حضر أزيد من 300 مهندس مساح طبوغرافي من مختلف ربوع المملكة لليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الجهوي للوسط التابع للهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين الذي احتضنته رحاب قاعة المحاضرات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات يوم السبت قبل ايام وذلك تحت شعار « أداء المهندس الطبوغرافي : التقييم والرهان «. هذا وقد افتتحت الجلسة من طرف إدريس أولحسن يوسفي رئيس المجلس الجهوي للوسط الذي ألقى كلمة ترحيبية مبرزا من خلالها الخطوط العريضة المتضمنة بجدول أعمال هذا الملتقى الذي ينظم لثاني مرة بسطات والذي يأتي ضمن جملة لقاءات سطرتها الهيئة التي تروم تقوية عرى التواصل وتكثيف اللقاءات وتبادل الأفكار والتجارب، ولكونها تساهم كذلك في تذليل الصعاب وتجاوز المشاكل التي قد تطفو بين الفينة والأخرى فوق السطح. وقد تميزت الجلسة بحضور والي جهة الشاوية ورديغة ومجموعة من الفعاليات المحلية والوطنية، حيث ألقى الأخ عزيز هلالي رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين كلمة مسهبة أبرز من خلالها الغاية من تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يندرج ضمن سياسة القرب التي تنهجها الهيئة في التعاطي مع المشاكل اليومية التي تعترض الزملاء المهندسين أثناء أداء واجبهم ومناقشة المواضيع ذات الصلة بهذه المهنة الشريفة، مذكرا بالتوصيات المتمخضة عن اليوم الدراسي المنظم بمكناس خلال نونبر 2009 والتي يجب تفعيلها وترتكز أساسا على ضرورة سن تأمين على المرض خاص بأطر الهيئة التابعين للقطاع الخاص، وكذا التأمين عن الوفاة للمنضوين تحت لواء الهيئة، وإعداد إطار قانوني لإحداث مؤسسة للأعمال الاجتماعية خاصة بالهيئة، كما أشار إلى أن الهيئة وضعت عدة إجراءات لتطوير الكفاءات والرقي بأداء المهنيين، ترتكز على توسيع مجال العمل وتأهيل الكفاءات والخبرات وإبرام شراكات استراتيجية ومضاعفة التعاون على المستويين الوطني والدولي، وأبرز كذلك على أن مهنة المهندس الطبوغرافي تواجه عدة تحديات وتنتظرها عدة رهانات تتطلب من الجميع التعبئة من أجل تحسين المفاهيم الخاصة بالوظيفة، مما يستدعي من الجميع الانخراط بإيجابية وحيوية في كافة أنشطة الهيئة وبالخصوص في لجنة المنافسة ومراقبة الجودة والتي تهتم بضمان توازن مقبول ومعقول للأثمنة المتداولة ما بين المهنيين وزبنائهم، وتتبع أشغال المهندسين الطبوغرافيين وملاءمتها ومراجعة الدليل المحدد للأتعاب والتحضير لصيغة جديدة مبسطة لذلك، والالتزام بحضور دورات تكوينية مستمرة ... وفي الشق المتعلق بالشراكات ذكر الأخ هلالي بالشراكة التي أبرمتها مؤخرا الهيئة مع إحدى الشركات الفرنسية المختصة في صنع العلامات الطبوغرافية المتطورة والتي ستمكن المهندسين من تطوير أدوات عملهم وإعطاء قيمة وفعالية للأشغال الميدانية التي يقومون بها . إلى ذلك فإن الاهتمام البالغ الذي توليه الهيئة بالمهندسين الجدد يضيف الأخ هلالي، وتنظيم تكوين ميداني لفائدتهم يبقى من أولوياتها، ويظهر ذلك جليا من خلال حفل استقبال خريجي مهندسي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة فوج 2009/2010 والتي تم التعبير من خلال ذلك عن دعم الهيئة الكامل لهؤلاء المهندسين الشباب ومساعدتهم حتى يندمجوا بسلاسة في عالم الشغل. وفي أفق انعقاد المؤتمر الدولي للفدرالية العالمية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين الذي سيعقد ما بين 18 و 22 ماي 2011 بقاعة المؤتمرات بمراكش والذي سيصادف انعقاد المؤتمر الوطني السادس للهيئة، هذا المؤتمر الدولي الذي سيحضره 2000 خبير وخبيرة من داخل المغرب وخارجه، سيمكن من إتاحة الفرصة للجميع لتقاسم المعارف العلمية والتقنية، وتبادل الثقافات والتقاليد، وتمتين العلاقات، وتقارب وجهات النظر ولهذا اختير لهذا المؤتمر شعار « لنقارب الثقافات «، وفي هذا الإطار دعا الأخ هلالي الجميع للحضور بكثافة لهذا اللقاء التاريخي الهام والذي من خلاله سنضع تقييم حقيقي لكفاءتنا وسنتبادل التجارب وسنتمكن من تصدير الخبرات. وفي خضم هذا اليوم الدراسي الذي كان ناجحا بامتياز ألقيت خمسة عروض تحت اشراف ثلة من الأساتذة والخبراء تم تنشيطها من طرف الأستاذ عدي أوحمي وتمحورت حول المواضيع التالية : - التكوين الأكاديمي والممارسة المهنية للأستاذ الحسن السملالي مدير مدرسة العلوم الهندسية والطوبوغرافية بالرباط. - دور سلطات الهيئة في تنظيم السوق الطوبوغرافي للأستاذ المصطفى بطان رئيس لجنة بالهيئة الوطنية . - قراءة في مستحقات الأتعاب بين الدليل المرجعي والممارسة المهنية للأستاذ الطيب برادة علمي -رئيس لجنة السكنى والتعمير بالهيئة - الترتيبات المالية على المهام الطبوغرافية للأستاذ نبيل بونجمة رئيس قسم الأبحاث العقارية بالرباط . - تاملات في تحسين أتعاب الخدمات الطوبوغرافية للأستاذ سيدي محمد الطالبي العلمي نائب رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين الطوبوغرافيين . يذكر بأن هذا اللقاء عرف مناقشة مستفيضة وهادفة عرض من خلالها كافة المتدخلين وجهات نظرهم وأبدوا آرائهم واقتراحاتهم بروح من المسؤولية وركزت على تكثيف الجهود من أجل تحسين جودة أداء الهيئة وإقرار نظام موحد لتحديد الأتعاب المستحقة، وحماية المهنة من المضاربين وتفعيل كافة التوصيات بما يخدم هذه الشريحة، والتي أدرجت ضمن التوصيات التي تلاها في الأخير الأستاذ عبد الواحد الإدريسي بصفته مقررا لليوم الدراسي . وعلى هامش هذا اللقاء تم تكريم كل من محمد أمين (71 سنة) ومجمد باموح (70سنة ) بصفتهما من أقدم المهندسين المساحين، اعترافا من الهيئة بما أسدياه للبلاد من خدمات جليلة وتركا بصمات مضيئة في مشوارهما العملي، وساهما في تأطير أجيال، حيث سلمت لهما شهادات شرف وهدايا رمزية عربونا على المحبة التي تكنها الهيئة لهما.