أقام المركز البريطاني للترجمة الأدبية بالتعاون مع جمعية المؤلفين البريطانيين حفلا كبيرا في قاعة «اليزابيث هول» في الساوث بانك (أكبر مجمع ثقافي في لندن)، لتوزيع جوائز الترجمة الأدبية للعام 2008 وهي جائزة سكوت مونكريف من الفرنسية، جائزة جون فلوريو من الايطالية، جائزة شيغيل- تيك من الالمانية، جائزة بريميو فاله اينثيلان من الاسبانية، جائزة المؤسسة الهيلينية من اليونانية، وجائزة سيف غباش _ بانيبال من العربية. وقد فاز الشاعر والمترجم الاميركي الفلسطيني فادي جودة بجائزة سيف غباش _ بانيبال عن ترجمته لديوان The Butterflys Burden»عبء الفراشة» الذي صدر، في بريطانيا لدى الناشر Bloodaxe Books وفي الولاياتالمتحدة الاميركية لدى الناشر Copper Canyon Press متحدثاً باسم هيئة التحكيم، قال روجر ألين: «كان جلّ المواد المقدمة للجائزة هذا العام أعمالاً روائية. وبالرغم من أن العملين اللذين فازا بالجائزة في العامين الماضيين كانا روايتين مترجمتين، فقد أجمعت هيئة التحكيم على ضرورة منح الجائزة هذه السنة لمجموعة شعرية مختارة ثنائية اللغة». واضاف ألين: «ومن نافلة القول إن محمود درويش غني عن التعريف كشاعر وكاتب، لأنه واحد من أبرز الشعراء العرب، والصوت الشعري الهام الذي يمثل الشعب الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن. ومع أن العديد من قصائده كانت قد تُرجمت وجُمعت، فإن هذه المجموعة الشعرية «عبء الفراشة»، التي قام بترجمتها وجمعها فادي جودة، تضم ثلاث مجموعات حديثة وهي: «سرير الغريبة» (1998)، و»حالة حصار»، و»لا تعتذر عما فعلت (2003). إن حسّاسية المترجم وفهمه لظلال ودقائق معاني القصائد في لغتها الأصلية وجرسها الموسيقي تتجلى بوضوح شديد بالطريقة التي قدم فيها المترجم القصائد وعملية الترجمة التي أوضحها في المقدمة. إذ يوصف محمود درويش بأنه «كاتب أغنية يمكن اعتبارها من السهل الممتنع». وغني عن القول إن هذا العمل إنجاز هام. إن مساهمات محمود درويش في الشعر العربي المعاصر وفي التقليد الأدبي لشعبه الفلسطيني - سيما قصيدة الحصار التي كتبها نتيجة الانتفاضة الثانية _ تُقدم هنا في ديوان مترجم بلغة جميلة رشيقة، وصادر بحلة أنيقة. واعلن رئيس اللجنة ان الفائز في المرتبة الثانية هو «المترجم اللبناني غسان نصر الذي ترجم رواية الكاتب جبرا إبراهيم جبرا الأخيرة «يوميات سراب عفان»، الصادرة عن دار Syracuse University Press. وهي رواية لكاتب فلسطيني آخر كان شاعراً وروائياً وناقداً موسيقياً وفنياً، وكان كذلك مترجماً رائعاً لعيون الأدب الإنكليزي ونقده إلى اللغة العربية (بالإضافة إلى مسرحيات شكسبير التراجيدية وسونتاته). وحصلت المترجمة الاميركية نانسي روبرتس عن المرتبة الثالثة عن ترجمتها لرواية «البشموري» للكاتبة سلوى بكر، الصادرة عن مطبوعات الجامعة الأمريكية في القاهرة. فقد أعربت هيئة التحكيم «عن تقديرها الشديد للشجاعة التي تحلت بها الكاتبة سلوى بكر والتي تمثلت في سبرها للعلاقة المعقّدة للاقباط خلال القرن التاسع الميلادي في مصر.