طلبت الأممالمتحدة من مجلس الأمن الموافقة على زيادة قوتها في كوت ديفوار بقرابة ألفي جندي للمساعدة في حماية الحسن وتارا المعترف به دوليا رئيسا للبلاد، وذلك في وقت أكد فيه وتارا أن التدخل العسكري في بلده لن يشعل بالضرورة حربا أهلية. وعقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام ، آلان لو روا ، إنه عبر عن نيته بطلب مزيد من الجنود، وأضاف لو روا أنه تلقى "ردا بطريقة إيجابية" من الدول الأعضاء بمجلس الأمن بشأن خطته لزيادة ما بين ألف جندي إضافي إلى ألفين، وعبر عن أمله في نشر القوة الإضافية في كوت ديفوار خلال بضعة أسابيع. وتتولى حاليا قوة تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من عشرة آلاف فرد حماية وتارا المقيم في فندق غولف في مدينة أبيدجان، كبرى مدن كوت ديفوار ، والزيادة المقترحة يراد منها تعزيز الحماية حول الفندق. من جهة أخرى، دعا وتارا مجددا الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، إلى ترك السلطة، رافضا التفاوض معه، ومعتبرا أن العرض الذي قدمه للتفاوض من أجل إنهاء الأزمة "ما هو إلا محاولة لشراء الوقت كي يتمكن من تجنيد مرتزقة من أجل قتل أبناء ساحل العاج وتهريب المال للخارج". ودعا مساعدو وتارا إلى تدخل قوة إقليمية غرب أفريقية لإخراج غباغبو إذا رفض التنحي، بحجة أن هذا الأمر حدث في دول أفريقية أخرى. كما حذرت «مجموعة إيكواس» من أنه إذا لم يثمر الطريق السلمي، فيمكن اعتبار الخيار العسكري وسيلة لحل الأزمة في كوت ديفوار . وقال رئيس وزراء كينيا ، رايلا أودينغا -الذي زاركوت ديفوار للمرة الثانية في إطار الوساطة الأفريقية- بعد عودته إلى العاصمة الكينية، نيروبي، إنه سيتم العفو عن لوران غباغبو في حال تركه السلطة ، ولن يتعرض لأي ملاحقة قانونية من طرف المحكمة الجنائية الدولية. وضم وفد الوساطة رؤساء بنين وسيراليون والرأس الأخضر الذين يمثلون المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). ويرفض غباغبو الاعتراف بخسارته في الانتخابات التي جرت يوم 28 نونبر الماضي أمام وتارا. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أنها تعارض أي مخطط لتقاسم السلطة في كوت ديفوار . وأكد المتحدث باسم الخارجية ، فيليب كراولي، أن على الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، التنحي عن السلطة بشكل سلمي من أجل حل الأزمة. لكن وزير خارجية غباغبو، ألسيد جيجي، نفى أن يكون الوسطاء الأفارقة تحدثوا عن مسألة العفو خلال استقبالهم من طرف الرئيس المنتهية ولايته، كما استبعد خيار اللجوء إلى الخارج، وقال "الرئيس غباغبو ليس بحاجة للذهاب إلى واشنطن وسيبقى حيث هو". كما نفى أن يكون رئيسه قد تعهد بتخفيف الحصار عن الفندق الذي يقيم فيه وتارا تحت حراسة الأممالمتحدة، مؤكدا أنه وعد بدراسة شروط رفع هذا الحصار. وقال في المقابل إن غباغبو يشترط لرفع الحصار انسحاب القوات الموجودة التي تحمي وتارا في الفندق. يشار إلى أن غباغبو يتلقى دعما قويا من أحد وزرائه ، وهو تشارلس بلي غود، الذي يقود مليشيات تتهم بارتكاب تجاوزات ودخلت في صراع مع القوات الفرنسية عام 2004 في كوت ديفوار . من ناحية أخرى ، قتل شخص في أبيدجان بنيران قوات الأمن الموالية للرئيس المنتهية ولايته غباغبو. وقتل أكثر من 170 شخصا منذ بدء المواجهة بكوت ديفوار، وهو ما يهدد بإعادة الصراع إلى بلد ما زال مقسما إلى شطرين بسبب حرب أهلية دارت رحاها بين عامي 2002 و2003.