كانت تخطط لارتكاب أعمال تخريبية واغتيال شخصيات سامية أرجأت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالنظر في قضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا النظر في ملف خلية يتزعمها جندي سابق بالقوات المسلحة الملكية إلى غاية 25 من شهر شتنبر الجاري لمواصلة مرافعات الدفاع المتعلقة بالدفوعات الشكلية. وتتكون الخلية التي عرض ملفها يوم الخميس الماضي على هيئة المحكمة لمناقشته من خمسة عناصر يتزعمها جندي سابق في صفوف الجيش، أعفي بطلب منه من صفوف الجيش قبل نحو أحد عشرة سنة خلت، يتابعون من أجل تكوين عصابة إجرامية والإعداد لارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف المس الخطير بالنظام العام، وإقناع الغير وتحريضه على ارتكاب أعمال إرهابية وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص بها، وعقد اجتماعات بدون تصريح مسبق. وكانت السلطات الأمنية أعلنت في شهر يونيو الماضي عن تفكيك هذه الخلية التي كانت تتخذ من مدينة مليلية المحتلة قاعدة خلفية لعملياتها، وكانت تخطط لتنفيذ أعمال تخريبية ضد مؤسسات عمومية ومنشآت مدنية، كما كانت تستهدف في مخططاتها اغتيال شخصيات عسكرية ومدنية سامية. وتضم الخلية، بالإضافة إلى زعيمها، طالبين وحارسا ومخزنيا سابقا في صفوف القوات المساعدة. وحسب البحث التمهيدي الذي أجرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فإن زعيم الشبكة تشبع بالفكر الجهادي حينما كان جنديا، وبناء على ذلك تقدم في سنة 1999 بطلب تسريحه من صفوف القوات المسلحة الملكية، إلا أن طلبه لم تتم تلبيته، وتقرر نقله إلى مدينة الداخلة في إطار عقوبة تأديبية. وأعاد تقديم طلبه أثناء إقامته بها، وتمت الموافقة عليه ءانذك وغادر صفوف الجيش. وانتقل للعيش بمسقط رأسه في إحدى القرى بالقرب من مدينة تازة، واستمر على نهجه التكفيري، حيث تورط في حريق شب في ضريح أحد الأولياء بالمنطقة كانت تقصده النساء للقيام بأعمال السحر والشعوذة. وأدين من أجل ذلك بخمس سنوات حبسا نافذا. وأكد زعيم الخلية المدعو «أبو سليمان» في تصريحاته أمام الشرطة القضائية، أنه أثناء قضائه للعقوبة الحبسية بالسجن المحلي بتازة تعرف إلى عضو بإحدى الجماعات المتطرفة الجزائرية ومنه نهل من الفكر التكفيري. وبعد مغادرة السجن سينتقل أبو سليمان إلى مدينة مليلية المحتلة، حسب تصريحاته خلال البحث التمهيدي أمام الضابطة القضائية، بحثا عن عمل. واشتغل بأحد محلات بيع الألبسة. وهناك تعرف، حسب إفاداته، بعناصر متطرفة وكان يحضر معهم الاجتماعات التي كانوا يعقدونها هناك. وخلال مقامه بالمدينة السليبة اتفق مع زملائه على تكوين خلية إرهابية تستهدف استقرار البلاد. وشرعوا في التخطيط في كيفية الحصول على الأسلحة من خلال ربط علاقات بتجار المخدرات والمهربين لتسهيل مأموريتهم. وفيما بعد، سيتم تنفيذ الهجوم على إحدى الثكنات العسكرية للحصول على الأسلحة اللازمة والذخيرة. وقررت الخلية إقامة معسكر للتدريب في أحد الجبال بالقرب من مدينة الناظور، باعتبارها قاعدة خلفية لتنفيذ هجماتها على أهدافها. وتولى أبو سليمان مهمة استقطاب عناصر لخليته، في البداية، ثم فيما بعد كلف بمهمة التدريب على استعمال الأسلحة والمتفجرات بحكم تجربته السابقة في صفوف الجيش. وكشفت التحقيقات مع زعيم الخلية أنه على علاقة بما سمي بخلية «فتح الإسلام»، حينما كان يعتزم السفر إلى أفغانستان للانضمام إلى صفوف من يسمون أنفسهم «المجاهدين». كما كشفت التحقيقات عن وجود علاقة للخلية مع «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، من خلال أحد معارف أبي سليمان الذي كان يخطط للقيام بعمليات تخريبية في العديد من المدن المغربية، منها عمليات قتل واغتيال في حق شخصيات سلمية مدنية وعسكرية، وعمليات اختطاف واحتجاز للسياح كرهائن والمطالبة بالفدية، أو نقلهم وتسليمهم إلى هذا التنظيم في حالة الرفض. وأدت أبحاث السلطات الأمنية إلى الوقوف على الخطط التي وضعتها الخلية من أجل الحصول على التمويل اللازم لعملياتها، والتي ترتكز بالأساس على السرقة والسطو على الوكالات البنكية ومحلات بيع الخمور. واعترف أبو سليمان بالعلاقة التي كانت تربطه مع المدعو بنداود الخملي، وهو أحد منظري الفكر الجهادي بالمغرب، والذي أدين بثلاثين سنة سجنا نافذا، من أجل تكوين عصابة إجرامية والإعداد لارتكاب أعمال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف المس الخطير بالنظام العام والمشاركة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإخفاء جثة.