قضت غرفة الجنايات أخيرا ب 50 سنة سجنا في حق ستة متهمين ضمن خلية يتزعمها عسكري سابق، نُسب إليه تمهيديا، أنه تشبع بالفكر الجهادي، حيث كان قد تقدم بطلب تسريحه من صفوف القوات المسلحة سنة 1999 ليتم نقله إلى مدينة الداخلة، إلا أنه تمت الموافقة على طلبه الثاني سنة 1993، حيث انخرط مع مجموعة من الأشخاص في التيار التكفيري الذي عمد رفقة بعضهم إلى تشكيل خلية تُزَوَّد بالأسلحة انطلاقا من مليلية المحتلة وإقامة معسكر بنواحي فرخانة للقيام مستقبلا بتنفيذ عمليات جهادية داخل أرض الوطن... هكذا قضت غرفة الجنايات ب 12 سنة سجنا نافذا في حق العسكري السابق المنحدر من تازة ، الذي كان قد حُكم بخمس سنوات حبسا في قضية إضرام النار، حيث تعرف بسجن تازة آنذاك على المسمى عبد القادر (ع) المنتمي الى الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية الذي كان يحدثه عن الفكر الجهادي... كما قضت المحكمة ب 10 سنوات سجنا لكل واحد من اثنين، و 6 سنوات سجنا لكل واحد من ثلاثة متهمين (طالب ، وطالبة، وحارس، ومخزني سابق، وشخص دون تحديد مهنته). وحسب مصدر أمني فإن العناصر التكفيرية بما في ذلك مجموعة المسمى الخملي بن داوود كانت قد اتفقت على تكليف العسكري السابق بمهمتين، الأولى تتمثل في التكوين شبه العسكري عند إقامة المعسكر الآنف الذكر بحكم خبرته، والثانية استقطاب عناصر من زملائه القدامى في الجندية... مشيرا إلى أنه أشعر أفراد خليته برغبته في الالتحاق بأفغانستان، وكذا تعرفه على المدعو ماهر الناشط بالتنظيم الجهادي «فتح الإسلام» الذي اقترح عليه السفر الى لبنان للتدريب بمخيم «عين الحلوة»... وقد نفى نفس المتهم جميع المنسوب إليه تفصيليا أمام قاضي التحقيق، في حين نُسب إليه ابتدائيا أمام نفس المؤسسة القضائية أنه اقتنع سنة 1994 بالفكر التكفيري بإيعاز من ثلاثة متهمين كانوا يكفرون أكل الذبائح والصلاة في المساجد... مضيفا أنه ندم عن اعترافه لدى الشرطة القضائية بتشكيل خلية انطلاقا من مليلية المحتلة وإقامة معسكر بنواحي فرخانة... كما نسب إلى بعض المتهمين أمام الشرطة القضائية الحديث عن التخطيط لخطف واحتجاز شخصيات سياسية وعسكرية وازنة بالمغرب وسياح أجانب لاتخاذهم كرهائن وطلب فدية مقابل تحريرهم، أو تسليمهم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في حالة عدم تنفيذ المطالب، وكذا القيام بعمليات سطو على وكالة بنكية، ومحلات بيع الخمور والهجوم على ثكنة عسكرية واستهداف اليهود... وذلك بكل من منطقة القنيطرة ودبدو بناحية وجدة وإقليم تاوريرت ، إضافة إلى التخطيط للقيام بعمليات جهادية تستهدف باخرة صيد ومطعم وحانة بمدينة العرائش... وقد تراجع المتهمون أساسا عن المنسوب إليهم أمام قاضي التحقيق في مرحلة التحقيق التفصيلي، والذين وجهت لهم تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جهادي يهدف الى المس الخطير بالنظام العام وإقناع الغير وتحريضه على ارتكاب جريمة إرهابية وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق.