تحاول سلطات الإحتلال الإسباني بسبتة السليبة هذه الأيام بشتى السبل والوسائل والطرق زرع مظاهر الفتنة والتفرقة والإنشقاق بين الإخوة المسلمين المغاربة بالثغر المحتل، حيث تسببت أخيرا في نشوب الخلاف واحتدام الصراع خصوصا بين أنصار إتحاد المسلمين (فرع سبتة) بزعامة محمد علي حامد وصدر الدين سالم المرتبطون دينيا بالمذهب المالكي وبالعقيدة الأشعرية والرافضون لمخططات الإحتلال الإسباني الرامية إلى السيطرة على الحقل الديني بالثغر المحتل، وأنصار فيدرالية الجمعيات الإسلامية بسبتةالمحتلة التي يتزعمها المدعو (معيطس) والتي تأسست سنة 2007 بدعم ومساندة من سلطات الإستعمار الإسباني بسبتةالمحتلة، وبتأطير من الجماعتين الوهابية السورية التي يتزعمها المدعو (التاتاري) والدعوة والتبليغ، والذين يسعون إلى فك الإرتباط القائم بين المسلمين المغاربة بسبتةالمحتلة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. ولقد برز الخلاف بشكل كبير قبل أسبوع بمناسبة إحياء عيد الفطر، حيث قامت سلطات الإحتلال بسبتةالمحتلة بتخصيص ساحة عمومية لإقامة صلاة العيد، وأحاطتها بالأعلام والرايات الإسبانية في تحد سافر لشعور المسلمين المغاربة، كما وضعت رهن إشارة المصلين العشرات من الحافلات لنقلهم من وإلى مصلى جمعية الهلال الأبيض، بهدف مساندة الجمعيات الإسلامية الموالية لهم والتي أشرفت على تنظيم وإعداد العملية، والتي قامت أياما قبل حلول العيد بتوزيع منشورات ومطبوعات تدعو إلى إقامة الصلاة بالساحة السالفة الذكر، كما قامت بنشرها بمجموعة من الصحف المحلية للترويج للعملية. ولقد رفض المئات من المسلمين المغاربة بسبتةالمحتلة أداء صلاة العيد بالمصلى الذي أعدته سلطات الاحتلال، وفضلوا التوجه إلى مسجد سيدي مبارك بحي خادو والذي تقام فيه عادة صلاة عيدي الفطر والأضحى، ولقد وصلت وقاحة وخبث العناصر الموالية لسلطات الاحتلال إلى حد محاولة إضرام النار بالمسجد السالف الذكر عن طريق رش غاز قابل للاشتعال من أجل ثني المسلمين عن إقامة صلاة العيد التي تأخرت لبضع ساعات عن موعد إقامتها، لكن محاولتهم باءت بالفشل وتم إخماد الحريق في الوقت المناسب، ولقد تسببت الحادثة في شيوع موجة من الهلع والخوف وسط المصلين. ويشار إلى أن سلطات الاحتلال هددت مؤخرا أئمة وخطباء المساجد بسبتةالمحتلة بسحب أوراق إقامتهم في حال استمرارهم في الدعاء لأمير المؤمنين أثناء خطبة الجمعة وبعد أداء الصلوات الخمس وصلاة العيدين والتراويح، وكذلك في حال رفضهم الانصياع لأوامر المسؤولين الإسبان ومعارضتهم لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة لوزارة الداخلية الإسبانية الهادفة إلى السيطرة على الحقل الديني بالثغر المحتل وجعل المساجد تحت إشراف ومراقبة سلطات الاحتلال وفك الارتباط القائم بين المسلمين السبتيين ووزارة الشؤون الإسلامية المغربية.