أعتقد أن من أسباب انتشار وشهرة قناة الجزيرة... إقبال المغاربة بنسبة كبيرة على مشاهدتها بحيث كانت جميع مقاهي مدينة الدارالبيضاء الراقية والشعبية وربما جميع مقاهي المدن المغربية تستقطب روادها ببث برامجها. مما أغرى مسؤولي القناة القطرية على الإنفتاح على المغرب واستضافة رموزه ونجومه من رجال السياسة والدين والأدب والفن والرياضة ضمن برامجها الحوارية وتغطية أحداثه في نشراتها الاخبارية. ولمغازلة المشاهين المغاربة فكرت القناة في نهج خطاب المعارضة على أساس أن الجرائد المستقلة المعارضة تحظى برواج لدى المواطنين فأصبحت قناة الجزيرة تسلط فلاشات كاميراتها على لقطات الأزبال والنفايات والعشوائيات، وتبرز في نشراتها أخبار الاحتجاجات والاضرابات والجرائم والبغاء والمخدرات والمآسي الاجتماعية والكوارث الطبيعية تم وصلت بها الوقاحة والدناءة إلى المس بمقدسات بلادنا والترويج لأطروحات اعداد وحدتنا الترابية للتشكيك في مغربية صحرائنا. وهكذا أخطأت القناة القطرية في سوء فهمها لطبيعة المغاربة... وارتبكت في تقديرها للانفتاح الذي تعيشه بلادنا في العهد الجديد الذي يطمح لتطهير الجو السياسي وتخليق الحياة العامة فإذا كانت المعارضة عندنا تفضح بكل شجاعة مظاهر الفساد ببلادنا فان الحكومة تسهر بكل مسؤولية لمحاربته. وإذ كانت المعارضة تستنكر ترويج المخدرات والبغاء وانتشار الجريمة واستفحال الرشوة فإن المواطنين لا يسمحون لمن يطعن في شرف نسائنا ولا من يستخف بعقول أبنائنا وبناتنا ولا من يشكك في نزاهة قضائنا ولا من يستهين بيقظة رجال أمننا وعند استعر تكالب قناة الجزيرة على أوضاعها الاجتماعية والسياسية وصدع نباحها أجواءنا... لم يعد المغاربة يستأنسوا ببرامجها... فالمغاربة الآن عندهم الجرأة علي نشر غسيلهم.. لتنظيفه ويمتلكون الفضيلة لكشف عيوبهم لاصلاحها... ولكنهم لا يسمحون لأحد بالشماتة.. بمشاكلهم. وهكذا أصبحت المقاهي الآن في مدينة الدارالبيضاء تقاطع برامج قناة الجزيرة.