اتهم مصدر مأذون من الزاوية الكتانية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بنهج سياسة جديدة تجاه كبريات الزوايا الصوفية بالمغرب بهدف تحويلها إلى نسخة طبق الأصل من المجالس العلمية التابعة للوزارة، مهمتها «إصدار البرقيات». وقال المصدر، في حديث مع «المساء» أمس، إن التوفيق هو الذي وقف وراء تعيين شيخ جديد للزاوية، هو عبد اللطيف بن محمد الطيب الشريف الكتاني، من أجل «إحداث شرخ بداخلها»، حسب قوله، مضيفا أن «هناك من يريد الإيقاع بين العائلة الكتانية وبين الحكومة»، وأن وزير الأوقاف «يريد تعيين شيوخ أميين على رأس الزوايا لكي يتبعوا أوامره». وهذه أول مرة يخرج فيها الصراع داخل الزاوية الكتانية، إحدى أكبر زوايا المغرب وأعرقها، إلى العلن ليتم الحديث عن وجود نزاع بداخلها حول المشيخة، خصوصا وأن العائلة الكتانية ذات فروع متعددة، كل واحد منها يسعى إلى قيادتها. وحول توقيت نشر تصريحات بدر الدين الكتاني، التي قال فيها إنه هو الشيخ الحقيقي للزاوية، قال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إنه لا علاقة لهذا الأخير بالزاوية الكتانية أصلا منذ ثماني سنوات، عندما رفع زين العابدين الكتاني، الشيخ السابق للزاوية وشقيق يوسف الكتاني، دعوى قضائية ضده أمام المحكمة بتهمة النصب والاحتيال، حيث صدر ضده حكم بالسجن لمدة ستة أشهر موقوفة التنفيذ بتهمة ادعاء المشيخة، ووصف المصدر بدر الدين الكتاني بأنه «مخرف»، مستدلا بما حصل له قبل نحو ستة أعوام عندما كان واعظا بالمسجد الأعظم بسلا، حيث قام بسب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من على المنبر، فحمله رجال الأمن وأخرجوه من المسجد. وفي اتصال ب«المساء»، هاجم بدر الدين الكتاني من ينتقدونه من داخل الزاوية، وقال: «المخابرات تلعب لأن مواقفي في الداخل وفي الخارج تضايقها»، واتهم من يشككون في مشيخته للزاوية بأن لا علاقة لهم بالتصوف ولا بالزاوية، وشكك في مشيخة يوسف الكتاني، وقال: «هذا رجل لا علاقة له بالتصوف، والمشيخة الحالية شبيهة بأحزاب الإدارة»، كما وجه الاتهام بشكل مباشر إلى ابن عمه حمزة الكتاني، وزير التعليم الأسبق وعضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، قائلا إنه سلم وثائق تخص العائلة بكاملها، كانت موجودة بخزانة مولاي المهدي الكتاني، إلى جهات معينة، بينما «هي ملك مشاع لجميع أفراد العائلة الكتانية»، مضيفا أن هذا الأخير» دفن أربعا من جداته بمقبرة الزاوية، علما بأن لا أحد منا قام بذلك». وفي اتصال بحمزة الكتاني، حول تلك الاتهامات، اكتفى بالقول: «كل قبيلة فيها اهبيلة»، مضيفا «هذا ابن عمنا وندعو له بالهداية. هذا كل شيء». وأعرب أحد أقطاب الزاوية الكتانية، طلب حجب اسمه، عن استغرابه لتصريح بدر الدين، وتساءل: «كيف يقول ذلك علما بأنه دفن والده بالزاوية المباركية قريبا من الزاوية الكتانية بسلا، ودفن أخاه الأكبر في زاوية سيد الغمري؟». ويبدو أن الصراع داخل الزاوية الكتانية حول المشيخة مرشح ليأخذ أبعادا أكبر في مقبل الأيام، فيما يتوقع، حسب مصادرنا، أن تتدخل جهات عليا لحل النزاع. وكشف مصدر مطلع أن العائلة الكتانية ستعقد غدا السبت اجتماعا موسعا بمقر الزاوية الأم، هو الأول من نوعه منذ أعوام، للاحتفال بتعيين عبد اللطيف بن محمد الطيب الشريف الكتاني شيخا للزاوية، إثر تنعمه يوم الجمعة الماضي بظهير شريف سلمه له الملك محمد السادس بفاس، وقلل المصدر من احتمال نشوب أي نزاع حول مشيخة الشيخ الجديد المعين، وقال: «سيتخلف من يتخلف عن هذا الاجتماع، لكن هؤلاء هم قلة في الزاوية الكتانية ولا يعتد بهم»، في إشارة إلى بدر الكتاني ويوسف الكتاني.