صرح متحدث باسم وزارة الأوضاع الطارئة الروسية، أن حرائق الغابات أصبحت على بعد نحو ستين كيلومترا فقط من موقع مفاعل تشيرنوبل النووي، في حين تكافح فرق الإطفاء لإبقاء النيران بعيدة عن بلدة ساروف التي تضم مفاعلاً نوويا رئيسياً. وعبر خبراء البيئة عن قلقهم من أن تطلق الحرائق تلوثا إشعاعيا إلى الغلاف الجوي إذا بدأ الدخان ينبعث من حرائق الغابات بمنطقة بريانسك ، جنوب غرب موسكو ، التي تلوثت بالغبار الذري في كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986. لكن رئيس المركز الوطني للأزمات، فلاديمير ستيبانوف، أكد أن الحرائق في إقليم بريانسك لم تتسبب في زيادة الطاقة الإشعاعية في البيئة كما أن ألسنة اللهب في المناطق الملوثة سوف يتم إخمادها خلال يوم. وحسب الخبير بشأن تشيرنوبل والمتخصص بعلوم الأرض والبيئة بجامعة بورتسموث البريطانية، جيم سميث، فإن المخاوف من انتشار الغبار الذري مبالغ بها، والمخاطر الصحية الفعلية لذلك ضئيلة ومن غير المحتمل أن تؤثر على رجال الإطفاء، لأن أغلب النشاط الإشعاعي هو في التربة التي لن تتأثر بالحرائق، بينما لا يوجد في النباتات سوى كمية ضئيلة. مفاعل ساروف من جهة ثانية ، صعدت فرق الإطفاء جهودها لإخماد الحرائق قرب موقع مفاعل الأبحاث النووي الرئيسي الذي تصنع فيه كذلك الأسلحة النووية في بلدة ساروف ، بمنطقة نيزني نوفغورود، الواقعة على بعد نحو 500 كلم شرق موسكو. وبينما لم تسجل أي حرائق في المنطقة ذاتها ، إلا أن النيران تستعر في محمية طبيعية مجاورة منذ نحو أسبوع. وقد جندت السلطات أكثر من 3400 شخص لمنع النيران من الانتشار إلى البلدة التي تعتبر منطقة مغلقة أمام الزوار الأجانب، كما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي السابق. ويقول عمال إطفاء إنهم فقدوا السيطرة على النيران في غابة توكوشيفو الواقعة في المحمية، وإنهم بحاجة إلى مزيد من المروحيات والطائرات لإخماد النيران. الأجواء في موسكو في هذه الأثناء ، بدأت سماء موسكو صافية بفضل قوة الرياح التي ساعدت في انقشاع سحب الدخان الذي غطى سماء المدينة لأيام، وأدى إلى ارتفاع حاد في معدل الوفيات. وسار الناس في شوارع العاصمة طوال يوم الخميس الماضي ، دون أقنعة الدخان التي انتشرت في كل مكان، كما أصبح بالإمكان رؤية برجي الكرملين، وقباب كاتدرائيات الأرثوذكس دون حجاب الدخان الذي غلفها لأسبوع. يأتي ذلك مع إعلان رئيس المركز الوطني للأزمات، أن عدد الحرائق ومساحات الأراضي المحترقة قد تراجع خلال ال24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن هناك نحو 560 حريقا مازال مشتعلا في الغابات بأنحاء روسيا والتي تغطى مساحة تقدر ب80 ألف هكتار ، أي بانخفاض مقداره عشرة آلاف هكتار . كما رفع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف ، حالة الطوارئ في ثلاث من سبع مناطق تأثرت بحرائق الغابات. وكان الكرملين أعلن في الثاني من غشت الجاري، حالة الطوارئ في سبع مناطق بعد أن أشعلت أسوأ موجة حر تشهدها البلاد منذ تسجيل درجات الحرارة الحرائق في آلاف الأفدنة من الغابات، مما أسفر عن مقتل 54 شخصا وتشريد الآلاف. محصول الحبوب من ناحية ثانية ، أعلن الرئيس الروسي أن رُبع محاصيل الحبوب في البلاد احترق خلال الصيف الحالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ولفت ميدفيديف إلى أن السلطات ستخصص حوالي 1.2 مليار دولار لمساعدة منتجي وموردي القمح الذين اضطروا إلى وقف نشاطهم التصديري، على خلفية قرار الحظر المؤقت الصادر عن الحكومة. وكانت الحكومة أصدرت، الأسبوع الماضي، حظراً مؤقتاً على تصدير القمح ابتداء من 15 غشت الجاري وحتى 31 دجنبر المقبل، لكن وزارة الزراعة أعلنت إمكانية تصدير ما بين مليونين و4.5 ملايين طن من الحبوب خلال العام الزراعي الحالي.