عرف قطاع تربية الإبل بجهة واد الذهب-الكويرة في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، وذلك بفضل المجهودات التي تم بذلها لضمان تنامي القطيع وتحسين مستوى مردوديته . وأفادت المديرية الإقليمية للفلاحة بالداخلة، أن عدد الإبل بلغ أزيد من25 ألف رأس بجهة واد الذهب-الكويرة التي تستقطب مربي الإبل المنحدرين من جهات أخرى مجاورة وذلك بفضل طابعها الرعوي ووجود العديد من نقاط التزود بالماء . وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا التطور الملحوظ في تربية الإبل تعزز بإطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى تهيئة نقاط التزود بالماء ووضع رهن إشارة المربين حاويات من أجل تأمين مادة الماء للقطيع، ووضع علامات تشوير على مستوى بعض المحاور الطرقية ودعم الموادالعلفية المخصصة للقطيع. وإلى جانب هذه المبادرات، تم أيضا تنظيم تظاهرات تحسيسية وإخبارية حول هذا النشاط الفلاحي، إضافة إلى جولات للمصالح التقنية والبيطرية بكل الجماعات بتعاون مع المصالح المعنية. وتتمثل سلالات الابل التي تتم تربيتها بالمنطقة في الغريزني (60 في المائة) والمرموري (35 في المائة) والكواري (5 في المائة). وكان عددها الإجمالي يبلغ600 رأس خلال1979 ، و18 ألف رأس سنة 2000 . ويصل الإنتاج السنوي لحليب النوق على مستوى جهة واد الذهب-الكويرة الى حوالي4 ملايين لتر (مقابل600 ألف لتر من حليب البقر) بينما يقدر إنتاج اللحوم الحمراء ب2500 طن وإنتاج الصوف ب5 .2 طن في السنة. ويحتل الحليب ولحم الإبل مكانة متميزة ضمن العادات الغذائية بالنسبة للأسر بجهة واد الذهب - الكويرة، كما هو الشأن بالنسبة للتجمعات السكنية والمراكز الأخرى بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وبالنظر إلى كونها تعتبر مواد غذائية أساسية، فإن هاتين المادتين تشكلان موضوع طلب متزايد، إن على مستوى جودتها الغذائية أو في ما يتعلق بقيمتهما الرمزية. ويرتقب أيضا في إطار المخطط الأخضر الإقليمي تسويق3 آلاف طن من حليب النوق في السنة في أفق2020 ، والرفع من حجم إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة50 في المائة في أفق 2013 وإلى74 في المائة خلال2020 . وتوجد بجهة واد الذهب - الكويرة وحدتان فلاحيتان، أولهما على مستوى المنطقة الساحلية، وهي مخصصة للزراعات المكثفة وذات القيمة المضافة العالية (زراعة البواكر). وتتميز المنطقة الثانية بطابعها الرعوي (12 مليونا و900 الف هكتار) وتغطي أقصى البلاد والأراضي الجافة وشبه الجافة الملائمة للأنشطة الرعوية ( تنوع الغطاء النباتي وقطيع هام يتمثل في26 ألف رأس من الإبل و32 ألف رأس من الأغنام و25 ألف رأس من الماعز).