تعرف المياه البحرية المحيطة بصخرة جبل طارق هذه الأيام توترا أمنيا كبيرا بين السلطات الأمنية الاسبانية وبين نظيرتها في جبل طارق. حيث تتهم السلطات الاسبانية الدوريات الأمنية لجبل طارق بالاضطهاد والتعسف على الدوريات التي تقوم بها قوات الحرس المدني الاسباني في المياه المحيطة بالصخرة فيما تعتبره هذه الأخيرة واجبها في حين أن الدوريات الجبلطارقية تحتجز وتطارد أي مركب لدوريات الحرس المدني الاسباني يدخل المياه التي تعتبرها تابعة للصخرة. وقد تكررت هذه الحوادث التي أدت الى توتر دبلوماسي بين السلطات الاسبانية وسلطات جبل طارق. ذلك أنه فيما تعتبر الدوريات الأمنية الجبل طارقية انها تقوم بالأمن في المياه التابعة للصخرة يرى مسؤولون سياسيون إسبان خاصة من الحزب الشعبي أنه ليست هناك مياه جبلطارقية بل هناك فقط مياه إسبانية، وهو ما لاتعترف به سلطات الصخرة وتستمر في نهجها دون الأخذ بعين الاعتبار ما تطالب به اسبانيا. وقد وصل الحد خلال فترات سابقة الى درجة اطلاق النار على دوريات الحرس المدني الاسباني التي تدخل مياه الصخرة مطاردة بعض المراكب المشبوهة. وهو ما تعتبره سلطات جبل طارق انتهاكا للمياه الاقليمية التابعة للصخرة. ويبدو أن قوات الحرس المدني الاسباني وبدعم من جهات عسكرية تنتهز أية فرصة لمحاولة دخول مياه جبل طارق في محاولة لإثبات سيادتها عليها غير أن سلطات جبل طارق منتبهة الى هذه الاستراتيجية ولا تترك الفرصة دون أن تصد أية محاولة من هذا النوع. وفي هذا الصدد أثار النائب البرلماني التابع للحزب الشعبي خوسي إيغناسيو لاندولسي هذا الموضوع متهما الحكومة الاسبانية أنها لا تقوم بواجبها في هذا الصدد بالصرامة المطلوبة أي في تنفيذ ادعاء ما تقول سلطات جبل طارق أنه مياهها الاقليمية وكذلك المطاردة التي تتعرض لها دوريات الحرس المدني الاسباني من طرف دوريات جبل طارق. وأكد النائب الاسباني أن الأمر لا يتعلق ببلد آخر له مياه إقليمية، ولكن فقط بمستعمرة في إشارة الى جبل طارق الذي تطالب اسبانيا باستردادة من بريطانيا.