تعج قاعات جلسات غرف الجنائية بمحاكم المملكة بقضايا الاغتصاب وهتك عرض القاصرين (ذكورا وإناثا) وهو موضوع يستدعي من مختلف الفاعلين طرحه للنقاش بعيدا عن التشنج ، والتوظيفات، والركوب على موجات الضغوط الدولية، وكذا إبراز الخروقات المرتكبة من بعض الفاعلين تحت عنوان «الدفاع عن حقوق الضحايا»....إلخ. في انتظار أن يتحرك من يعنيه الملف نقدم فيما يلي بعض نماذج قضايا هتك عرض قاصرات عرضت على غرفة الجنايات بملحقة سلا بهدف الاستئناس، مع التأكيد على ضرورة ملامسة الواقع، ومراعاة المحيط الاجتماعي والأخذ باختلاف مناطق المملكة عند إعادة النظر في السياسة الجنائية، واعتماد معطيات وطنية دقيقة: علاقة غرامية تنتهي بزواج من داخل السجن: قضت المحكمة في الملف الأول، المتابع فيه متهم واحد مزداد سنة 1987 بدون مهنة، بسنتين حبسا موقوفة التنفيذ بعد ثبوت تهمة ممارسة الجنس وافتض بكارة قاصرة من خلال استغلال سذاجتها وصغر سنها. وأكدت الضحية عند الاستماع إلى والدتها/ ولية أمرها أنها كانت مرتبطة بعلاقة غرامية مع المتهم، الذي أرغمها يوما على الذهاب معه إلى أحد المنازل ومارس عليها الجنس وافتض بكارتها، وهو ما تم الإقرار به من قبل المتهم. وقد راعت هيئة الحكم خلال مداولاتها عقد القران الذي أبرمه المتهم مع بالضحية وظروفه الاجتماعية وعدم سوابقه القضائية. وتوبع الظنين في حالة اعتقال بتهمة جرائم هتك عرض قاصرة بالعنف نتج عنه افتضاض والتغرير بها، حسب مقتضيات الفصول 471،و485، و 488 من القانون الجنائي. الالتحاق بمنزل العشيق لمدة سنة : كما صدر نفس الحكم على متهم، أعزب من مواليد 1985، بعد أن تزوج هو الآخر بالضحية، إثر متابعته بتهم هتك عرض قاصرة نتج عنه افتضاض بكارتها، والتغرير بها. وصرحت القاصرة أنها كانت على علاقة غرامية بالمتهم لمدة سنة كاملة، حيث كانت تعمل كخادمة لدى إحدى الأسرة والتقت بالمشتكى به الذي وعدها بالزواج وطلب منها مغادرة «العمل» والالتحاق بمنزله وظل يمارس عليها الجنس الى أن افتض بكارتها عن طيب خاطرها. بلاغ بالاختطاف!؟ يستفاد من معطيات النازلة الثالثة أن أب تقدم لدى مصلحة الشرطة القضائية بالخميسات ببلاغ حول اختفاء ابنته القاصر رفقة جارتها القاصرة هي الأخرى، بعد أن خرجت منذ يومين من المنزل دون الرجوع إليه... مضيفا أنه خلال تحرياته تمكن من الاتصال هاتفيا بالقاصرة الأخيرة التي اكدت له أن ابنته قضت الليلة الفارطة رفقة خليلها (خ . م) العاطل والمزداد سنة 1985. الالتحاق بالمسكن المهجور: صرحت القاصرة الثانية أنه بطلب من صديقتها التحقت بها وتوجهوا إلى مسكن مهجور بضواحي مدينة الخميسات، حيث مارست هي الجنس رفقة عشيقها برضاها بجانب صديقتها وخليلها... تكتم عن افتضاض البكارة: أقرت القاصرة الأولى بعلاقتها الغرامية التي دامت حوالي سنة نتج عنها افتضاض بكارتها، وهو الأمر الذي تسترت عليه وظلت تمارس الجنس مع خليلها الذي منعها يوم الواقعة من الرجوع إلى منزل والديها موعدا إياها بالزواج.. واعترف هذا الأخير بافتضاض بكارة الضحية وممارسة الجنس عليها عن طيب خاطر، وهو ما اعترف به المتهم (ع. م) الصباغ من مواليد 1980 بخصوص الضحية القاصرة الثانية. تبرئة المتهم واتهام ابن الخالة: صرحت الضحية الثانية/ القاصرة لدى قاضي التحقيق أن المتهم (ع. م) لم يهتك عرضها ولم يفتض بكارتها، بل لم يسبق أن مارس عليها الجنس، وأن ابن خالتها هو الذي اعتدى عليها جنسيا، موضحة بأنها لم تصرح للشرطة القضائية بكون المتهم (ع.م) مارس عليها الجنس، بل أكدت فقط بأنه قضى معها الليلة رفقة (خ.م) وخليلته.. سنتان حبسا توبع المتهمان بتهم هتك عرض قاصرة بالعنف نتج عنه افتضاض والتغرير بقاصرة، وهتك عرض قاصرة دون الافتضاض. وبعد المداولة قضت المحكمة بمؤاخذة كل واحد من المتهمين بسنتين حبسا نافذا بعد تمتيعهما بظروف التخفيف ولعدم سوابقهما القضائية.