أعلن في كوت ديفوار تمديد حالة الطوارئ أسبوعا إضافيا مع استمرار الأزمة السياسية على خلفية الانتخابات الرئاسية التي يتنازع على شرعية نتائجها كل من الرئيس المنتهية ولايته المدعوم من قبل الجيش وزعيم المعارضة المدعوم من قبل المجتمع الدولي. فقد أعلن الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، عن تمديد حالة الطوارئ أسبوعا آخر لكن مع تخفيف المدة المحددة يوميا، وسط مخاوف جدية من احتمال اندلاع مواجهات مسلحة مع مؤيدي الرئيس الفائز وزعيم المعارضة، الحسن وتارا. وأكدت مصادر البعثة الأممية في أبيدجان، أن جنودا مدججين بالسلاح من الجيش المؤيد للرئيس غباغبو، احتلوا مواقع في محيط فندق الغولف الذي تحرسه الأممالمتحدة حيث يقيم وتارا، في حركة فسرها البعض بأنها محاصرة لمقر الرئيس المنتخب. وذكرت مصادر أخرى أن عناصر من «القوات الجديدة» ، وهي مليشيا مسلحة تدعم وتارا ، انتشرت في المكان، فيما نقل عن متحدث باسم الأخير أن الجيش منع حركة المرور في طريقين مؤديين إلى الفندق. وقال المتحدث باسم البعثة الأممية ، حمدون توري، إن رئيس البعثة، واي جيه تشوي، زار الموقع وتمكن من تهدئة الوضع، مشيرا إلى أن المسلحين المؤيدين لوتارا وافقوا على الانسحاب إلى داخل الفندق. من جانبه، قال أحد المسؤولين بالجيش الإيفواري ، المؤيد لغباغبو، إنه تم الاتفاق مع قوات حفظ السلام الأممية للانضمام إلى نقطتي تفتيش عند الفندق . في المقابل، هدد مؤيدو وتارا بتنظيم مسيرة لمقر الحكومة والتلفزيون الرسمي غدا ا لخميس ، والاستيلاء عليهما إذا لم يتخل غباغبو عن السلطة. وقال غيوم سورو-المكلف بتشكيل الحكومة من قبل وتارا- إن أنصار الأخير سيتوجهون لمقر التلفزيون الحكومي لتعيين المدير الجديد للتلفزيون، وتعهد أيضا بأن يعقد اجتماعا لأعضاء الحكومة بمقر رئيس الوزراء بعد غد الجمعة . يُذكر أن مقار التلفزيون والحكومة مازالت تحت سيطرة أنصار غباغبو وقوات الجيش التي تحيط بمثل هذه المواقع بانتشار مسلح الأمر الذي قد يتسبب -في حال نفذ أنصار وتارا تهديدهم- باحتمال وقوع مواجهات مسلحة بين الطرفين. وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى أن ما يعزز هذه المخاوف أنباء متداولة عن استقدام جنود مرتزقة من ليبيريا، وما تردد عن سماع عيارات نارية قيل إن أنصار وتارا أطلقوها في الهواء تحذيرا من اقتراب بعض الجنود المؤيدين لغباغبو من مقر وتارا. وفي بروكسل، صدر بيان رسمي أعلن موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على غباغبو ومؤيديه لأنهم «يعرقلون عملية السلام والمصالحة الوطنية ويعرضون للخطر النتائج السليمة للعملية الانتخابية». وأضاف بيان الوزراء أن العقوبات التي تشمل حظرا لتأشيرات الدخول وتجميدا للأصول المالية «تستهدف على وجه الخصوص الرموز البارزة التي رفضت الإقرار بسلطة الرئيس المنتخب ديمقراطيا». يُشار إلى أن غباغبو يسيطر حاليا على أبيدجان، وميناء سان بيدرو جنوب البلاد الذي يعتبر المنفذ الرئيس لتصدير الكاكاو إلى دول العالم. وكانت المحاولة التي جرت عام 2002 للإطاحة بغباغبو قد أسفرت عن انزلاق كوت ديفوار لصراع مسلح بين متمردي الشمال ذوغالبيتهم مسلمون- والجنوب المسيحي، تسبب في مقتل الكثير قبل تدخل الأممالمتحدة التي أرسلت قوات لحفظ السلام غالبيتهم من الجنود الفرنسيين. وتجمع أنصار الحسن وتارا , الذي يعتبره الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة الفائز الشرعي في انتخابات كوت ديفوارالرئاسية ، في مواجهة أنصار الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو الذي يقول انه الفائز الشرعي. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان الأوضاع في كوت ديفوار متوترة للغاية بسبب الاتهامات التي يوجهها كلا الخصمين لبعضهما البعض ، حيث سمع صوت إطلاق نار في الفندق الذي يقيم فيه وتارا وتحرسه قوات حفظ السلام الدولية في ابيدجان. وذكرت ان غباغبو ووتارا كانا اعلنا نفسيها رئيسين للبلاد عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي إلا ان قادة الجيش اعلنوا ولاءهم لغباغبو. ونقلت عن شهود عيان ومسؤولين قولهم ان الموالين لغباغبو حاولوا السيطرة على مدخل فندق غولف ، حيث يقيم وتارا وانصاره تحت حماية الاممالمتحدة، وانتشر نحو 20 من جنود القوات الحكومية المسلحين ببنادق وراجمات قذائف. واضافت ان اللجنة الانتخابية المستقلة كانت اعلنت الحسن وتارا فائزا في الانتخابات، لكن المجلس الدستوري القريب من غباغبو ابطل هذه النتيجة واعلن فوز الرئيس المنتهية ولايته، فقام كلا الرئيسين بتشكيل حكومته.