علمنا من مصادر جد مطلعة بسبتةالمحتلة أن سلطات الاحتلال الاسباني اصدرت أوامرها لتوقيف مجموعة من أئمة وخطباء المساجد بالثغر المحتل ومنعهم من مزاولة مهامهم الدينية على خلفية أدائهم لصلاة عيد الفطر في مصلى آخر غير الذي حددته لهم سلطات الاحتلال، وكذلك بسبب استمرارهم في التشبث بالثوابت الدينية الخمسة للمسلمين المغاربة القائمة على إمارة المومنين والبيعة والمذهب والفقه المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني. وسبق لمسؤولين بالمدينة المحتلة خصوصا خلال شهر رمضان الماضي أن قاموا بتهديد الأئمة والخطباء بسحب أوراق إقامتهم في حال استمرارهم في الدعاء لأمير المؤمنين أثناء خطبة الجمعة وبعد الانتهاء من أداء الصلوات الخمس، وكذلك في حال رفضهم الانصياع لأوامر المسؤولين الاسبان ومعارضتهم لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة لوزارة الداخلية الاسبانية الرامية الى السيطرة على الحقل الديني بالثغر المحتل وجعل المساجد تحت الإشراف والمراقبة المباشرة لسلطات الاحتلال وفك الارتباط القائم بين المسلمين السبتيين ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية والمجلس العلمي بعمالة المضيق الفنيدق. وفي نفس السياق، وفي إطار تنفيذ مخطط السيطرة على المجال الديني بسبتةالمحتلة، علمنا أن سلطات الاحتلال قامت مؤخرا بتكليف رئيس اتحاد الجمعيات الاسلامية ورئيس جماعة الدعوة والتبليغ المدعو العربي ماطييس بوضع برنامج تأطيري لتكوين أئمة مساجد سبتة السليبة بجامعات مشرقية معروفة بتوجهات أطرها المستمدة من المذهب الحنبلي وبتشبع علمائها وأساتذتها بالحركة الوهابية وبالفكر السلفي. كما قامت سلطات الاحتلال بتخصيص ميزانية ضخمة لهذا المشروع التأطيري الديني. وأفادت بعض الأنباء الواردة من الثغر المحتل أن رئيس بلدية سبتةالمحتلة خوان فيفاس ونائبه بيدرو غورديو أبديا رغبتهما في اعتناق الإسلام. وعلمنا أن رئاسة مجلس بلدية سبتةالمحتلة رفضت تقديم منح دراسية لعدد من الطلبة المنتمين لجمعية إسلامية معارضة للمخطط الديني لسلطات الاحتلال والذين كانوا يرغبون في متابعة دراستهم الجامعية بكليات خارج إسبانيا. وينتظر أن تعقد الجماعات الإسلامية بمدينة سبتةالمحتلة خلال الأيام القليلة القادمة ندوة صحفية لتوضيح الصراع القائم بينها وبين سلطات الاحتلال.. يذكر أن جلالة الملك محمد السادس كان قد استقبل خلال شهر رمضان الماضي وفي إطار الدروس الدينية التي تلقى في حضرة جلالته رئيس فيدرالية المسلمين بإسبانيا محمد على حامد وكذلك إمام مسجد عمر بن الخطاب بمليلية المحتلة عمر البوستاوي، مما أثار آنذاك غضب سلطات الاحتلال وشككت في ولائهم لإسبانيا التي يحملون جنسيتها. تبقى الإشارة في الختام إلى أن عدد المساجد بسبتةالمحتلة يبلغ 18 مسجدا ، فقط ثلاثة مساجد تخضع لوصاية سلطات الاحتلال.