ذكرتصحيفة « وول ستريت جورنال» أن اكتشاف منجم ضخم من الغاز في البحر المتوسط، أثار جنون المستثمرين وشركات النفط العالمية والسياسيين الإسرائيليين، وحتى جهات لبنانية، فأخذوا يطالبون بنصيب من العمل في الحقل. وتجدد الجنون -حسب تعبير الصحيفة- بعد إعلان شركة نوبل للطاقة -التي تتخذ من هيوستن بالولايات المتحدة مقرا لها، والتي تتولى العمل في حقل ليوثان- أن تقديرات أولية تشير إلى أن الحقل يحتوي على 16 تريليون قدم مكعب من الغاز. وقالت إن تلك التقديرات تجعل ليوثان أكبر حقل غاز في المياه العميقة على مستوى العالم، مما سيوفر احتياطات من الغاز لإسرائيل على مدى أكثر من مائة عام. ورغم أن استخراج ذلك الغاز ما زال يواجه صعوبة كبيرة هذه الأيام، فإن شركة نوبل وشركاءها يعتقدون أن الحقل قادر على تحويل إسرائيل إلى دولة مصدرة للطاقة. ووفقا للصحيفة، فإن هذا التحول ربما يغير التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ولا سيما أنه سيمنح إسرائيل مصدر قوة اقتصادية يجعلها تتفوق على أعدائها. وقد ساهمت هذه الاكتشافات في التأثير على أسواق البورصة الإسرائيلية وهزت العلاقات الإقليمية. فالسياسيون اللبنانيون يحاولون من جانبهم أن يستميلوا الشركات للتنقيب في المياه القريبة، في حين أن الدولتين اللتين ما زالتا في حالة حرب، تهددان بعضهما بعضا بشأن الموارد الطبيعية في المياه. ونقلت الصحيفة عن وزير النفط اللبناني، جبران باسل، قوله في أواخر أكتوبرالماضي ، إن وزارته تأمل أن تبدأ في الإعلان عن مزادات لحقوق التنقيب بحلول 2012. من جانبه شدد السفير الإيراني لدى لبنان، غضنفر ركن أبادي، الشهر المنصرم ، بأن ثلاثة أرباع حقل ليوثان تخص لبنان. كما أن الغاز المكتشف أصاب العلاقات الدبلوماسية الأميركية الإسرائيلية بشيء من الهيجان، وذلك بعد الضغط الأميركي ضد الخطط الإسرائيلية الرامية لرفع الضرائب عن شركات الطاقة، بما فيها نوبل. ويقع حقل ليوثان على بعد 84 ميلا إلى الشمال من شواطئ إسرائيل، وعلى عمق ثلاثة أميال تحت مياه البحر المتوسط، وقد حققت شركة نوبل أول اكتشاف في الحقل في أكتوبر الماضي .