يحتل حليب الإبل المعروف محليا باسم «»فريك»» مكانة متميزة ضمن موائد الأسر بالداخلة, ويشهد إقبالا استثنائيا خلال شهر رمضان الابرك. وباعتباره وجبة غذائية رئيسية نظرا لجودته الغذائية ولمزاياه, بالاضافة إلى قيمته الرمزية, يعد حليب الابل أساسيا على مائدة الافطار لدى ساكنة المدينة وكذا لدى سكان التجمعات السكنية ومراكز الأقاليم الجنوبية. ونظرا لعدم امكانية تحويله إلى جبن أو زبدة لخصائصه التي تجعل منه مستعصيا على التجمد, على خلاف باقي أنواع الحليب (الماعز والبقر...) يتم استهلاكه طازجا أو ممزوجا بالسكر وماء «»زريك»». غير أنه لدى السكان المحليين طريقة تقليدية لصناعة حليب الابل, ويتعلق الأمر بصناعة تقليدية ومحدودة, تستهلك على مستوى العائلة, عبر أسلوب «»الكرس»» الذي يتم اللجوء إليه خلال وفرة الإنتاج. وتنتقل هذه الطريقة التقليدية من جيل إلى جيل ولا تزال تقاوم, لاسيما لدى سكان البوادي, غير أنها ليست معروفة بالشكل الجيد لتخضع لدراسات لتحديثها وتحسين جودة المنتوج, وإبراز قيمة مشتقات حليب الإبل بشكل عام. واستنادا لاحصائيات المندوبية الاقليمية للفلاحة بالداخلة, يصل الإنتاج السنوي من حليب الإبل بجهة وادي الذهب-الكويرة إلى4 ملايين لتر (مقابل600 الف لتر من حليب الأبقار). وعرف قطيع الابل خلال السنوات الخمس الأخيرة زيادة ملحوظة, ليستقر حاليا في 25 ألف رأس. وفي إطار الجهود المبذولة لتشجيع تنمية إنتاج الحليب, قامت المندوبية بمجموعة من الحملات التحسيسية والاعلامية لفائدة المربين حول آليات ووسائل حماية صحة القطيع وتنمية انتاجية الماشية. ولتشجيع المربين على توجيه إنتاجهم من الحليب نحو التسويق, أحدثت المندوبية نقطتين لجمع الحليب على مستوى بعض المراكز القروية والحضرية بالجهة.