أشار المهندس اللبناني سركيس فدعوس إلى أن تأسيس الاتحاد العربي للمساحة (المساحين الطوبوغرافيين) الذي يرأسه حاليا كان حلما يراود جميع المهنيين العرب، وذلك بعدما كانوا يحضرون المؤتمرات الدولية كأعضاء مشتتين رغم ما يحملونه من أفكار مشتركة حول العمل في ميدان الهندسة الطوبوغرافية، جاء ذلك في حديثه مساء يوم أول أمس الخميس 23 يناير الجاري بقصر المؤتمرات بمراكش، أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى للمكتب التنفيذي للاتحاد والتي استضافتها الهيئة الوطنية المغربية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين، على هامش انعقاد مؤتمرها الوطني الثالث، إضافة إلى ذلك أضاف فدعوس أن عدة مشاريع كبرى كانت تمر عبر شركات أجنبية رغم ما يمكن للشركات العربية أن تعمله في هذا الميدان إذا جمعت كل الطاقات الموجودة، وإذا أبعدت الحسابات السياسية عن الميادين المهنية، لأن من حق كل مواطن عربي الحق من الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى الأطر العربية. نفس الملاحظة أشار إليها المهندس المغربي عزيز الهلالي نائب الرئيس الذي أثار نقطة هامة وهي لجوء المهنيين العرب إلى الخبرات غير العربية، وأشاد بعمل فدعوس الذي كان له الفضل في تأسيس الاتحاد. ومن جهة أخرى حضر هذه الجلسة مندوب الاتحاد الدولي للمساحين الطوبوغرافيين السيد ماركو فيليكا، الذي دعا من جهته المهنيين العرب إلى التنسيق مع الفيدارلية الدولية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة ومساعدة الفلسطينيين الذين يعيشون وضعية صعبة لتسوية ملفهم مع الاتحاد الدولي ،كما أشاد ببعض الدول العربية التي عملت على ترجمة موسوعة الاتحاد المسماة cadastre2014 إلى العربية. و تجدر الإشارة أن الاتحاد يضم فقط سبع دول عربية هي سوريا والأردن وسلطن عمان والسعودية وتونس ومصر إضافة إلى البلد المضيف المغرب، حضرت كلها هذه الدورة. وقد تضمن جدول أعمال الأحد في هذه الدورة الأولى إحدى عشر(11) نقطة منها عرض النظام الداخلي للاتحاد، وعرض مسودة طلب الانتساب للهيئات، وعرض قضية النقابة الفلسطينية بشان عضويتها في الاتحاد الدولي، وعرض إقرار دعوات الانتساب للدول والمنظمات العربية التي لم تنضو بعد، ودراسة وإقرار ورقة عمل الاتحاد العربي للمساحة من خلال الاتحاد الدولي للطوبوغرافيين حيث سترفع هذه الورقة إلى الهيئة العامة للاتحاد الدولي المزمع عقدها في باريس بتاريخ 13يأبريل المقبل . يذكر أن القانون الأساسي للاتحاد يشير أن الاتحاد يتكون من نقابات وهيئات ومنظمات ومؤسسات مختصة في شؤون المساحة ومراكز التدريب والتأهيل في الأقطار العربية المنضمة، إضافة إلى الأساتذة الاختصاصيين وسائر الأخصائيين في مجال المساحة، وممارسيها بصفتهم الشخصية طبقا للقواعد والضوابط التي يحددها المكتب التنفيذي للاتحاد من دون أن يحق لهم التصويت. كما يشير أن الاتحاد يعمل من أجل تنظيم العمل المساحي على الأسس العلمية والفنية المتطورة وتدعيم ممارسة العمل المساحي ورفع مستوى مزاولة مهنة المساحة في الدول العربية. أما بخصوص المؤتمر الوطني الثالث للهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين، الذي انعقدت هذه الدورة على هامشه، فافتتح أشغاله يوم أمس الجمعة تحت شعار المهندس في خدمة الجماعة المحلية وستستمر أشغاله على مدى يومين، ويتضمن أربع جلسات حول المهندس وتدبير الشأن العام، والمهندس وإعداد التراب، والوقاية وتدبير الأخطار، والتقنيات الجديدة للمعلومات وتدبير الموارد وذلك بمشاركة خبراء مغاربة ودوليين. ولنا عودة إلى هذا الموضوع. مراكش /عبد الغني بلوط