شكل موضوع «تحرير التجارة والخدمات وحق الاستقرار بين المغرب والاتحاد الأوربي» محور اللقاء الذي نظمته الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين يوم السبت بالجديدة إحياء لليوم الوطني للمهندس الطبوغرافي. وخلال هذا اللقاء دعا عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية إلى مواصلة انفتاح الاقتصاد المغربي على العالم ولكن بشكل مدروس ومنظم، وذلك في سياق يتميز بالأزمة المالية التي تجتاح مختلف بلدان العالم. وأضاف أن الهدف الأساسي يتمثل في جعل التجارة الخارجية محركا حقيقيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على قاعدة ملائمة وتكاملية الاقتصاد المغربي مع اقتصاد الاتحاد الأوربي. وذكر المعزوز بالأشواط التي قطعها مسلسل المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوربي حول تحرير التجارة والخدمات وحق الاستقرار والذي يندرج في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة الجاري به العمل مع الشركاء الأوربيين منذ مارس 2000 وكذا ضمن المسلسل الأورو-متوسطي الذي انطلق في1995 ببرشلونة «في أفق خلق فضاء مشترك للسلم والنماء». وأبرز معزوز في سياق تدخله الأهمية الكبرى التي يوليها المغرب لقطاع الخدمات وحق الاستقرار وذلك وعيا منه بالدور الأساسي الذي يلعبه هذا القطاع في اقتصاديات أغلب البلدان, موضحا أن القطاع يشكل الجزء الأكبر من الإنتاج الوطني متقدما على قطاعي الصناعة والفلاحة بحيث يساهم ب55 بالمائة من الناتج الداخلي الخام كما يسجل معدل نمو سنوي يصل إلى3.5 بالمائة. ووأوضح أن مشاركته في هذا اللقاء يندرج في إطار دينامية المشاورات القطاعية التي انطلقت في يوليوز الماضي والتي ستختتم قبل متم الشهر الحالي, كما أنه يوفر فرصة مواتية «لتمكيننا من الاطلاع على موقف وانتظارات مجموع الفاعلين المشتغلين بقطاع الخدمات المرتبطة بالهندسة الطبوغرافية» بالإضافة إلى كونه مناسبة للاطلاع على واقع هذا القطاع والتعرف على انتظارات العاملين به من المفاوضات الجارية مع الاتحاد الأوربي. وفي نفس الإطار أكد رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين عزيز هلالي أن هذا اليوم الوطني يعد فرصة لمناقشة موضوع تحرير تجارة الخدمات وحق الاستقرار وصياغة المقترحات ورفع المطالب التي من شأنها أن تشكل قاعدة تستند عليها الحكومة في المفاوضات مع الاتحاد الأوربي. وعدد بعض الأفكار والمقترحات المتعلقة على الخصوص بوضع مخطط لتأهيل مهنة المهندس الطبوغرافي وتطوير البحث والتكوين المستمر ودعم الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين ومدها بالوسائل اللازمة لمجابهة تحديات تحرير تجارة الخدمات ودعم المهندسين الطبوغرافيين لولوج الأسواق الإفريقية والعربية. واعتبر اليوسفي إدريس أولحسن رئيس المجلس الجهوي للوسط التابع للهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين اللقاء تجسيدا للإرادة المشتركة للهيئة والسلطات الحكومية من أجل وضع التدابير اللازمة لمواكبة تحرير قطاع الخدمات مشيرا إلى أن اختيار مدينة الجديدة لاحتضان هذه التظاهرة أملته المكانة الاقتصادية لهذه المدينة (القطب الاقتصادي الثاني بالمملكة) والمشاريع المهيكلة الكبرى التي تعرفها. وتم على هامش هذا اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين ومؤسسة بنكية تهم تيسير استفادة المهندسين الأعضاء في الهيئة من الخدمات البنكية لهذه المؤسسة وإقامة شراكة استراتييجة بين الجانبين في مجال الدعم والمواكبة.