الكويرة. وقد زار هؤلاء الديبلوماسيون، الذين يمثلون 12 بلدا ويقومون بزيارة تستغرق ثلاثة أيام للداخلة بمبادرة من مجلة (ديبلوماتيكا)، العديد من المشاريع الرائدة بالمدينة والتي تبرز الدينامية السوسيو- اقتصادية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية للمملكة والعناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمناطق الجنوبية بالمغرب. وهكذا حل أعضاء الوفد بالمركب المينائي للداخلة حيث قدمت لهم شروحات حول أشتغال تهيئة هذه المنشأة وعملية التوسعة المرتقبة التي ستعرفها قريبا والتي ستحتضن منطقة للتبادل الحر. كما زار الوفد ورش بناء المطار الجديد للداخلة الذي يمتد على مساحة 2300 متر مربع والذي من المرتقب أن تصل طاقته الاستيعابية الى 300 ألف مسافر سنويا. وتم إنجاز هذه المنشأة الجديدة في إطار المجهودات المبذولة من أجل النهوض بوجهة الداخلة ومرافقة الارتفاع الكبير لعدد المسافرين المسجل خلال السنوات الأخيرة. وبلغ عدد المسافرين الذين استعملوا مطار الداخلة الحالي خلال السنة الماضية 41 ألفا و966 مسافر، مقابل 35 الف و407 مسافر سنة 2007، أي بارتفاع بنسبة 52ر18 في المائة. من جهة أخرى، قام الوفد الديبلوماسي بزيارة المنطقة الصناعية بالميناء حيث تعرفوا على كيفية عمل الوحدة المخصصة لتجميد الأسماك وكذا محطة معالجة الماء الصالح للشرب بالمدينة وضيعات نموذجية لانتاج البواكر. كما تتبع الوفد خلال لقاء احتضنه المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة عرضا حول مسلسل التنمية الذي انطلق منذ عدة سنوات بجهة وادي الذهب-الكويرة، وكذا على مختلف المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة، واطلع على الفرص الاستثمارية التي تزخر بها في مختلف القطاعات والجهود التي يبذلها المغرب من أجل ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة. وفي تصريحات للصحافة عقب هذا اللقاء، أعرب هؤلاء الدبلوماسيون الذين يقومون بهذه الزيارة الخامسة من نوعها التي تنظمها مجلة "دبلوماتيكا" إلى الداخلة، عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي مكنتهم من أن يتعرفوا على التقدم والإنجازات التي تحققت في المنطقة، وعلى الخصوص في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري. وتتوفر جهة وادي الذهب-الكويرة على مؤهلات اقتصادية كبيرة في مجالات الصيد البحري والفلاحة والسياحة والتي توفر غنى هاما وفرصا للاستثمار وإمكانات كبيرة للتنمية. ويشكل قطاع الصيد أهم قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة، حيث ان منتوج هذا القطاع سجل 188 الف و658 طن سنة 2008، وذلك بقيمة إجمالية بلغت أزيد من مليون درهم. وتتميز جهة وادي الذهب-الكويرة بغنى مواردها البحرية وتوفرها على أزيد من 78 وحدة لتجميد ومعالجة منتوج الصيد، توفر 633 منصب شغل قار وثلاثة آلاف و46 منصب شغل موسمي. كما تكتسي هذه الجهة أهمية على المستوى الفلاحي من خلال استغلال 5ر529 هكتار داخل ست مساحات مسقية على مدى 1434 هكتارا في فضاء يتكون من 70 كلم بضواحي مدينة الداخلة، كما تتوفر على امكانيات سياحية هائلة تعتمد على مناظر متنوعة من شأنها أن تشكل أقطابا سياحية واعدة على مستوى الاقاليم الجنوبية. وقد استقبلت هذه الجهة، التي ستشكل وجهة سياحية بامتياز، سنة 2008 أزيد من 45 الف زائر مغربي وأجنبي. ومن أجل النهوض بالقطاع السياحي بالجهة، تتوخى السلطات تهيئة منطقة سياحية جديدة على بعد 45 كلم من مدينة الداخلة التي ستعزز الطاقة الاستيعابية للجهة بأزيد من خمسة آلاف سرير، كما ستعرف الجهة إحداث ملعب لكولف الصحراء الذي يعد الثاني من نوعه على المستوى العالمي. كما من المرتقب أن تعرف الجهة إحداث محطة لتوليد الطاقة الريحية سيتطلب انجازها اعتمادا ماليا يفوق 15 مليار درهم. وبخصوص البنيات التحتية، فإن الشبكة الطرقية بالجهة، التي كانت لاتتجاوز 67 كلم سنة 1979، عرفت تطورا ملحوظا لتبلغ في الوقت الراهن ما مجموعه ثلاثة آلاف و369 كلم. وتعزى الدينامية التي تعرفها الجهة في مجال الاستثمار، إلى التقليص من حجم الضرائب المرتبطة بعملية اقتناء ادوات الانتاج ومعدل الضريبة على الدخل والاستفادة من نظام تفضيلي للتنمية الجهوية. وقد أثمرت الجهود التي بذلتها الحكومة في تحسين مناخ الاستثمار بالجهة، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية بشكل ملحوظ. وبفضل المشاريع المنجزة او تلك التي في طور الانجاز تبرهن الجهة على أنها قطب حقيقي للتنمية السوسيو-اقتصادية.