أصدر وزير الداخلية بالحكومة المصرية المقالة ، تعليماته بإعادة انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء مصر، بدءا من )يوم أمس الإثنين) باستثناء منطقة ميدان التحرير وسط القاهرة. في حين يواصل عشرات الآلاف اعتصامهم في الميدان رغم سريان حظر التجول. وذكرت مصادر أن الوزير حبيب العادلي أصدر أوامره تلك أثناء اجتماعه مع قيادات الأمن في قطاع ناصر، بمدينة نصر شرق القاهرة. وشدد الوزير على ضرورة أن تقتصر مهام قوات الأمن على حفظ النظام ، وعدم الاحتكاك مع المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك. وقد استمر توافد الحشود على ميدان التحرير في سادس يوم من احتجاجات الغضب العارمة الرامية لإسقاط النظام الحاكم في مصر. كما جابت مظاهرات حاشدة مدن الإسكندرية والسويس والمحلة والمنصورة ودمنهور، مطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وفي ظاهرة لافتة حامت بعض الطائرات والمروحيات العسكرية ، على ارتفاع منخفض، فوق رؤوس المتظاهرين. وبث التلفزيون المصري صورا للرئيس حسني مبارك وهو يزور مركز عمليات القوات المسلحة وإلى جواره نائبه عمر سليمان، ووزير الدفاع حسين طنطاوي، ورئيس هيئة الأركان سامي عنان. وفيما تستمر عمليات الاحتجاج ، أفادت الأنباء عن تعرض عدد كبير من السجناء وذويهم في سجني أبو زعبل والقطا لمجزرة أوقعت عشرات القتلى. وقال شاهد عيان -وهو شقيق لأحد السجناء- إن 172 قتلوا وجرح 203 من سجناء سجن القطا في الجيزة، إثر إطلاق ضباط الشرطة الرصاص عليهم بعدما أشعل مساجين القسم الجنائي النيران فيه، بالتزامن مع زيارة أهالي المساجين لذويهم. وأكد الشاهد أن الضباط أطلقوا الرصاص والقنابل على الآلاف من الأهالي الزائرين, مما أسفر عن مقتل أحدهم وجرح أربعة آخرين، بينما كان الأهالي يهتفون لتحرير ذويهم. وأطلق الضباط الرصاص بأنفسهم -وفق شاهد العيان- بعد أن رفض أفراد الشرطة أوامر الضباط بإطلاق النار على المساجين والأهالي، وكان السجناء منعوا من الأكل والماء والكهرباء, وتعرضوا لإطلاق النار قبل يوم. وفي سجن أبو زعبل، شمال القاهرة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن عشرات الجثث موجودة على الطريق قرب السجن الواقع شمال القاهرة بعد أعمال شغب أوقعت ثمانية قتلى على الأقل في صفوف المساجين. ولم تشر الوكالة إلى هويات القتلى أو ظروف مقتلهم. وكانت مصادر أمنية أشارت إلى سقوط ثمانية قتلى و123 جريحا عندما وقعت اشتباكات بعد أن حاول سجناء الهروب من سجن أبو زعبل. وقد فر آلاف السجناء من السجون بأنحاء مصر في خضم التدهور الأمني. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمني قوله إن عدة آلاف من نزلاء سجن وادي النطرون شمال القاهرة على طريق مصر-إسكندرية الصحراوي، فروا من السجن بعد اشتباكهم مع الحراس ، وانتشروا في البلدات والقرى المجاورة. وأضافت أن نحو 1000 شخص هربوا من أماكن الحجز في أقسام شرطة بالقاهرة بعد حرقها ونهبها منذ بداية الاحتجاجات. كما فر عشرات السجناء من سجن في الفيوم ، جنوبالقاهرة مساء السبت، في عملية أسفرت عن مقتل شرطي. ويقول نشطاء وسكان إن أسباب انتشار ظاهرة السلب والنهب يعود لفرار السجناء من السجون في غمرة الاحتجاجات الغاضبة المطالبة بإسقاط النظام.