وقد قامت الشرطة باغلاق عدد من مواقع الحرائق واعتبارها مسرحا للجريمة بينما تكافح فرق الاطفاء وقوات الجيش عشرات الحرائق ويتوقع ان يساعد انخفاض درجات الحرارة في السيطرة عليها. ووصلت المساحات التي تأثرب بهذه الحرائق اكثر من 3 آلاف كم مربع. ففي ولاية فيكتوريا ما زال هناك اكثر من 30 حريقا تحاول فرق الاطفاء السيطرة عليها بينما هناك عدد اخر من الحرائق في ولايتي نيو ساوث ويلز وساوث استراليا المجاورتين لكنها تحت السيطرة وبعيدة عن التجمعات السكنية. وقد اعلن رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود عن تخصيص 7 ملايين دولار امريكي لضحايا الحرائق وان قوات الجيش ستساهم في جهود الانقاذ. وقد تم نشر عشرات الآلاف من قوات الاطفاء معززة بقوات الجيش في المناطق المنكوبة. وامتدت الحرائق الى العديد من البلدات الواقعة شمال ملبورن، وتسببت بأضرار كبيرة. ولقي عدد من الأشخاص حتفهم في سياراتهم وهم يحاولون الفرار من ألسنة اللهب التي تنتقل بسرعة ووصف رود الذي زار المناطق المنكوبة الحرائق بأنها مأساة كبيرة للبلاد بأسرها. وقد دمر لحد الآن 640 منزلا في ولاية فيكتوريا، كما انقطع التيار الكهربائي على حوالي 14 الف منزل ومعظم القتلى من مجموعة بلدات الى الشمال من ميلبورن. ويقول مراسل بي بي سي في سيدني فيل ميرسر ان جثثا متفحمة انتشلت من عدة سيارات. وقال رئيس الحكومة المحلية بفيكتوريا جون برمبي انه قبل عرضا من الحكومة المركزية بارسال قوات الجيش لدعم جهود الاغاثة. وقد دمرت بلدات باكملها في الحرائق التي انتشرت على مساحات كبيرة واججتها الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة. ورغم انخفاض درجات الحرارة نسبيا، فان المسؤولين لا يتوقعون خمود النيران الا في حالة تساقط امطار مهمة. ووصف شهود عيان المشاهد قائلين ان علو السنة اللهب بلغ عشرات الامتار، بينما "انفجرت الاشجار" وانهمر الرماد كالمطر. وهدد نيثن ريس، رئيس حكومة نيو ساوث ويلز المحلية بان كل من ثبث ضلوعه في تلك الاعمال يواجه 25 عاما في السجن. وقالت شاهدة لاذاعة محلية ان المشاهد كانت مريعة في بلدتها ستراثيوين، حيث اتت النيران على المدرسة ومبنى البلدية وغيرها، وقتلت اصدقاء واقارب. وينتظر الناجون انباء عن المزيد من القتلى. وافادت تقارير بان النيران اتت على بلدة ماريسفيل باكملها، لكن سكانها ال500 احتموا منها في منتزه قريب، الا واحدا لقي حتفه. يذكر ان الحرائق ظاهرة مألوفة في استراليا، وكان اسوأها قد خلف 75 قتيلا في 1983 في ما صار يعرف ب"ثلاثاء الرماد."