جددت واشنطن دعوتها لرئيس كوت ديفوار، المنتهية ولايته، لوران غباغبو، بالتنحي عن السلطة لصالح الفائز في الانتخابات الحسن وتارا الذي أعلنته لجنة الانتخابات فائزا بالانتخابات التي أجريت يوم 28 نونب الماضي. وأضافت واشنطن، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، فليب كراولي، أنها تدرس مع فرنسا ودول مجاورة لكوت ديفوار احتمال تعزيز قوات حفظ السلام فيها. وتابع كراولي "لا زلنا نناقش مسألة من سيساهم وكيفية زيادة قوات حفظ السلام الأممية، القرارات ستتخذ على هذا الأساس، لكنها لم تصغ بعد". وكان مجلس الأمن الدولي صوت، الاثنين الماضي، لتمديد مهمة قوات بعثة الأممالمتحدة المكونة من عشرة آلاف جندي في كوت ديفوار ستة أشهر إضافية، في خطوة تمثل تحديا لدعوة غباغبو برحيل هذه القوات ولاتهامه الغرب بإعادة الاستعمار للبلاد. وقال كراولي "من الممكن أن يمثل هذا النوع من الدعم للقوات الأممية طريقة أخرى لبعث رسالة واضحة للرئيس غباغبو". وأوضح في سياق متصل أن بلاده تخشى وجود قبور جماعية في أبيدجان، مؤكدا أنّ المجتمع الدولي رصَد انتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد. وكان غباغبو رفض تسليم الرئاسة لوتارا الذي تعترف دول أفريقية وغربية بفوزه بالانتخابات، مما تسبب في أزمة سياسية وأعمال عنف قتل خلالها خمسون شخصا، الأمر الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة. وطالب غِيوم سورو ، رئيسُ الوزراء المعيّن من قبل الحسن وتارا -والذي ما زال محاصرا مع أعضاء حكومته التي شكلها في أحد فنادق أبيدجان- المجتمع الدولي باستخدام القوة للإطاحة بغباغبو. ويرى سورو أن العقوبات التي فرضتها عدة أطراف دولية على غباغو ومساعديه لم تحقق أي نتيجة، وأن الحل الوحيد هو اللجوء إلى القوة. وحث سورو مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي لدول غرب أفريقيا على استعمال القوة ضد غباغبو الذي أمر بنزول الدبابات إلى الشوارع، مشيرا إلى أن "مائتي شخص لقوا مصرعهم بسبب رصاص أطلقه مرتزقة من ليبيريا وأنغولا". كما رفض سورو دعوة غباغبو إلى إعادة فحص نتائج الانتخابات من قبل لجنة دولية، وقال إنها مجرد تكتيك لربح الوقت. وكان غباغبو قال إنه مستعد للتفاوض مع وتارا وكذلك مع المتمردين في شمال البلاد. كما أبدى استعداده للقبول بلجنة دولية تقيم ما جرى في الانتخابات. قبل هذا ، حذر الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، من احتمال اندلاع حرب أهلية في كوت ديفوار، على خلفية النزاع المتفاقم بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة وتحدث «بان» عن تدفق أعداد من "المرتزقة" على كوت ديفوار من دول الجوار للمشاركة في مواجهات محتملة. وأشار «بان» إلى تدفق من سماهم مقاتلين سابقين من ليبيريا إلى كوت ديفوار ، مشيرا إلى أن قوات موالية للرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو ، تعترض تحركات قوات حفظ السلام الدولية. كما قال إن عرقلة وصول الإمدادات إلى قوات الأممالمتحدة المتواجدة حول فندق يقيم به الحسن وتارا -الذي أعلنته اللجنة العليا للانتخابات فائزا بالرئاسة- سيضع هذه القوات في مأزق صعب خلال الأيام القليلة المقبلة. ودعا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى تقديم ما تستطيع من دعم للقوات الأممية، متهما القوات الموالية لغباغبو بمحاولة فرض حصار على بعثة المنظمة الدولية. وأشار إلى أن تلك القوات أوقفت دوريات الأممالمتحدة ، وترفض منح الموافقة الجمركية على الإمدادات في مطار أبيدجان ، وتمنع تسليم إمدادات لقوات أممية. كما أعرب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ، آلان لو روا ، عن شعور بقلق من أن مجموعة مسلحة موالية لغباغبو ربما تستعد لمهاجمة القوت الدولية. وذكر أن الإذاعة الحكومية في كوت ديفوار تبث دعوات إلى العنف ضد جنود الأممالمتحدة, مشيرا إلى تدفق "مرتزقة" من أنغولا. وكانت الأممالمتحدة رفضت دعوة غباغبو لسحب قواتها البالغ قوامها عشرة آلاف جندي, وأكدت على استمرار مهمتها هناك. وقد تصاعدت الضغوط الدولية على غباغبو مؤخرا, حيث فرضت الولاياتالمتحدة حظرا على سفر مساعديه ، وذلك بعد يوم واحد من فرض الاتحاد الأوروبي حظرا مماثلا، كما علق الاتحاد الأفريقي عضوية كوت ديفوار، ودعا غباغبو إلى التنحي عن السلطة لوتارا. وكان غباغبو قد أبدى استعداده لإعادة فحص نتائج الانتخابات من قبل لجنة دولية برئاسة الاتحاد الأفريقي، وتضم أيضا منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، والأممالمتحدة ، والولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا ، والصين.