الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني المحدّث الحافظ 1302 1387 أبو الإسعاد الشيخ المحدث الدّاعية عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني، ولد بفاس سنة 1302ه، وتربى في كنف والده في رحاب الزاوية الكتانية، وأخذ عن علمائها وشيوخها الذين كانت تكتظ بهم أبهاؤها وفي مقدمتهم والده، وخاله الشيخ جعفر الكتاني، وشقيقه أبو الفيض الشيخ محمد الكتاني، وأعلام فاس وحفاظها من شيوخ الإسلام وعلمائه. وقد ظهرت معالم الحفظ والنبوغ والفهم عليه وهو مازال صبيا، مما أثار الإعجاب به سواء في أثناء دراسته أو تصدره للتدريس في أول شبابه في الزاوية الكتانية وفي غيرها. وكان أول ما حبب إليه من العلوم علم الحديث والسيرة النبوية لمداومته على دروس والده، وخاله الشيخ جعفر وشقيقه أبي الفيض وسواهم، إذ أخذ عنهم الشمائل والصحيح، والشفا، والمواهب، كما أخذ عنهم كتب التصوف كالإحياء، والفتوحات، والقوت، وغيرها. وحج ودخل مصر وأخذ عن علمائها وشيوخها، وعقد مجالس علمية بكل قطر ومدينة حل بها في رحلة الحج، وكذا في رحلاته التي تعود القيام بها سواء بالمغرب أو المشرق، وقد تعود الشيخ عبد الحي أنه كلما حل بمدينة أو قطر إلا ودرس فيها كتب علمائها، ففي الحرم المدني درس شمائل الترمذي، ومقدمة صحيح مسلم، ودرس سنن النسائي في ضريحه بالرملة بفلسطين، والفتوحات المكية في ضريح الحاتمي بدمشق والموطأ في ضريح الإمام مالك بالبقيع، وكتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا في بيت المقدس، وقرأ بالقيروان «الرسالة» و«النوادر» في ضريح ابن أبي زيد والملخص في ضريح مؤلفه القابسي، والمدونة في ضريح سحنون (1) وقد تخصص المترجم في علم الحديث الذي كان يعرفه معرفة كبرى جرحا وتعديلا، صحة وسقما، حتى لقب بحافظ العصر، ومحدث الدنيا، لما اشتهر عنه من علوم الحديث تدريسا وتعليما، كما تم له سماع وإسماع الكتب الستة وكثير من المسانيد والمعاجم والأجزاء والمشيخات والاثبات مرارا، وكذا معرفة العالي والنازل والطبقات وغيرها. هذا بالإضافة إلى أنه كان يعرف التاريخ الإسلامي وفلسفته معرفة شاملة دقيقة، ويعرف علم الأنساب وبالأخص أنساب العرب والبربر، وأنساب بني هاشم والأدارسة، كما يحيط بعلم التصوف. ويتسع فيه اتساعا كبيرا والذي تعمقت أسرته وتخصصت فيه وفي مناحيه، مما يجعل الشيخ عبد الحي فارس الميادين كلها، والحافظ الكبير المتعمق والمتخصص في علوم الحديث وغيرها من العلوم الإسلامية. مؤلفاته وآثاره: لقد أعطي المترجم له حظا كبيرا وتوفيقا عظيما، فيما كتبه من كتب، وخلفه من آثار نقتصر هنا على المتعلق منها بعلم الحديث رواية ودراية: * ختمة الأربعين النووية. * تعليقه على جامع الترمذي. * المسلسلات الكبرى. *تخريج ثلاثيات البخاري. * الأربعون المسلسلة بالأشراف. * أسانيد صحيح مسلم (2) * ختمة جامع الترمذي أملاها بالقرويين سنة 1328 ه. * النور الساري على صحيح البخاري. * الإجازة إلى معرفة أحكام الإجازة. * المسالك المتبوعة في الأحاديث الموضوعة. * الفيض الجاري على ثلاثيات البخاري. * التنويه والإشادة بنسخة ورواية ابن سعادة من صحيح البخاري. * فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات. * المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتانية. *التراتيب الإدارية. * تاريخ جامع القرويين. * تاريخ المغرب الحديث وهو مخطوط من خمسة أجزاء يوجد ضمن كتبه المنقولة للقصر الملكي بمراكش. * نفح العطر الزكي من تلخيص فهرس الحضيكي واليابوركي. * رفع الأصر ودفع الضير عن إجماع الحافظ أبي بكر بن خير. * غاية الاستناد في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد. * الإسعاف بالإسعاد الرباني في إجازة الشيخ النبهاني. * جلاء النقاب عن أحاديث الشهاب. * استجلاب شفاعة الرسول من جمع أربعين حديثا من كلامه العذب المقبول. * الإلمام ببعض أحاديث الحمام. * المباحث الحسان المرفوعة إلى قاضي تلمسان. * المسالك المتنوعة في الأحاديث الموضوعة. * الطوالع الفخرية في السلاسل القادرية. * المورد الهائل على كتاب الشمائل. * الطالع السعيد إلى المهم من الأحاديث المسلسلة بيوم العيد. * الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة. * مولد شريف. * ارتقاء الهمم العلية إلى ما علق بالبال على حديث الأولية. * مرقاة التخصيص في الكمالات المحمدية. وفي رأينا أن أعظم آثاره وكتبه ثلاثة: فهرس الفهارس وهو الكتاب الفريد النفيس الذي ينبئ عن سعة وكثرة مؤلفات علماء الإسلام في شتى أبواب التاريخ الإسلامي، خاصة وأن باب الفهارس باب قليل الطروق، ومع ذلك تمكن الشيخ من أن يجمع في كتابه العدد الهائل منها حوالي ألف وثلاثمائة فهرس، مما يؤكد سعة اطلاع المؤلف بما يفوق ما توصل إليه صاحب كشف الظنون، الذي لم يبلغ عشر معشار ما توصل إليه صاحب فهرس الفهارس، الذي عرف الفهرس تعريفا دقيقا لم يسبق فيه بأنه عبارة عن الكتاب الذي يجمع أصول المفهرس ووقائعه الدهرية، وما صدر عنه من رواية وتصنيف وقصيد، مما يعتبر معه كتاب فهرس الفهارس: قاموسا جامعا لتراجم المؤلفين في السنة من أواسط القرن التاسع إلى يوم طبعه وإخراجه للناس، كما أنه ذيل على طبقات الحفاظ لابن ناصر والسيوطي إلى الآن، مما يجعل مما ترجم فيه من التراجم وما جمع لم يجمع قبل في ديوان. 2) التراتيب الإدارية: وهو كتاب نفيس عن التراتيب والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينةالمنورة العلية. 3) مكتبته: تعتبر مكتبة الشيخ عبد الحي من أعظم ما خلف من آثار، وما جمع فيها من عيون المؤلفات والمصنفات التي تعود إلى جميع العصور، التي لم يسبق لمن قبله أو بعده أن يصل إلى هذا العدد الوفير والنادر من الآثار والمؤلفات، والتي لايمكن لشخص آخر غير الشيخ عبد الحي أن يجمع مثلها، أو يحصل على عشرها، لما توفر له من سعة آفاق، وعميق بحث، وتطواف وتجوال في أنحاء الأرض، بفضل مشيخته الواسعة، وترحاله في الآفاق والبلدان، وكان لايبخل بجهد مهما بلغ أو بمال للحصول على الكتب والمخطوطات عن طريق الشراء والهدية، والنسخ وغيرها، حتى اجتمع له بفضل الله هذا العدد الضخم من الكتب من شتى أنحاء العالم، مما جعل مكتبته فريدة في الدنيا كلها، بما حوته من شتى أنواع الكتب في جميع فنون الدنيا وعلومها، ومما أصبحت معه مرجعا فريدا بين مكتبات الدنيا، وبما توفر واجتمع فيها من مراجع سائر العلوم والفنون والموضوعات، يسر الله جمعها في مكان واحد للقيام بفهرستها وترتيبها حتى يتم الاستفادة منها كما يجب وينبغي بإذن الله. الشيخ الدكتور يوسف الكتاني خادم السنة النبوية ولد المترجم بمدينة سلا سنة 1360/1941وسط أسرة عالمة صوفية شريفة، والتحق بالكتاب وحفظ القرآن والأمهات، ثم انتقل إلى مدرسة النهضة التي حصل فيها على الشهادة الابتدائية، ثم تابع دراسته الإعدادية بالرباط، ومنها انتقل إلى حلب التي حصل بها على الشهادة الثانوية، ثم سافر المترجم له إلى القاهرة التي التحق فيها بكلية الحقوق وتخرج فيها، ثم عاد المترجم إلى المغرب وانتظم في سلك المحاماة، وبعد أشهر رشح لمباراة دار الحديث الحسنية فجازها بتفوق وحاز على الترتيب الأول، وقد غير هذا النجاح مسار المترجم له حيث تحول من الاهتمام بالقانون إلى التخصص في الدراسات الإسلامية وخاصة علم الحديث، فقد حصل في المرحلة الأولى على دبلوم الدراسات العليا فشهادة الدكتوراه، وفي سنة 1976 انضم إلى كلية الشريعة بجامعة القرويين أستاذا مساعدا لعلم الحديث، وظل فيها إلى الآن يدرس ويوجه، ويكون الطلبة ويعلمهم، ومازال إلى اليوم حيث صدر قرار باستمراره أستاذا مدى الحياة على اعتبار أن العلماء المتميزين لا يتقاعدون، وخلال هذه الفترة اختير أستاذا زائرا في الكليات المغربية، وفي جامعات السعودية وغيرها. كما انضم إلى رابطة علماء المغرب يعمل إلى جانب الأمين العام الأستاذ عبد الله كنون نائبا له، وعضوا في مجلسها الأعلى، يكتب في جرائدها ومجلاتها، ويحضر ندواتها ومؤتمراتها، ويشارك في الندوات الدولية سواء في الدول العربية والإسلامية، أو الأوروبية، والأمريكية كما انضم إلى الجمعيات المغربية العتيدة كجمعية أبي رقراق، وجمعية الأخوة والصداقة المغربية المصرية وغيرها، وأسس جمعية الإمام البخاري التي أصبح لها فروع في أغلب المدن المغربية، وأنشأ «مجلة السنة النبوية» الأكاديمية التي تصدر إلى الآن بانتظام، كما بدأ الكتابة في المجلات الثقافية والإسلامية التي تنشر بحوثه الأكاديمية إلى الآن، وفي مقدمتها مجلة دار الحديث، وكلية الشريعة، ودعوة الحق، ومجلة السنة النبوية، ومجلة المنهل السعودية، ومجلة الأحياء وغيرها، كما دأب على الخطبة في كل مسجد أو مدينة زارها، وكذا محاضراته في مختلف الجامعات مثل السعودية، والقاهرة، وبغداد، وحلب، ودمشق، وبيروت، وطرابلس، والجزائر في أغلب مدنها، وتونس والسينغال، وواشنطون، وفرنسا، وإسبانيا، وغيرها. ومن فضل الله على المترجم أنه أصبح علما على صحيح البخاري لكثرة ما درسه وأقرأه، وكتب حوله عشرات الكتب والبحوث، وأصبح يتلقى الاستدعاءات من الشرق والغرب للإجازة بسنده العالي فيه اليوم، إذ يعتبر من أعلى الأسانيد ذلك الفضل من الله، ونذكر هنا من بين الشيوخ الأعلام الذين تدبج معهم الشيخ الشاذلي النيفر شيخ الزيتونة ومفتي تونس، والشيخ عبد الله سراج عالم حلب وشيخها، وعالم تونس الشهير الدكتور الحسين أبو لبابة، والشيخ أبو مدين الشنقيطي صاحب كتاب «الصوارم والأسنة في الدب عن السنة». - ومن بين من أجازوا له من المشاهير الشيخ الوالد مولاي إبراهيم، والشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الشريف، والأستاذ الزعيم علال الفاسي، والشيخ الفاروق الرحالي عميد كلية اللغة العربية، والشيخ جواد الصقلي رئيس جامعة القرويين، والشيخ الفاضل بن عاشور التونسي العالم العبقري، والشيخ العلامة محمد أبو زهرة علامة مصر. كما أجاز لمآت الأعلام والشيوخ والكبار باستدعاءاتهم وفي مقدمتهم المستشار الملكي الأستاذ محمد عواد، والشيخ بومدين العالم الموريطاني الذي قرأ عليه الثلاثيات في مجلس قبل إجازته، والشيخ صهيب الشامي علامة حلب وخطيبها، والسفير الوزير الدكتور الشاعر عبد العزيز خوجة السعودي، والدكتور عبد الله رابح الدمشقي، والأستاذ الشيخ عبد اللطيف الشابي، والدكتور جمال الحوت رئيس جمعية الأشراف بلبنان، وغيرهم من عشرات الأساتذة والشيوخ من الشرق والغرب، وكذا لمآت من طلبته في الكليات المغربية بعد تخرجهم وتعليمهم، وننوه هنا أننا من الرواد من علماء الحديث وشيوخه الذين أشاعوا الإجازة وبذلوها إحياء لها ولعلم الإسناد بين الأساتذة والطلبة باعتبارهما من أعظم وسائل التحمل (3) كتب المترجم وبحوثه وآثاره: 1) في الحديث النبوي: «مدرسة الإمام البخاري في المغرب» جزآن - نشر دار لسان العرب - بيروت سنة 1402 - 1982. «رباعيات الإمام البخاري» - طبع مكتبة المعارف سنة 1404 / 1984. * «أعلام السنن» للإمام أبي سليمان حمد الخطابي - أول شرح لصحيح البخاري - جزآن - دراسة وتحقيق الدكتور يوسف الكتاني - منشورات عكاظ - الرباط 1408 - 1988 و ط . II . سنة 2009 / 1430. * «الإمام البخاري وجامعه الصحيح» - منشورات عكاظ - الرباط 1410 / 1989. * «الإمام الخطابي رائد شراح صحيح البخاري» - منشورات عكاظ سنة 1411 / 1993. * الإمام الخطابي» - نشر الأزهر الشريف - القاهرة 1418 / 1997. * «الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث - نشر الأزهر الشريف - القاهرة 0 1418 / 1997. * كلمات صحيح البخاري - أول معجم لمعاني كلمات البخاري - نشر وزارة الأوقاف بأمر من صاحب الجلالة المرحوم الحسن الثاني - سنة 1418 / 1997. * أعلام المحدثين في المغرب. * المعجم الحديثي. * افتتاحيات صحيح البخاري وختماته وآدابهما. * عبقرية الإمام البخاري. * أعلام السنن في شرح صحيح البخاري - منشورات عكاظ سنة 1429 / 2008 الطبعة الثانية في ثلاثة أجزاء. 2) في الدعوة والإرشاد: * معالم إسلامية - مطبعة المعارف الجديدة - الرباط سنة 1417 - 1997. * مارس إسلامك - منشورات عكاظ - الرباط سنة 1419 / 1995. * الإسلام دين حقوق الإنسان - منشورات رابطة علماء المغرب سنة 1417 / 1996. * الخطوات القادمة - منشورات رابطة علماء المغرب - سنة 1418 / 1997. * المرأة بين دينها وواقعها - منشورات عكاظ بالرباط - سنة 1420 / 2000. * كيف تغلب الإسلام على مشكلة الفقر - منشورات عكاظ - الرباط سنة 1424 / 2003. * كي تعود القرويين أم الجامعات المغربية - منشورات عكاظ - الرباط سنة 1426 / 2005. * الطريقة الكتانية أركانها عهودها - أورادها - الجزء الأول - نشر مطبعة الكرامة - سنة 1426 / 2005. * الطريقة الكتانية - صلوات وأذكار كتانية صوفية الجزء الثاني - دار أبي رقراق - سنة 1429 / 2008. * الطريقة الكتانية - تراث الشيخ المؤسس وتلامذته - الجزء الثالث - دار أبي رقراق - سنة 1431 / 2010. 3) مجلة السنة النبوية: العدد الأول: خاص بالتعريف بالسنة وأئمتها وصحاحها وسننها منشورات عكاظ سنة 1421 / 2001. العدد الثاني: خاص عن الإمام مالك والموطأ - مطبعة الكرامة سنة 1424 / 2003. العدد الثالث: خاص بالسيرة النبوية ومنهج السنة - مطبعة الكرامة 1325 / 2004. العدد الرابع: خاص بالإمام البخاري - مطبعة الكرامة - سنة 1426 / 2005. العدد الخامس: خاص بالسيرة النبوية والسنة - دار أبي رقراق سنة 1427 / 2006. العدد السادس: خاص بالإمام مسلم - دار أبي رقراق - سنة 1427 / 2007. العدد السابع: خاص بأبي داود وابن ماجة - دار أبي رقراق سنة 1429 / 2008. العدد الثامن: خاص بالترمذي والنسائي - مطبعة المعارف الجديدة - سنة 1430 / 2009. العدد التاسع: خاص بشيوخ مدرسة الإمام البخاري في المغرب - دار أبي رقراق 1431 2010.