بدأت اليوم الخميس بالعاصمة التونسية أشغال الندوة العلمية الثالثة التي ينظمها الاتحاد العربي للمهندسين المساحين، بتعاون مع الجمعية التونسية للمهندسين الخبراء في المساحة، حول موضوع (تنظيم وتأهيل مهنة المهندس الخبير في المساحة والطبوغرافيا في دول المغرب العربي). وخلال جلسات هذه الندوة التي شارك فيها العديد من الخبراء والمهندسين الطبوغرافيين من البلدان المغاربية والعربية ،استمع المشاركون إلى عروض حول عدد من التجارب الخاصة بتنظيم مهنة الهندسة الطبوغرافية ، من بينها عرض حول التجربة المغربية، التي اعتبرت تجربة رائدة على أكثر من مستوى. وفي هذا الصدد أبرز رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين بالمغرب ،السيد عزيز هلالي أن القانون المغربي الصادر سنة 1994 ، لتنظيم وتأهيل مهنة الهندسة المساحية الطبوغرافية في المملكة، جسد الإرادة السياسية للدولة في إيلاء هذا القطاع الأهمية التي يستحقها بالنظر للدور الهام الذي يضطلع به المهندس الطبوغرافي في مختلف مناحي التنمية والاقتصادية والاجتماعية . وأضاف أن القانون المغربي بما تميز به من خصوصيات شكل تجربة رائدة على المستوى الجهوي وتجاوز في بعض الأحيان بعض التجارب الدولية من حيث الدور الذي أوكله للقطاع الخاص لتقديم الخدمات الطوبغرافية ، حيث لم يعد مجال قيس الأراضي والمساحة من اختصاص الدولة ، بل أصبح للقطاع الخاص الدور الأساسي في ذلك . وقال إن القانون المغربي منح اختصاصات واسعة للمهندس الطبوغرافي، سواء في ما يتعلق بقيس الأراضي أو تصميم الخرائط الطوبغرافية وضم الأراضي والتحفيظ العقاري ،إضافة إلى مساهمته إلى جانب متدخلين آخرين في التهيئة العمرانية التي تهم الأوراش الكبرى التي تعرفها البلاد. وأوضح السيد عزيز هلالي أن القانون المغربي ترك أيضا للمهنيين مسؤولية تنظيم قضايا مهنة الهندسة والمساحة الطبوغرافية ولم تعد للدولة أية وصاية أو رقابة على هذا القطاع. وأبرز أن الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين بالمغرب سجلت "بفخر واعتزاز الجرأة التي تعاملت بها الدولة مع مهنيي القطاع" في تنظيم هذه المهنة والاضطلاع بالدور المنوط بهم في بناء الاقتصاد الوطني ، حيث أصبحوا شركاء مع كل القطاعات المعنية. وأشار رئيس الهيئة الوطنية إلى الحضور القوي للمهندسين الطبوغرافيين المغاربة في التنظيمات المهنية على الصعيدين الاقليمي والدولي، مبرزا في هذا السياق الاستعدادات الجارية لاحتضان المؤتمر الدولي للفيدرالية الدولية للمساحة الذي سيعقد بمدينة مراكش في شهر مايو من السنة القادمة.