احتضنت الرباط على امتداد أربعة أيام أشغال الأيام التحضيرية للمؤتمر الدولي للفيدرالية الدولية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين المزمع عقده بمدينة مراكش سنة 2011، تميزت بإلقاء عدد من اللقاءات ، والزيارات تدخل في باب التحضير الجيد لهذا الحدث الدولي الكبير الذي يحظى المغرب باستضافته. وبالمناسبة نظمت الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين والفيدرالية الدولية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين عشية الخميس الماضي ندوة صحفية قدمت خلالها للحاضرين أهم المراحل والترتيبات الجارية لتوفير مستلزمات نجاح المؤتمر. وقدم الأستاذ عزيز هيلالي رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين في بداية الندوة الشكر باسم الهيئة الى كافة المشاركين في إعطاء الانطلاقة الرسمية للتحضير لمؤتمر مراكش والى جميع الأجهزة الحكومية على دعمها المستمر للهيئة، وأبرز أن الرقي بمهنة المهندس عامة والمهندس المساح الطوبوغرافي خاصة لايمكن أن يتم دون الانفتاح على المنظمات والهيئات والجمعيات المهنية الجهوية والدولية ذات نفس التوجه وربط علاقات التعاون والشراكة معها، وتماشيا مع هذا النسق انضمت الهيئة الى الفيدرالية الدولية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين سنة 2001، وهي هيئة غير حكومية معترف بها من قبل هيئة الأممالمتحدة. وأضاف الأستاذ هيلالي أنه بفضل السمعة الحسنة التي تعظى بها الهيئة جهويا ودوليا نالت ثقة الفيدرالية واسندت لها تنظيم المؤتمر الجهوي لافريقيا والشرق الأوسط للفيدرالية بمراكش سنة 2003 الذي خرج بورقة عمل سمي بإعلان مراكش حول التنمية المستدامة بالعالمين القروي والحضري بمشاركة 800 خبير دولي، نجاح هذا المؤتمر وحصيلته الايجابية شجع الهيئة على الترشح لاستضافة المؤتمر الدولي للفيدرالية سنة 2011، وهو ما تحقق بفضل التصويت لصالح الترشيح المغربي في مؤتمر ميونخ سنة 2006 كنتيجة للملف المتكامل الجوانب الذي قدمته الهيئة والدعم الذي لقيه وطنيا ودوليا. وأشار رئيس الهيئة الى ان مؤتمر مراكش هو بمثابة تحدي ورهان لابد من توفر له جميع الظروف والآليات اللازمة لنجاحه، وأن الأيام التحضيرية انكبت بالأساس على وضع خطة عمل للاشتغال القبلي ، والاتصال بكافة الجهات المتدخلة، وختم تدخله بأن نجاح هذا المؤتمر الذي من المرتقب ان يحضره أزيد من 1000 شارك ومرافقيهم لن يتم إلا بتضافر جهود الجميع، والذي سيشكل مناسبة للتبادل الخبرات والتجارب بين المهنيين وتوطيد العلاقات بينهم، وتعريف الوفود المشاركة بالأوراش والمشاريع الكبرى التي تعرفها المملكة، وكذا إطلاعهم على الموروث الثقافي والسياحي للمغرب. بدوره قال الدكتور سركيس فدعوس رئيس الاتحاد العربي للمساحة إن الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين في المغرب اثبتت منذ إنشاء الاتحاد تفانيها في خدمة الأهداف المنصوص عليها في النظام الأساسي للاتحاد ورقي تعاطيها مع محيطها المهني في العالم العربي والأفق الدولي، وأضاف ان الوجود الفاعل للاتحاد في قلب الفيدرالية الدولية وديناميكية اعضائه المنتسبين لها ومشاركتهم دوما في جميع أنشطتها الدولية كان له الأثر الإيجابي الكبير في حصول المغرب على شرف تنظيم المؤتمر الدولي للفيدرالية. وأكد د. سركيس على أن الاتحاد يضع كافة امكانياته وخبراته تحت تصرف الهيئة المغربية للمساعدة والمساهمة الفعالة في التحضيرات ليصير الاتحاد العربي والدول الأعضاء به يشكلون كلهم الهيئة المحلية المنظمة لحدث المؤتمر، وفي هذا الاتجاه شكلت بيروت لجنة متابعة لتكون ضمن فريق عمل الهيئة المنظمة. وفي ختام كلمته أشاد بالتعاون والتنسيق الدائمين بين الفيدرالية الدولية للمساحة والاتحاد العربي لما فيه خير شعوب العالم. وتوقف عبدالسلام المصباحي كاتب الدولة في التنمية المجالية عند الأوراش والمشاريع الكبرى التي تعرفها مختلف جهات وأقاليم المملكة، كبناء الميناء طنجة المتوسطي الذي يشكل معلمة يحق لكل المغاربة الافتخار بها، وتوسيع شبكة الطرق السيارة والقروية، والمشاريع السياحية والسكنية الكبرى، وكذا الأوراش التي تدخل في صلب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تجلت لمسة وبراعة المهندسين الطوبوغرافيين في نجاحها وجلعت منهم شركاء متميزين للوزارة ، وأضاف أن دورهم يتنامى في كل مشاريع التنمية المجالية سواء قبل أو أثناء إنجازها وحتى عند اتمامها، والتي تهدف في مجملها الى الرفع من مستوى عيش السكان على العموم. وبخصوص استضافة مراكش للمؤتمر الدولي للفيدرالية قال المصباحي إن شرف تنظيم هذه التظاهرة جاء نتيجة العمل المتواصل والمتكامل للهيئة، معربا عن تشكره وتقديره للفيدرالية الدولية على الثقة التي وضعتها في المغرب، ومؤكداً على وضع كافة امكانيات الوزارة رهن إشارة الهيئة بغرض التحضير الجيد للمؤتمر ضمانا لنجاحه وعكس صورة إيجابية للمغرب. وفي بداية تدخل البروفيسور ستييغ انمارك رئيس الفيدرالية الدولية للمساحة، استحضر الأدوار التي تطلع بها الفيدرالية منذ تأسيسها في مختلف أرجاء العالم من خلال المساهمة الفعالة للمهندسين المساحين في ايجاد الحلول لعدد من الإشكاليات والظواهر الانسانية والمرتبطة بالتدبير المجالي والعمراني والديمغرافي، معتبرا رسالة المهندسين بمثابة رسالة انسانية تتغيا في جوانب مهمة محاربة الفقر والاقصاء ومساعدة الدول الفقيرة واعادة الأمل لديها، وعرج بعد ذلك على أهم اللجان التي تتضمنها الفيدرالية ودور كل واحدة منها وفق هيكلة محكمة ودقيقة لبلوغ الأهداف التي أسست من أجلها الفيدرالية. كما اعتبر البروفيسور ستيغ احتضان المغرب للمؤتمر الدولي للفيدرالية فرصة مناسبة لدعم وتشجيع الهيئات الوطنية للمهندسين بشمال افريقا والشرق الأوسط، وان منح المغرب هذا الشرف لم يأت صدفة وإنما اعترافا من الفيدرالية بالأدوار الطلائعية لهيئة الوطنية جهويا ودوليا. وذكر الدكتور محمد التريد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي ال20 بمراكش بالقانون المنظم للهيئة ومكوناتها، وكذا أهم الاتفاقيات والشراكات التي ابرمتها مع هيئات ومنظمات عمومية وخاصة، وانخراطها في عدد من الهيئات الوطنية والجهوية والدولية ذات نفس الأهداف. كما ذكر بالمراحل التي سبقت التصويت على الملف المغربي بميونخ والدعم الكبير الذي لقيه محليا ودوليا. أما الأستاذ منقذ المسطافي الكاتب العام لوزارة الشؤون الاقتصادية والعامة فثمن الأدوار التي يقوم بها المهندس المساح في المجالات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة في المشاريع الكبرى التي برهن فيها على قدرات ومؤهلات عالية يضاهي بها زملاءه في الدول المتقدمة، واضعا كل وسائل وإمكانيات الوزارة رهن إشارة الهيئة من أجل كسب رهان نجاح المؤتمر الدولي للفيدرالية بمراكش. باقي المتدخلين السيد العلوي محمدي محسن مدير مديرية الشؤون التقنية بوزارة التجهيز والنقل، وعمر الفرخاني رئيس كنفدرالية الهيئات المهنية ورئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين، ومحمد خلاخيل نيابة عن رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة، أعربوا جميعهم عن دعمهم للهيئة الوطنية للمهندسين وانخراطهم في التهييء الجيد لهذه التظاهرة الكونية بكل ما أوتوا من وسائل وتجارب وخبرات. وللإشارة، فقد قامت لجنة من الفيدرالية الدولية بزيارة ميدانية الى مدينة مراكش توفقت خلالها على البنيات والمرافق التي ستستقبل الوفود المشاركة، وعقدت اجتماعات مع والي الجهة ورئيس المجلس الجماعي لمراكش ورئيس المجلس الجهوي للسياحة ومندوب وزارة السياحة، كما نظم لقاء تحسيسي وتعبوي ترأسه رئيس الفيدرالية الدولية مع مجموعة من المهندسين المساحين الطبوغرافيين بمراكش من أجل تكوين لجنة تحضيرية محلية.