به . و أضيف هنا أن خير دليل على نجاحنا داخل المكتب هو الاستقرار الذي نتمتع به للسنة الرابعة على التوالي من رئيس و أعضاء ومستشارين . ومن هنا أدعو جميع المسؤولين بمنطقة سوس أن يقدموا يد المساعدة لهذا النادي ولباقي النوادي السوسية حتى تكون في مستوى تطلعات جماهيرها . س : ما هي الفروع التابعة لنادي شباب هوارة لكرة القدم ؟ س : في البداية هي مناسبة لأحيي جميع المكاتب المسيرة لباقي فروع شباب هوارة والتي تقاوم بدورها كل الإعصارات التي تواجهها لتبرز الى الوجود ولتحافظ على مكانتها ضمن المنظومة الرياضية . ومن هنا فانا احيي نادي شباب هوارة للكرة الحديدية الذي ما فتيء يحقق نتائج جيدة ويعمل على إشعاع المنطقة ، ثم احيي فرع كرة السلة وأيضا فرع كرة الطائرة ، كما اعتقد انه كان هناك فرع كرة اليد لكن ثم تجميد نشاطه نظرا للظروف المادية مما أدى الى تغيير اسمه ، و أتمنى أن يتأسس مكتب مديري لدعم الرياضة بشكل عام في هوارة . س : هل انثم راضون على التعزيزات البشرية التي انتدبتموها خلال فترة الانتقالات الشتوية ؟ ج : فكما قلت لك ، فالتعزيزات البشرية تبقى رهينة بالإمكانيات المادية للفريق وما يمكن أن يخصصه لجلب لاعبين في مستوى وطموحات الفريق . فنحن فعلا قمنا بانتدابات شتوية لملء بعض الخصاص الذي أصبح يعاني منه الفريق بعد تسريح بعض اللاعبين الأساسيين خصوصا لفريق الحسنية ومن هذه الانتدابات مثلا : محمد فال و ايمانويل شانغ من اتحاد تمارة على مستوى خط الدفاع ، وعلى مستوى خط الوسط جلب الفريق محمد همي وعلى مستوى الهجوم تمت الاستعانة بخدمات اللاعب عبد العزيز الكرماط من الدفاع الحسني الجديدي و بوشعيب ضمضم من الجمعية السلاوية ويونس بن حساين من ألمبيك مراكش س : كيف هي علاقتكم مع فريق حسنية أكادير ومع باقي الفرق السوسية الأخرى ؟ ج : من المؤكد انه منذ إشرافنا على إدارة النادي تميزت علاقتنا بالفريق الأول في المنطقة حسنية أكادير بالتعاون والتكامل والتنسيق كما أمدنا بلاعبين جيدين ساعدونا في تحقيق الصعود الى القسم الثاني للنخبة . و بصفة عامة فعلاقتنا مع جميع الفرق السوسية علاقة طيبة علاقة أخوة ومحبة وتبقى مصلحة المنطقة السوسية فوق كل اعتبار . وبالمناسبة نشكرهم جميعا على تعاونهم معنا فنحن لا نعتبر فريق شباب هوارة فريق منطقة هوارة فقط بل هو فريق لكل السوسيين قاطبة فهو مفتوح في وجه الجميع سواء أكانوا مسيرين أو لاعبين أو فاعلين اقتصاديين . س : ما هي الفرق التي ترشحونها من جهتكم داخل شباب هوارة للصعود الى القسم الممتاز خلال هذا الموسم ؟ ج : فبعد التقييم الذي قمنا به داخل نادينا تأكد لنا بالواضح أن فريق الفتح الرباطي ومنذ الدورة السادسة عازم كل العزم على العودة الى القسم الممتاز نظرا للإمكانيات المادية المرصودة لهذا النادي والتركيبة البشرية الجيدة التي هيكل بها صفوفه ومكتبه المسير ، ناهيك عن البنية التحتية التي يتوفر عليها . ومن هنا فباقي الفرق المنتمية للمجموعة ستنافس فقط على البطاقة الثانية كما أن مستواها متقارب جدا وغير قار واعتقد أن الدورات الأخيرة هي التي ستكون حاسمة في فرز البطاقة الثانية ، وفريق شباب هوارة لا يخرج عن هذا الاستثناء فهو بدوره سينافس عن بطاقة الصعود الى آخر رمق . س : ما ذا عن أشغال توسيع مدرجات ملعب 16 نونبر بأولاد تايمة ؟ ج : نظرا لمعاناة الجماهير التي تتابع لقاءاتنا داخل الميدان من عدم كفاية المدرجات ارتأى المجلس البلدي مشكورا الى إدراج الواجهة الأخرى للملعب قصد تهييئها بالمدرجات لإراحة المتفرجين ، وأتمنى أن تبرمج باقي جنبات الملعب في المواسم المقبلة لبناء مدرجات أخرى ستنعكس إيجابا على الفريق وعلى الجمهور . س : ما هي المشاريع التي سيحدثها الفريق الهواري لتحقيق مدخول قار للنادي ؟ ج : فالفريق اخذ على عاتقه البحث عن شركاء و مستشهرين وخلق أيضا مشاريع قارة تدر دخلا قارا للنادي تبعده عن مشكل الهبات والعطايا ، لذلك فالنادي قام بإنشاء التصميم الكامل لتهيئة واجهة ملعب الحسن الثاني وثم عرضه على المجلس البلدي بحكم الشراكة التي تجمعنا معه قصد إحداث مجموعة من المحلات التجارية ومقر للنادي ، وبالفعل تمت المصادقة عليه من طرف المجلس البلدي مشكورا و ننتظر فقط المسطرة المتبعة في هذا الشأن بحكم أن تفويت الأرض الجماعية الى النادي يتطلب وقتا مهما، وفي هذا الإطار سيعقد المجلس دورة استثنائية لوضع آخر اللمسات على هذا المشروع . ومن جهة أخرى اعتقد أن ملعب الحسن الثاني هو الآخر في حاجة ماسة لإعادة ترميمه و إصلاحه ، ولما لا تعشيبه ولو بالعشب الاصطناعي ليكون متنفسا لباقي الفرق الرياضية الأخرى . س : ما ذا عن شراكتكم مع فريق الجيش الملكي ؟ ج : في إطار التواصل و انفتاح النادي على المحيط الخارجي وفي إطار علاقاته مع باقي الفرق الوطنية الأخرى ، ارتأى الفريق الهواري أن يقيم شراكة مع فريق الجيش الملكي حيث سيتم توقيعها خلال شهر ماي المقبل . وتهم هذه الشراكة التعاون بين الناديين وخلق روابط التواصل تكوين مؤطرين للفئات الصغرى لنادي شباب هوارة وتبادل اللاعبين والاستفادة من خبرة الفريق العسكري و إعداد تربصات بمراكزه بالرباط وهو ما نعتبره شرف كبير لنا ، وبشكل عام فهي شراكة مفتوحة وفي خدمة الناديين معا . آخر كلمة ؟ ج : حبنا لهذا النادي هو حب كبير وأتمنى أن نعطي كل ما في جهدنا للسير به نحو الأمام وان نعطي للمنطقة الهوارية إشعاعا وطنيا كبيرا على المستوى الرياضي ، واعتقد أننا في الطريق الصحيح لتحقيق كل ذلك وأتمنى من كل المجالس المنتخبة أن تهتم بالجانب الرياضي بالخصوص لأنه أصبح اليوم هو مؤشر نجاح كل منطقة وسيبقى نادي شباب هوارة دائما كبير برجالاته ومحبيه وهياكله وشكرا لكم على هذا اللقاء الهام . أجرى الحوار : حسن العسكري