فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرياضة بالمنطقة الشرقية بين التهميش و اللامبالاة...
نشر في الوجدية يوم 19 - 03 - 2009


ذ.عماد عبو
متتبع للشأن الرياضي بالمنطقة الشرقية
.........................................................................
بعد تشييع جثمان عام 2008 إلى مثواه الأخير و نحن معشر الرياضيين بالمنطقة الشرقية كنا قد استعجلنا رحيلها أملا في معانقة عام جديد بحد أدنى من المواجع و النكسات للرياضة بالمنطقة الشرقية.
بحيث لا يختلف اثنان أن هذه السنة كانت سنة بيضاء للرياضة الشرقية بكل المقاييس هذا البياض الذي لم يكن بياض سلام أو بياض من حب و وئام انه بياض النتائج الذي يعكس بجلاء هشاشة سياسة المسيرين الفاعلين الرياضيين المحليين فيما يخص أهم قطاع يهتم بالشباب و شرف المنطقة و حتى وجودهم لعدة أسباب متداخلة تتحكم فيها لوبيات ظلت تجثم على صدورنا مند عدة سنوات بعد أن خلقت لنفسها سدودا و أفخاخا لكل من يريد الاقتراب من فهم مخططاتهم الشيطانية في طمس معالم الرياضة و إخراجها من المخططات الوطنية المهتمة بالعنصر البشري كأساس لأي تنمية .
لكن لا باس من قراءة عابرة في مخلفات عام ودعناه و استحضار ابرز محطات الفوضى و العبث الذي طبع المشهد الرياضي الشرقي و ما حمله هذا الحيز الزمني من لوعات - آهات و ألام .
فبدئا بكرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة و التي أضحت تستنزف الملايين من المال العام دون رقيب أو حسيب و دون عطاء أو مردود بعد أن توالت النكسات بداية بالفريق الأول للمنطقة –المولودية الوجدية-الذي لولا لطف الله و أنقذ في آخر وهلة من السقوط إلى القسم الثاني خلال السنة الماضية هذا الفريق الذي أصبح حاليا يعج بعناصر من لاعبين و مسيرين أشبه بالغرباء عن سكان عاصمة الشرق بحيث لا يملكون أنفتهم و نكران ذاتهم بل أصبحوا تماثيل جوفاء تعبد من طرف أشباح من المناصرين المرضى و المتيمين بحبها رغم أن علامات السياط المتتالية و الثقيلة تنهال عليهم من كل صوب و حدب و من كل فريق تقابله فأصبحت سادية هؤلاء الغرباء من اللاعبين و حقدهم الدفين ظاهرة للعيان رغم جلبهم بأموال طائلة في حين لم يضيفوا أي شيء يذكر مما جعلنا أن لا نأمن ما سيحدث في المستقبل بعد أن غاب رجال الفريق العريق و احد مشاهير الفرق الوطنية و روادها بشكل غامض و دون عودة .
أما عن الأندية و الفرق المحلية الشرقية و التي تدور في فلك الفرق الطفيلية بحيث تستنزف الأموال دون هذف أو عطاء بل أصبحت رائدة في ميدان التجارة و السمسرة الرياضية و استنزاف طاقات الشباب بجميع الأنواع و إشكال النصب و الاحتيال بعد خلقت أسواقا جديدة للنخاسة و الرق تنهال منه الفرق الوطنية الأخرى طاقاتها و مواهبه الخام بعد أن كانت هذه المنطقة فيما قبل لا تعرف رواجا و هذا الإقبال المتزايد بسبب عدم امتلاك لاعب هذه المنطقة القابلية و الاستعداد اللازم في تغيير الأجواء و أنفة لا يمكن تطويعها بسهولة هذه الطبيعة التي كان يستمدها من بيئته التي ينتمي إليها دون غيرها من المناطق الأخرى و كرامة لا يمكن تلطيخها .
فكان هذا الاجتياح لسماسرة اللعبة الوقع السيئ على الفرق الشرقية و التي أصبحت تسقط كأوراق الخريف إلى الأقسام السفلى كما حدث للنهضة البركانية و هلال و فتح الناظوريين مما جعلها تعيش مشاكل مادية و بشرية لا يمكن لأحد التنبؤ بمصيرهم مستقبلا بعد فلول هذا الكم الهائل من اللاعبين الى فرق مثل الفتح الرباطي - اولمبيك خريبكة و الفرق البيضاوية .... و المستثمرين الذين أصبحوا لا يملكون الجرأة في تدعيم هذه الفرق و الأندية الجشعة .
و لم تكن أم الألعاب أفضل حالا من منافسيها على الشعبية و المتابعة فغابا العداءون عن منصات التتويج في جميع المحافل الوطنية و الدولية .
أما باقي الرياضات فحدث و لا حرج بداية بالجماعية ككرة اليد و السلة و الطائرة التي اندثرت و أخفقت على جل المستويات مرورا بالرياضات الفردية حيث عشنا جميعا أقصى حالات المهانة و الذل و نحن نرى ملاكمي المنطقة كيف تحولوا إلى أكياس للتداريب على حلبة الملاكمة و آخرون تلقوا هزائم مستفزة بالصفر دون الحديث عن التنس الذي انزلق إلى المستوى السفلي بسبب الغزو الذي عرفته أنديته من طرف الطبقة النخبوية المتعفنة و المتخلفة .
هذه الحصيلة السلبية لمختلف الأنواع الرياضية و ما تعيشه من مشاكل و عراقيل جعلت المتتبعين الحاليين يدقون ناقوس الخطر معلنين عصر اندحار و انحطاط الفرق المحلية بدون استثناء بسبب ما يعاني منه القطاع من فوضى عارمة أضحت تسدل ستائرها على آخر المسرحيات الدرامية التي ألف الشارع الوجدي على فرضها عليه عنوة و تشابكت خيوط آمال حلولها حول كل من يريد إنقاذها من الوقوع في مستنقع الاندثار و اللامبالاة فكانت الرياضة بهذه المنطقة المنسية بمثابة مضيعة للأموال و هدر للطاقات الشابة بعد ما أصبح يسيطر على المنخرطين و المستثمرين على سواء حالة من التشاؤم و سوء المصير بعد أن تأكدوا خلال هذه السنة أنها أصبحت تندثر من الخريطة الرياضية الوطنية و خفتان بريقها كأنها أضحت عاقرا على إنجاب النجوم و الأبطال الدين يمثلونها في المحافل الدولية و العالمية كما كانت في السنوات الخوالي السابقة فأصبحنا نعيش سنة أسوأ من مثيلاتها فيما يخص النتائج و اندحار جل الفرق المحلية إلى الأقسام المخزية و الدونية فعايشنا لمرات عدة سقوطها كأوراق الخريف فبعد سقوط المدوي للكرة و السلة البركانية ثم تبعتها الكرة الناظورية و حاليا نعيش نفس المآل بالنسبة لفارس الشرق الذي أصبح يصارع آخر سكرات الهبوط المفجع رغم المجهودات المحتشمة المبذولة فكان من بين الأسباب المباشرة لهذا الاندحار الانحطاط و السقوط للرياضة بالمنطقة الشرقية دو الصبغة التسييرية المحضة و التي جسدتها الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده و التي وجهها إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة و التي احتضنها قصر المؤتمرات بالصخيرات يومي 24 و 25 من أكتوبر المنصرم و التي كانت رسالة مجسدة لمواقع الضعف و الهوان للرياضة ببلدنا و بمنطقتنا الشرقية خاصة أنها الوحيدة التي تعاني من الارتجال و اتخاذها مطية من لدن بعض المتطفلين عليها للارتزاق أو لأغراض شخصية إلا من رحم ربي من المسيرين الدين شهد لهم تاريخ المنطقة بتضحيتهم بالغالي و النفيس من اجلها جاعلين الفرق و الأندية التي يشرفون عليها بمثابة أسرتهم الكبيرة و لاعبيها في منزلة أبنائهم و خير مثال على ذالك الأب الروحي للمولودية الوجدية المرحوم بلهاشمي .
كما أن من بين أهم مظاهر الاختلالات التي أصبحت تطبع الرياضة الشرقية هو أن تحديد المسؤوليات غالبا ما لا يجري بشكل واضح في حين لا تتوفر عناصر الشفافية و النجاعة و الديموقراطية في تدبير الفرق و النوادي المحلية ناهيك عن حالة الجمود التي تتسم به بعض العصب المحلية في حين أن الخلاف غالبا ما ينحصر في اعتبارات أو صراعات شخصية أو فئوية ضيقة ما بين المهنيين أنفسهم و السلطات التي تتولى تقنين و ضبط القطاع الرياضي بالمنطقة من جهة أخرى .
إن الوضع المقلق للرياضة بالمنطقة الشرقية على علاته و أمراضه الكثيرة يمكن تلخيصها في إشكالات رئيسية متمثلة في إعادة النظر في نظام الحكامة المعمول بها جهويا و ملائمة الاطار القانوني مع التطورات التي يشهدها القطاع وطنيا و كذا مسالة التكوين و التأطير و كذا معضلة التمويل علاوة على توفير البنيات التحتية الرياضية بما يقتضي وضع إستراتيجية محلية موحدة للأهداف و متعددة الأبعاد للنهوض بهذا القطاع الحيوي و تمشيط الحقل الرياضي برمته لكي تفرز من هو جدير بالبقاء و تحمل المسؤولية و من هو مطلوب للمحاسبة بعد أن أصبح شخصا غير مرغوب فيه و تنقية هدا القطاع من كل الشوائب و الضرب بيد من حديد على كل الأصوليين و الانتهازيين و المتطفلين على هذا الميدان و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن النرجسية و الأنانية و نكران الذات كما مطلوب الآن و قبل أي وقت مضى استرجاع ثقة المواطن الشرقي الذي قل اهتمامه بالقطاع الرياضي و ضاق درعا بالخطابات الجوفاء و لم يعد يفرق بين مسؤول صالح و آخر طالح و في غياب تنظيم رياضي محلي محض و شريف و في غياب كذالك رجال محليين يؤمنون بالقضية الرياضية و دورها الفعال في التنمية المحلية و يتميزون عن غيرهم بالتأطير المحكم و توعية الشباب و يتحلون بالصبر و نكران الذات و الحرص على الموروث الرياضي الشرقي الذي أصبح حاليا عرضة للزوال و الاندثار كليا من المنطقة .
كما وجب الاهتمام بالرياضة الجماهيرية التي تعد شرطا أساسيا لبناء مجتمع سليم و مشتلا رياضيا خصبا تنهال منه رياضة التباري و مكوناتها و عناصرها كما وجب ضح النشاط و الحيوية في شرايين الحياة الجمعوية الرياضية المحلية و الزيادة في أعداد المرخص لهم بممارسة الرياضة بشكل يتناسب و عدد سكان المنطقة الشرقية و لاسيما منهم الشباب. و توزيع المنح المستحقة بطريقة تتسم بالشفافية و النزاهة بعيدا عن المحسوبية و الحزبية المتعفنة و كذا الحسابات الضيقة المتخلفة و خاصة أن المنطقة الشرقية تنفرد بظاهرة اقصاء الجمعيات التي طبعت ومازالت تطبعه منذ أمد طويل كما أن الهوة الواسعة بين مكونات المجتمع المدني والسلطة أضحت تتسع يوما بعد يوم رغم التوجيهات الملكية الحكيمة والتي دعت إلى نشر وتبني منظور جديد للسلطة سطر له صاحب الجلالة الملك محمد السادس- نصره الله وأيده- مبادئ إنسانية مبنية بكل دقة وشمولية تحترم فيها حقوق الإنسان وحرياته وتضع روح التضامن والمشاركة كحجرة أساس لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها لأي سبب من الأسباب.
لكن المجتمع المدني الشرقي والذي من مكوناته جمعيات تختلف أنشطتها وتوجهاتها أصبحت تئن وتندب حظها العاثر لتوالي سدة السلطة بمدينتهم من ذوي النفوس المنغلقة على نفسها والحبيسة وراء مكاتبها، والمحرمة لأي تنسيق مع هذه الجمعيات أو التشاور معها. كأن وجودها بمثابة حبر على ورق فأصبحت تعاني من الإقصاء المدبر حتى في أمور تهمها وتشغل بالها في حين كان نصيب بعض الجمعيات المحسوبة والنخبوية كل خير رغم المعرفة المسبقة عن نواياها وشعارات المزيفة والتجميلية. فحاليا اندثرت عدة جمعيات مختلفة التوجهات بسبب تضييق الخناق عليها وعدم وجود تعاطف معها لفقدانها لأسماء وازنة في مجال المال والأعمال وكذا السلطة تدافع عنها وتدرأ عنها البيروقراطية المتفشية في هذه الجهة المنكوبة.
فأصبح العمل الجمعوي مند سنوات بالمنطقة الشرقية يعرف تراجعا على مستوى الفعالية الجمعوية و أضحى الجميع في هذه المنطقة النائية من مغربنا العزيز يتفرج و يتتبع ما سماه بالمدينة ‹‹باحتضار›› هذه الممارسة في غياب المشاريع الجمعوية من ملتقيات - ندوات و لقاءات فكرية و تكوينية و غيرها مقارنة مع المناطق الأخرى . و عزت شريحة من الجمعيات أن هذا الاحتضار يتسبب فيه أصحاب السلطة و المسئولين المهتمين بدفعه و خاصة أنهم أصبحوا يقومون بعكسه أي عرقلة جميع المشاريع الجمعوية على مستوى الدعم المادي و المعنوي .كما أن هناك أسباب أخرى مرتبطة ببنية الجمعيات نفسها و التي توجد بعضها على الورق و أخرى مدعومة من لدن أحزاب فضلا عن وجود جمعيات نخبوية تلتهم كل شيء فضلا عن عمل متجرد من الأداة الحزبية و الذاتية على خلفية تطوير الفكر الإنساني وعيه و جسده إضافة إلى غياب أنشطة تهتم بالطفولة و تؤطرها و غياب مبدأ التطوع و الإطارات الجمعوية الاحترافية مما خلق فراغا كبيرا في الساحة الجمعوية بالمدينة .
و يعود هذا الاحتباس الجمعوي كذالك إلى أفول مجموعة من الفعاليات و الأفكار و المشاريع و المبادرات على مستوى فعاليات المجتمع المدني من جهة و لكون الإطارات الجمعوية المحلية فارغة من التصور و الاستراتيجيات في حين هم محسوبين على العمل الجمعوي من جهة أخرى . بالإضافة إلى واقع الحريات العامة عبر الحصار و المضايقة للجمعيات و كذا التعقيدات الإدارية و البنية التحتية الهشة مما أدى إلى نفور مجموعة من الشباب من الممارسة الجمعوية فضلا عن غياب مبدأ العمل الجمعوي كممارسة تطوعية و خدمة عمومية تؤدى للمواطنين .
لهذا أصبح من الضروري اعتماد المسئولين سياسة القرب والدعم لهذه الجمعيات و خاصة الرياضية منها التي لا حول لها ولا قوة واعتبار نتائجها الباهرة في عملها التطوعي البناء في خدمة الشباب وإنقاذهم معيارا يؤخذ بعين الاعتبار مع إعطاء الأولوية القصوى للجمعيات التي لا تنتسب لأي لون سياسي أو أفكار رجعية و العمل على بلورة نوع من روح التشاور والتضامن. و التمني بان يكون هذا الاحتباس الجمعوي مرحلة انتقالية لكي يحدث هناك تفعيل في الكفاءات الجمعوية لتطويع و تطوير الأداء الجمعوي من خلال حلقات للنقاش و منتديات شبابية جمعوية بعيدة عن الحزبية المتعفنة نظرا لكون المنطقة حبلى بكفاءات و طاقات لها دراية و خبرة و إشعاع على المستوى الوطني مع الدعوة إلى أن يكون المجتمع كقوة اقتراحيه نقدية و هذا لن يتحقق في نظري إلا بشرط اختلاف في التصور و الرأي مع ضرورة خلق مسافة بين السياسي و الجمعوي فضلا عن تدبير ملف المنح بطريقة ديمقراطية لا على خلفية اللون السياسي على اعتبار أن المنحة حق مشروع لا يمكن أن تخضع للبيع و الشراء.و يمكن لان يكون توحيد الوسائل و الأهداف ما بين السلطة و المجتمع المدني أن يكون له الوقع الحسن في خدمة هذا المجتمع الشرقي الذي أصبح يعرف حاليا قفزة نوعية و أوراش كبرى في ميدان تأهيل المنطقة وإنقاذها لتكون في مصاف الجهات الكبرى بوطننا العزيز.
و في السياق نفسه وجب على المسؤولين المحليين إعادة تأهيل الرياضة المدرسية و الجامعية في إيطار الإستراتيجية المحلية و الوطنية و لما لا الدولية اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة و صقلها و توجيهها و خلق شراكات نموذجية ما بين المندوبيات الساهرة عليها و الهيئات و الجمعيات الرياضية لتوسيع قاعدة الولوج إليها و تحسين تجهيزاتها التحتية التي وجب أن تفتح أبوابها في أيام العطل لهم لممارسة أنشطتهم في اطار شراكات و تعاون نموذجيين و للحد من مشكل قلة التجهيزات الذي تعرفه المنطقة بشكل منفرد عن المناطق الأخرى .
كما وجب على الفرق و الأندية المحلية الاعتماد على التهييىء الجدي و الاحترافي للمنافسات المحلية و الوطنية و ما يتطلبه ذالك من كفاءات في التأطير التقني و الإداري و توفير احد أسس الرياضة الحديثة و هو التمويل الذي يتعين تنويع مصادره من خلال دعوة الجهات المسؤولة إلى الرفع من الاعتمادات المخصصة لقطاع الرياضة بالمنطقة الشرقية أو بعقد شراكات بين القطاعين العام و الخاص تصب في صالح الدفع بعجلة الرياضة إلى الأمام دون توقف .
كما وجب في هذا الشأن ضرورة اعتماد و تعزيز آليات المراقبة و الافتحاص و المحاسبة باعتبارها النهج القويم و الفعال لوضع حد للتعتيم التي تعرفه مالية العديد من الأندية المحلية و ميزانيات الجمعيات و العصب من تبذير و سوء تدبير و غيرها من الممارسات المخالفة للقانون و الروح الرياضية و كذا تهيئة نظام عصري محلي لتنظيم القطاع الرياضي المحلي و تأهيل الأندية و الفرق و الجمعيات بمختلف أنواع نشاطها الرياضي لدخول عالم الاحترافية و كذا دمقرطة المكاتب المكلفة بالتسيير في إيطار يحفظ الركائز الراسخة لدولة الحق و القانون و التدابير الملائمة لمواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها الرياضة الوطنية و العالمية لا سيما متطلبات تطوير الاحترافية و توفير شروط دفتر التحملات و ذالك كله لتجاوز حالة الجمود و غياب النتائج المشرفة لرياضة الشرقية و التي جعلت المواطن المحلي يعيش إحباطا بسبب النكسات التي ألمت بفرق الجهة الشرقية .
كما حان الوقت اليوم أكثر من مضى أن يقدم كل مسيري الفرق المحلية بدون استثناء استقالتهم باعتبارهم المسئولين الأولين فيما آلت إليه رياضتنا الشرقية و التي أصبحت تحتاج إلى أكثر من رؤية و أكثر من محطة لتقديم الحساب لان كما تجري العادة في الدول الديموقراطية أن عقب كل كبوة يتم تغيير كل مكونات اللعبة دون استثناء و أن يخضع المسئولون إلى جميع أشكال الافتحاص المالي و الفكري.
و في سياق الحديث عن الرياضة الشرقية لا يمكننا أن نمر مرور الكرام دون أن لا نقف على الوضعية المزرية التي وصل إليها ممثل الشرق بقسم النخبة- المولودية الوجدية - و ما آلت إليه الأوضاع في ضوء ما تعيشه من تسيب و نكران تاريخ هذا الفريق الذي أنجب أجود اللاعبين الذين دعموا الفرق الوطنية و شاركوا في ملاحم كروية وطنية و دولية مازالت راسخة في الذهن فأصبح حاليا يدور في فلك الفرق الضعيفة التي فقدت وميضها و نجومها كما أضحت قنطرة يمرون عبرها ذهابا و إيابا دون عناء و مشقة .فعاش الجمهور الوجدي لسنوات عدة لوعة و قرحة الهزائم و المصائب المدوية و أصبح ينفر حتى من ذكر اسمها على لسانه بعدما أدرك أن فريقه الأول أصبح تحت تصرف أيادي غير آمنة و انه يعاني من أمراض مزمنة و عقليات مستبدة سيطرت عليه لسنوات بعد أن كونت تابعين لها من مكاتب صورية و مفبركة تنبعث منها رائحة المكاسب و المصالح كقلاع حصينة تتبد النقد و الرأي الآخر و تضرب عرض الحائط مصير الفريق و مستقبله و الاستمرار بكل قسوة في تشويهه كأن هذه المكاتب تضم عناصر همها الانتقام منه و من تاريخه العتيد عناصر لا تمتها صلة بالفريق أو الرياضة و من قطاعات غير مجدية تشجع الزبونية و المحسوبية و تقتات من بقايا ما يترك لها من ساستها فأصبحوا يمتلكون نصيب الأسد في هذه المكاتب الصورية لا تسمح بانضمام لاعبين قدامى و غيورين حقيقيين بينهم . مكاتب وضعت لتدافع عن نفسها و مصالحها قبل الدفاع على كينونة الفريق و استقراره و أخرى لا حق لها في الدفاع عن نفسها و بالأحرى الدود على مصالح الفريق .فأصبح فريق المولودية الوجدية يمر حاليا من وضع مأساوي مثير للشفقة و القلق و خاصة أن سوء التسيير هذا أصبح يلقى معارضة من طرف مسيري المكتب أنفسهم حيث قدموا استقالاتهم إلى جانب المنخرطين بعدما أحسوا بقرب اندحاره إلى قسم الظلمات و اللا رجعة.
كما احتل الفريق المرتبة الأولى على الصعيد الوطني في تغيير المدربين فبعد مغادرة زوران و المدربين الجزائريين (ايت جودي-بسكري) الفريق و هم يجرون أذيال الخيبة متجرعين من نفس كأس المرارة للنتائج المخيبة للآمال بحيث لم يعمروا طويلا برغم حمولتهم المعرفية و التقنية و تجاربهم الدولية المحترمة مستاءين من كون سندباد الشرق تسوده الضبابية في كل أركانه و متيقنين أن الفريق لا يستحق حتى القسم الوطني الثاني و بالأحرى قسم الصفوة .و جاء محلهم المدرب المحلى كركاش الذي اخفق مع الكاك فأصبح مطرب الحي الذي لم يطرب و لم يقنع سواء خلال الموسم الماضي أو من خلال المباريات التي قادها صحبته في الدورات الأخيرة من هذا الموسم .فأصبحنا نعيش أزمة نتائج فرضتها قناعة راسخة بان ما يعرفه الفريق اكبر من معيقات تقنية بل تراكم و تداخل العديد من المشاكل التي أصبحت تؤثر سلبا على عطائه و تأكد بان المكتب المسير يتحمل كامل المسؤولية التاريخية فيما يقع و سيقع و أن التأهيل الذي فرضه ساسة كرة القدم أصبح غير مجدي في منطقتنا دون تأهيل العقليات المسيرة لتكون في مستوى رهان المرحلة الجديدة و كما أصبح مطلوبا حاليا سن أنظمة أساسية جديدة تحمي الفرق أولا و أنظمة احترافية للتدبير المعقلن لها غير هاته التي تضبط اليوم خط سير المولودية الوجدية الذي أصبح فريقها الأول بجل عناصره مجالا للتجارب من طرف المدارس التدريبية المختلفة التي تعاقبت عليه مما أدى إلى اختلاط النظم التكتيكية و التدريبية عليهم فأصبح اللاعبون هائمين في رقعة الملعب تائهين عن أهدافهم بعد أن وئدت فيهم موهبة الابتكار و الأنفة التي انفرد بها اللاعب الوجدي دون غيره و أصبحنا نعاين فريق بلا روح و مدربين مكتوفي الأيادي و العقل رأس مالهم الكلام لا الفعل و الضحك على أذقان الجماهير الوجدية بدون استثناء بعد الهزائم المدوية و التي لم يسبق حصولها بهذا الكم و الكيف . و حاليا ارتأى المسئولون على تسييره و في محاولات فاشلة في فرض حلول ترقيعية أخيرة أهمها الاستنجاد و دعوة اطر رياضية محلية جلهم من اللاعبين القدامى ليحضروا المراسيم الأخيرة لتوديع الفريق لقسم الصفوة و مشاركتكم في شرف قطع شريط دخول الفريق إلى عالم المتاهات و النكرة و.ليكونوا من شاهدي عصر الانحطاط و الضعف بعدما عاشوا به عصرا ذهبيا كلاعبين هذا الإقحام المدبر الذي سيكون من نتائجه أن تلحق بهم لعنة التاريخ الذي يسجل و لا يرحم و سوء السمعة من طرف الشارع الوجدي المدمن على مناصرة فريقهم حتى النخاع . و لتشخيص مكامن الضعف الذي أصبح ينخر واقع الرياضة بالمنطقة الشرقية كلها لا بد الإشارة إلى هذه السيطرة الاستبدادية من طرف مسئولين و مدربين تملأ قلوبهم الأنانية و الجشع ففرضوا علينا عنوة هذا الواقع المر وجعل من منطقتنا غير منتجة و نافعة رياضيا بعدما أصبحوا بمثابة سماسرة القطاع الرياضي يتفنن كل واحد حسب طريقته في طرق شراء و بيع المقابلات و اللاعبين على سواء غايتهم المال على حساب مستقبل الفرق . فأصبحت هذه الأخيرة بمختلف أشكالها و شعاراتها تعيش فوضى عارمة بشكل مطرد و ظاهر للعيان . و يتجلى ذالك بالخصوص فيما تعيشه المدارس الرياضية لجلها و التي أصبحت شبيهة بالروض حيث تجد لاعبين من الطبقة النخبوية التي لا يتوفرن حتى على مواصفات اللاعب المبتدئ في حين يلقون العناية و الميوعة على حساب اللاعب الموهوب الفقير و الذي يكون مصيره التجاهل و القسوة مما يتسبب في إهدار المجهودات المبذولة ماديا و معنويا من طرف المسيرين و المدربين الذي يفتقرون هم بدورهم إلى التكوين الأكاديمي الحديث المبني على حرية المبادرة و تطبيق الاستراتيجيات حسب حاجيات الفريق بمختلف أعماره و الذي يتسبب فيه ابتعاد الجهاز الوصي –الشبيبة و الرياضة- عن الفرق فيما يخص الدور التنظيمي و التكويني مع تهميش الفرق نفسها لدورها و التنسيق معها .مما فتح المجال للفوضى الجارفة و التي أدت إلى ظهور طبقة من المدربين و المؤطرين المرتزقة الذي تجدهم يتهافتون على الراتب الشهري مضافا إلى راتبهم الأصلي من قطاعات أخرى.فجعلوا من هذه المدارس محطة للاغتناء دون عطاء أو رقيب ضاربين عرض الحائط مستقبل الفرق المحلية و لاعبيها على سواء و مستغلين سذاجة و غباء رؤساء الفرق المنشغلين عنهم في أمور المال و الأعمال. مستغلين العمل المضني التي تقوم به الجمعيات و الفرق الرياضية المنتشرة بأحياء المدينة عن طريق و النصب والاحتيال و دون مدها بأي عون أو امتياز مما جعل الساحة الرياضية ميدانا لنشوب حروب رياضية باردة و غير معلنة نشبت بين المدارس الرياضية نفسها و بيتها و بين الجمعيات و فرق الأحياء من جهة أخرى فكان من ضحاياها مستقبل اللاعب المحلي الموهوب و الفرق بصفة خاصة و الرياضة المحلية بصفة عامة التي أصبحت تندحر إلى الأقسام السفلى بعد أن عاشت عصرا ذهبيا عرفت خلاله فرقها المحلية بريقا سطع في مجال كرة القدم الوطنية و امتد حتى إلى الخارج. كان الفضل فيه للتنسيق الذي كان يطبع الفرق المحلية و الفريق الأول لعاصمة الشرق حيث كانت هذه المدارس تسدي خدمات كبيرة له و ذالك بإمداده و تدعيمه بأحسن العناصر و الطاقات و الذين كانوا بمجرد الالتحاق بها تجدهم يعتزون بقميصه و لا يرضون لا أن يكون دائما في الطليعة و أن ينفرد بتحقيق النتائج الباهرة على حساب الآخرين بالاعتماد على الأقدام والسواعد المحلية على عكس ما تعيشه حاليا من انحطاط كلي و استخفاف شنيع و مذل يلقاه من الفرق الوطنية التي كانت في الأمس القريب تدور في فلك الفرق الضعيفة .
و لعل ما يعيشه فريق المولودية الوجدية بصفة خاصة و الفرق المحلية بصفة عامة من أزمة كان السبب الرئيسي هو تجاهلهم الكلى لفرق الأحياء الشعبية و الجمعيات النشيطة و التي كانت مصدرا و مجالا خصبا لتنقيب عن المواهب الكروية و الرياضية الواعدة و أول المدارس الفطرية التي تلقن بها مبادئ اللعبة و قوانينها مع تناسيهم المتعمد للعصر الذهبي للأب الروحي للمولودية الوجدية المرحوم بلهاشمي الذي كان يعتمد أساسا على هذه الفرق المنتشرة في جميع أنحاء المدينة و خارجها بالمنطقة الشرقية و إحياء دور ملاعب الأحياء الشعبية حيث كانت مند عدة سنين مجالا خصبا لتنقيب عن المواهب الرياضية في مجال كرة القدم بل تعدت أن تكون أول المدارس التي تلقن بها مبادئها و قوانينها . و ميدانا تنظم به عدة دوريات و بطولات رياضية تنقب من خلاله الفرق المحلية بوجدة ذوي القدرة على الولوج لعالم الهواية و البطولات حيث التنافس الشريف و القوانين الرياضية. فكانت هذه الفرق لا تجد عناءا كبيرا في تكيف هؤلاء مع هذا الوضع الجديد و سهولة صقل مواهبهم ، بل اشتهر لاعبون محليون جلبوا من الأزقة و أحياء المدينة كما لقي المنقبون نفس الهيبة هذا الاندثار لدورها كان بسبب ما تعرفه المدينة في الآونة الأخيرة من ظهور لنوع من الطبقة البورجوازية الجشعة من ذوي النفوس الميالة إلى كسب المال و السلطة، و بالخصوص المضربين العقاريين الجدد و أصحاب النفوذ و الضمائر الدخيلة على عدة مجالات لا يستحقونها.فجعلت الملاعب تنقرض رويدا رويدا بمدينة وجدة، فأصبحت أحيائها الشعبية تفتقر إلى ملاعب شاسعة رغم استبدالها بملاعب مصغرة لا تصلح بتاتا للاعب الهاوي ليعبر عن مستواه و مواهبه فكانت هذه البدائل شبه ملاعب تفتقر إلى جميع المعايير الرياضية القانونية و الفنية بل كانت مشاكلها و إصاباتها الجسدية جد عويصة بسبب عدم استكمال الأشغال بها بعد مرور سنين على تدشينها و انعدام المراقبة من الجهات الوصية و المنتخبة عليها و على سبيل الأمثلة الكثيرة : ملعب سيدي يحي- ابن خلدون- فيلاج الجديد -لازاري... الخ.
بل تعدى هذا الوضع المزري بها إلى وضعها بيد جمعيات حديثة التكوين محسوبة على الألوان السياسية المختلفة و دوي النفوس الضامرة لنفع أو مصلحة ما.و أخرى لا علاقة لها بالرياضة في الأحياء الشعبية بل تجدها دائمة الغياب عن الملعب منغلقة على نفسها غائبة على جميع الأنشطة و لاتكثرت بتاتا بتكوين المواهب و صقلها و حاضرة سوى في توزيع الغنائم و الإعانات ،و جعل هذه الملاعب سوقا للنخاسة و العبيد تنشط به سماسرة هذه اللعبة . فأضحت الرياضة بهذه الأحياء الشعبية ضحية و أصبحت المواهب الرياضية كبش فداء لهم مما جعلهم يكرهونها يتوجهون إلى أنواع رياضية أخرى أو اختيار عالم الانحراف الذي يفتح لهم مصراعيه في هذه المدينة المنسية من رجالها و أعيانها الذين نسوا و تناسوا فضلها عليهم و انشغالهم بأمور الغنى الفاحش على حسابها . لهذا أصبح حتميا على أصحاب القرار الرياضي و السياسي خلق بدائل رياضية بهذه الأحياء الهامشية لتكون مجالا للأنشطة للجمعيات الرياضية الموجودة تستوفي المعايير المطلوبة لصقل المواهب و تفجيرها لتكون كقيمة إضافية لمدرسة المولودية و الفرق المحلية الأخرى التي أصبحت حاليا تعج بعناصر كانوا سببا مباشرا فيما مضى و حاليا في انحطاطها و جلب الفضائح المدوية لها أخرها منع فريق صغار المولودية من المشاركة في أي دوري منظم بالديار الفرنسية بسبب تزوير سنهم القانوني .كما أن وجود عناصر أخرى بمدرستها ممن لم يقنعوا بما جنوه من استغلال جمعيات شكلية مدرة للربح شكلوها و افتعلوها هم أنفسهم مستغلين غفلة و جهل المراقبين مستنزفين لهبات الفاعلين الاقتصاديين المحليين و الدوليين و اغتصاب لأحلام الجمعيات النشطة و ممارسيها كان آخرها جمعية هكو لكرة القدم التي فازت بالدوري الدولي لمدينة وجدة و الذي شاركت فيه فرق أجنبية ووطنية في ايطار من الغموض و الاستغلال في أبشع صوره للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية فحطوا رحالهم حاليا بمدرسة الفريق الأول لعاصمة الشرق لينالوا حظهم من كعكة يوم نزول و اندحار الممثل الوحيد للجهة في قسم النخبة إلى قسم الظلمات و اللاعودة و الذي لا يستحقها هذا الفريق العتيد الذي احتكر لسنوات عدة كرة القدم الوطنية و انفرد دون غيره بالعطاء الرياضي الأصيل و المتميز و جادت ملاعبه بأحسن العناصر و النجوم التي دعمت المنتخبات الوطنية و كانوا إلى جانب صناع الملاحم الرياضية المغربية الكبرى .مما يجعلنا أمام واجب تاريخي يفرض علينا و على جميع الهيئات المسؤولة و الغيورين التدخل الفوري و الفعلي لتصحيح مسار الرياضة بالمنطقة ووضعها على السكة الصحيحة قبل فوات الأوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.