كشفت المصادر المهتمة بقطاع الإعلام في المغرب عن عزم السلطات إنشاء قمر اصطناعي جديد يقوم المدير العام للقطب الإعلامي المتجمد فيصل العرايشي بإعداد التصور الخاص للقمر وكذا حجم التمويل المخصص لهذا المشروع الضخم ، وسيضم القمر الجديد جميع القنوات التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بالإضافة إلى القناة الثانية ، وسيتم اعتماد نظام قياس للمشاهدة وذلك لمعرفة حجم إقبال الجمهور المغربي على القنوات المحلية الموجهة للمغاربة بشكل خاص . إلا أن المتابعين للشأن الإعلامي المغربي لم يروا في القمر الصناعي الجديد أي إضافة للمشهد الإعلامي المغربي، فأغلب المحللين المغاربة ينتقدون المشرفين على القنوات المغربية كونهم لم ينتصروا للمشاهد المحلي في بث الأنباء التي تهم شؤونهم اليومية. ويمكن حصر هذهالانتقادات في النقاط التالية : · اعتماد الرؤية الأحادية في تغطية الأحداث دون عرض وجهات النظر الأخرى مما يعني هجران أغلب الحاملين لوجهات النظر الأخرى للقنوات المحلية والتوجه إلى قنوات غير مغربية تغطي الأحداث المغربية وفق رؤية متوازنة مثل قناة الجزيرة القطرية . · تدخل الرقيب في بث جلسات الاستماع العمومية التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السبعينيات ، حيث تم الإفصاح عن ذلك بعد استصدار قرار قضائي يمنع يومية الجريدة الأولى من نشر وثائق الهيئة ، وكذلك تتبع المشاهدين المغاربة للحظات مهمة من التاريخ المغربي المتجاهل عبر قناة الجزيرة القطرية خاصة في برنامج " شاهد على العصر " والذي استضاف شخصيات مغربية لم يعرفها المشاهدون إلا عبر قناة الجزيرة . · رغم اعتراف هيئة الإنصاف والمصالحة التي تم إنشاؤها من قبل الملك محمد السادس ، رغم اعترافها بوجود سجون سرية في المغرب تعرض خلالها المعتقلون في السبعينيات للتعذيب لم يقم الإعلام المحلي بإنجاز تحقيقات صحفية حول تلك السجون ، بينما انفردت قناة الجزيرة القطرية بإنجاز تحقيق حول سجن "قلعة مكونة "في برنامج " نقطة ساخنة " حظي بمتابعة واسعة من قبل المشاهدين المغاربة . · تجاهل قناة العيون الجهوية للحراك السياسي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية ، حيث الاهتمام باعتصامات المعطلين دون الإفصاح عن هوياتهم السياسية ، وعرض وجهة نظر السلطات المغربية حول نزاع الصحراء دون عرض وجهات النظر الأخرى والتي يعلم بها سكان الصحراء مما يجعل القناة الجهوية الموجهة إليهم قاصرة في تغطية الأحداث التي تهمهم . · رداءة الإنتاج المحلي المغربي طوال السنة وعدم تلبيته للطلب الشعبي في إنتاج برامج ذات جودة عالية في أوقات الذروة خاصة في شهر رمضان ، والإفراط في بث المسلسلات التركية والكورية والمكسيكية وما ينجم عن ذلك من خسائر في تشتيت النسق القيمي للمشاهد ،وكذلك الخسائر المالية التي يتم خصمها من دافع الضرائب المغربي ثمنا للإنتاج المحلي والمسلسلات الأجنبية . ويزداد حنق الإعلاميين والمشاهدين المغاربة حول التلفزيونات المحلية بعد اعتماد وثيقة الفضائيات من قبل وزراء الإعلام العرب والتي يعتبرونها إجهازا على حقوق المتلقين في الحصول على المعلومات التي تهم شؤون بلدانهم وكذلك مصادرة للانفتاح الإعلامي الذي دشنته قناتي الجزيرة والمنار انتصارا لهم . كما أنهم ينددون بعزم الكونغرس الأمريكي اعتماد مشروع قانون يصنف القنوات التي تحظى بمشاهدتهم إلى قنوات معادية وغير معادية . ومن خلال ما سبق يبدوا أن المغاربة غير مرحبين بفكرة المشروع الجديد مادامت أغلب القنوات المحلية لا تلبي حاجتهم في إعلام محترف ، ومادامت الأموال التي ستصرف على المشروع تنظافإلى الأموال التي صرفت على قنوات جديدة لا يشاهدها أحد .