تعيش مدينة سبتةالمحتلة هذه الأيام ، حربا بين المسلمين وذلك بهدف فك الارتباط الديني مع المغرب الذي دام أكثر من 500 سنة، وبمباركة من الحزب الشعبي الحاكم بالمدينةالمحتلة، وبتواطؤ مفضوح من الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بذات المدينة. هذا الصراع أفضى إلى إصدار تصريحات هجينة أطلقها بعض الساسة بالثغر المحتل، حيث وصلت حد تأكيد رئيس الحزب الشعبي بيدرو غورديو ونائب رئيس الحكومة المستقلة للمدينة المحتلة أنه يحكم المدينةالمحتلة ، بل ويحكم كل مساجد المدينة. هاته التصريحات لم تأت من العدم، ولكن بفعل انسياق وتواطؤ اتحاد الجاليات الاسلامية في سبتةالمحتلة الذي يتزعمه العربي ماتيس مع الحزب الشعبي الحاكم، حيث يدعو إلى انتهاج اسلام مستقل عن المغرب بمواصفات اسبانية وبخصوصية أوربية. في الوقت الذي تدعو فيه الفيدرالية الاسبانية للكيانات الدينية الاسلامية برئاسة محمد علي إلى حماية الدين الاسلامي بالثغر المحتل من مظاهر ومسببات الغلو في الدين، وهذا لن يتأتى إلا بإسلام سني مالكي، وبالحفاظ على الروابط الدينية لمسلمي المدينة مع المغرب، حيث لا يمكن لإسبانيا وللحكومة المستقلة بسبتةالمحتلة فك ارتباط ديني دام أكثر من خمسة قرون. وحسب مصادر من الثغر المحتل، فإن الصراع القائم بين الفرقتين الاسلاميتين جاء بعد إعلان المغرب عن ميثاق العلماء الذي ينص على تكوين الأئمة وفق الثوابت الدينية للمغرب خلال شهر يونيو المنصرم، وهو ما جعل اتحاد الجمعيات الاسلامية باسبانيا برئاسة رياض التتري (السوري الاصل) تعلن عن خطة لمواجهة هذا الميثاق، وذلك عبر تحريك ذراعها بالمدينةالمحتلة برئاسة العربي ماتيس بإثارة الفتنة داخل المساجد والجمعيات الاسلامية عبر الدعوة إلى فكر الارتباط الديني مع المغرب. وكانت أولى الخطوات خلال صلاة عيد الفطر الاخير عندما تقدم اتحاد الجاليات الاسلامية بسبتةالمحتلة بطلب لدى مندوبية الحكومة المستقلة لتوفير مكان لإقامة صلاة العيد على غير عادة أهل المدينة الذين اعتادوا إقامتها في المساجد، حيث سارعت مندوبية الحكومة إلى تخصيص فضاء لوما مارغاريتا لإقامة صلاة العيد بها، وهو ما استنكره عدد كبير من مسلمي المدينةالمحتلة لكون المكان مكانا عسكريا دأبت مندوبية الحكومة على تخصيصه لإقامة الحفلات الماجنة والراقصة، هذا في الوقت الذي دعت فيه الفيدرالية الاسبانية للكيانات الدينية الاسلامية جميع المسلمين إلى اقامة صلاة العيد بمحاذاة مسجد سيدي مبارك أو داخل المساجد بالمدينةالمحتلة والتي تقدر بحوالي 32 مسجدا، وهو ما أزعج اصدقاء رياض التتري بالمدينة السليبة فقاموا بمعاقبة بعض الائمة الذين لم ينخرطوا في أجندتهم الدينية والسياسية، حيث تم الاعتداء على بعضهم وتهديد البعض منهم ومحاصرة البعض أينما حلوا وارتحلوا. وعقابا له على عدم الانخراط في الاجندة السياسية والدينية للحزب الحاكم بمدينة سبتة، صرح رئيس الحزب الشعبي بالمدينة ونائب رئيس الحكومة بيدرو غورديو أنه خلال الجلسة العامة المقبلة لمجلس المدينة، سيطالب الحكومة المستقلة بمعاقبة رئيس « FERRI»محمد علي والاعلان عنه كشخص غير مرغوب فيه بالمدينةالمحتلة، نظرا لتشبثه بضرورة ارتباط مسلمي المدينةالمحتلة بإمارة المؤمنين بالمغرب، وأن الادعاء بانتهاج اسلام مستقل عن المغرب بمواصفات اسبانية وأوربية، يصب أساسا في ترسيخ وتزكية المد الوهابي المتطرف وتدعيم الجماعات الأصولية المتطرفة التي قد تكتوي بها اسبانيا من حيث لا تدري.