رغم الطابع الاستعماري الذي يحاول الاحتلال الإسباني تكريسه على مدينة سبتة السليبة، فإن السكان المغاربة يأبون إلا أن يؤكدوا على إسلامية الثغر، حيث يخلقون أجواء رمضانية خاصة بهم تجعلهم يبرزون انتماءهم الديني والثقافي الاجتماعي. وهكذا أحيى المسلمون ليلة القدر في أجواء روحانية متميزة، حيث شهدت مساجد المدينة بأحياء (خادو) و (برانسيبي ألفونسو) إقامة صلاة التراويح وختم القرآن ودعاء الإمام مالك، بن أنس إلى غير ذلك من الطقوس الدينية. كما عرفت أحياء مدينة سبتة السليبة انتشاراً ملحوظاً لظاهرة موائد الإفطار، التي أصبحت تقليداً سنوياً يتنافس عليه المحسنون ، الذين يحرصون على إقامة هذه الموائد للفقراء والمحتاجين والمساكين وأبناء السبيل، وكذلك توزيع المساعدات الغذائية والمالية وزكاة الفطر. لعل كل زائر للمدينة المحتلة سيلحظ الأجواء الرمضانية المخيمة على الثغر، حيث، تعرف دكاكين ومخبزات المدينة بيع مختلف أنواع المأكولات و(الشهيوات المغربية) من (شباكية) ومسمن وسفوف ورغايف وباغرير وحرشة.. إلخ. لكن ثمنها يساوي ضعفي الثمن الحقيقي في تطوان والفنيدق والمضيق وغيرها من المدن المغربية بسبب اختلاف مستوى الدخل والعيش بين المغاربة هذا والمغاربة هناك وهو ما يرى فيه عدد من المغاربة مبالغة من طرف البائعين الذين يستغلون هذا الشهر الفضيل حيث الإقبال الكبير للمسلمين على المشتهيات لتحقيق الأرباح والأموال الطائلة. تبقى الإشارة في الختام وحسب مصادر مطلعة من سبتة السليبة، إلى أن العديد من الإسبان أعلنوا خلال شهر رمضان الأبرك عن إسلامهم. بعدما بادروا بمحض إرادتهم إلى الإعلان عنه اقتناعاً منهم بقيمة وصدقية الدين الحنيف.