سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطات الاحتلال الإسباني بسبتة السليبة في حالة استنفار أمني بعد إشعالها نار الفتنة بين مسلمي المدينة خوفا من وقوع اشتباكات بين الأوساط الإسلامية قبل صلاة يومه الجمعة
تعرف مدينة سبتةالمحتلة هذا الأسبوع (حي خادو وبرانسيبي على وجه الخصوص) استنفارا أمنيا كبيرا، مخافة وقوع اصطدامات ومواجهات دامية بين الجماعات الإسلامية. وفي هذا السياق، سيشهد مسجد سيدي محمد مبارك اليوم الجمعة إنزالا أمنيا مكثفا لمحاولة فرض الأمن واستتبابه، بعد أن عرف المسجد سالف الذكر الجمعة الماضية اصطدامات وتلاسنات وتبادل السب والشتم بين عناصر جماعتين إسلاميتين بسبب بروز خلاف حول الخطيب الذي سيؤم بهم، حيث تشبثت كل جماعة بإمامها. وبعد سلسلة من الجدالات والسجالات بين الجانبين تم الاتفاق على أن يلقي الخطبة إمام آخر قادم من مسجد سيدي المهدي وهو عضو بالمجلس العلمي لإقليم المضيق الفنيدق فانتهى المشكل بشكل مؤقت. وكان المسجد المذكور قد عرف حصارا أمنيا وحضورا مكثفا لعناصر الفرقة المكلفة بمكافحة الشغب للتدخل السريع وفض الاشتباكات، التي أصبحت أمرا معتادا كل يوم جمعة، كما حضر إلى المسجد العديد من رجال الإعلام لتغطية ومتابعة الوقائع، ولنقل تصريحات المصلين. ويذكر أن إمام مسجد سيدي مبارك بمدينة سبتةالمحتلة خرج من المسجد الأسبوع الماضي محاطا بقوات أمنية لحمايته، وخوفا من حدوث ردود فعل غير متوقعة من طرف مصلي المسجد بسبب مواقفه المعارضة للمذهب المالكي ولإمارة المؤمنين وموالاته العلنية للحزب الشعبي الإسباني ولسلطات الاحتلال. والملاحظ أن سلطات الاحتلال تحاول بشتى السبل والوسائل والطرق زرع مظاهر الفتنة والتفرقة بين الإخوة المسلمين المغاربة بالثغر المحتل، وتأجيج الصراع بين الأوساط والجماعات الاسلامية، عبر تقديم الدعم المادي والمعنوي للتيار الديني (جماعة الدعوة والتبليغ) المناوئ للمغرب، بهدف فك ارتباط مسلمي سبتة بوطنهم الأصلي المغرب والحد من ولائهم له ولمذهبه المالكي. وقد نشب الخلاف واحتدم الصراع بشكل كبير بين التيارين المسلمين مباشرة بعد استقبال الملك محمد السادس خلال شهر رمضان الماضي في إطار الدروس الرمضانية لمحمد علي حامد رئيس فيدرالية المسلمين بسبتة وعمر البوستاوي إمام مسجد عمر بن الخطاب بمليلية، ومنذ ذلك الحين وسلطات الاحتلال تحاول خلق أجواء الفتنة بعدما اعتبرت الاستقبال الملكي استفزازا لها، خصوصا وأن الشخصيتين اللتين حظيتا بالاستقبال الملكي تحملان الجنسية المزدوجة الاسبانية والمغربية، وعبر العديد من مسؤولي سلطات الاحتلال في تصريحاتهم الصحفية عن امتعاضهم لذلك. وتحاول سلطات الاحتلال الاسباني عبر توفير الدعم المادي والمعنوي لهيئة اتحاد الجمعيات الإسلامية بسبتة السليبة التي يترأسها المدعو العربي ماتييس تنفيذ برنامج تأطيري يروم تكوين أئمة جدد تابعين لها. وكان قد تقرر صيف السنة الماضية توحيد خطبة الجمعة بجميع مساجد المدينة التي تخضع لوصاية وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية وللمجلس العلمي المضيق الفنيدق، لكن أحد التنظيمات الوهابية الموالية لسلطات الاحتلال وأخرى متأثرة بمذاهب غير مالكية وذات ميولات شيعية رفضتا القرار ولم تخضعا له.