صعدت الأممالمتحدة ضغوطها على الرئيس العاجي المنتهية ولايته ، لوران غباغبو, وهددت بفرض عقوبات وتعزيز قواتها هناك. وقد جدد مجلس الأمن الدولي تفويض مهمة قوات حفظ السلام في كوت ديفوار، والبالغ عددها عشرة آلاف جندي, رغم مطالبة غباغبو إياها بالانسحاب واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية. كما حذر المجلس غباغبو من إمكانية محاكمة أي فرد يكون مسؤولا عن هجمات على مدنيين أو جنود حفظ السلام أمام محكمة دولية. وقالت السفيرة الأميركية لدى المجلس ورئيسته ، الشهر الجاري، سوزان رايس، إن «الأعضاء يحذرون جميع من يتورطون من أنهم سيحاسبون عن كل الهجمات ضد مدنيين أو جنود حفظ السلام». بدوره, قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ، آلان لوروا ، «لنا الحق في إطلاق النار دفاعا عن النفس وعن التفويض الممنوح لنا», مشيرا إلى أن جنود حفظ السلام في كوت دفوار، تعرضوا بالفعل لهجمات. وأضاف أن «الوضع الأمني في كوت ديفوار يشكل مصدر قلق بالغ, والقوات تواجه مهمة خطيرة». كما أشار لوروا إلى أن هذا التفويض ممنوح لقوات حفظ السلام الدولية في جميع أنحاء العالم. وتحدث المسؤول الأممي عما سماها محاولات من جانب السلطات الموالية لغباغبو للتحرش بالقوات الدولية عبر تقليص الإمدادات والتعرض لمدنيين يعملون معها. وقال عدد من مسؤولي الأممالمتحدة في كوت ديفوار إن القوات الدولية ربما قتلت أحد عناصر القوات المسلحة الموالية لغباغبو, ردا على إطلاق نار يوم السبت الماضي. وكان الأمين العام الأممي، بان كي مون، قد رفض ، في وقت سابق ، سحب قوات حفظ السلام، البالغ عددها عشرة آلاف جندي, بعد طلب من غباغبو برحيلها واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. في غضون ذلك, أبدت وزارة الخارجية الأميركية استعدادا للسير على خطى الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على غباغبو بسبب رفضه التنحي بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها. وقال المتحدث باسم الوزارة إن «الولاياتالمتحدة لديها عملية مماثلة جارية، وسنكون جاهزين في الأيام القادمة». كما كررت واشنطن مطالبتها غباغبو بالتنحي «وإلا واجه عقوبات»، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «حان الوقت كي يرحل». يشار إلى أن كوت ديفوار تشهد اضطرابات منذ الانتخابات التي جرت يوم 28 نونبر الماضي, حيث أعلن غباغبو الفوز بها وأيده المجلس الدستوري -أعلى هيئة قانونية بالبلاد- ورفض النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات وأكدت فوز منافسه الحسن وتارا. وقد اعترفت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بفوز وتارا ، وطالبوا غباغبو بالتنحي، وفرضت عليه أوروبا وعلى مقربين منه عقوبات، كما علق الاتحاد الأفريقي عضوية كوت ديفوار.