تداولت الأوساط الإعلامية الوطنية في الآونة الأخيرة، عزم مسؤولي القطاع السمعي البصري الوطني، إنشاء قمر اصطناعي مغربي، أوكلت مهمة الإشراف عليه لفيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للقطب العمومي للإعلام السمعي البصري بالإضافة إلى تكليفه بوضع تصور خاص للقمر الجديد، وكذا حجم التمويل المخصص لهذا المشروع الضخم. وسيقدم القمر الاصطناعي الجديد، جميع القنوات التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بالإضافة إلى القناة الثانية، فضلا عن قنوات فضائية أجنبية. وسيمكن القمر الاصطناعي الجديد، وفق ورقة تقنية للمشروع تداولته مجموعة من المواقع الإلكترونية الوطنية والعالمية، من تقديم برامج القنوات الوطنية لفئات عديدة من الجمهور المغربي والعربي الموزع عبر مختلف أنحاء العالم، في مقدمتها أوروبا والمنطقة العربية. ويأتي المشروع الجديد، حسب مسؤول في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في الوقت الذي تعرف فيه القنوات المغربية، خاصة التي تقدم على أقمار اصطناعية غير مقبل عليها في المغرب والعالم، تدني نسب مشاهدتها، بالإضافة إلى عدم تحقيق الأهداف المتوخاة من التلفزة الرقمية الأرضية "تي إن تي" إلى غاية نهاية سنة 2009، خاصة أن مشروع "تي إن تي" يهدف إلى التخلي عن البث عبر التلفزة الأنالوجية (البث التناظري)، ابتداء من نهاية سنة 2012. وسيحمل القمر الاصطناعي الجديد اسم "ماروك سات"، وسيبث بالدرجة 10 شرقا. وسيشتغل القمر الاصطناعي المغربي الجديد بتوظيف أحدث الأجهزة التقنية الرقمية المتطورة الموظفة في كبريات الأقمار الاصطناعية العالمية. ومن المرتقب أن يكون المشروع الجديد جاهزا، خلال الأشهر القليلة المقبلة، بهدف الشروع في عملية إطلاقه جوا، وكذا بداية اشتغاله والتقاطه للقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية. وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن فريق عمل بإشراف العديد من الطاقات المغربية الشابة، سيشرع قريبا في الترويج للمنتوج الإعلامي الجديد للإعلام السمعي البصري، الذي يعد واحدا من أضخم مشروع في مجال الاتصالات المعلوماتية التي يعرفها المغرب. ويراهن المغرب من خلال هذا القمر على مواكبة التطور المعلوماتي، الذي تعرفه العديد من الدول العربية، وكذا لجعل هذا القمر في متناول العديد من القنوات الفضائية خاصة المنتمية إلى المنطقة العربية، كما سيعمل على مواجهة باقة الأقمار الاصطناعية "نايل سات" المصرية، بالإضافة إلى شبكة القمر الاصطناعي "عرب سات". يذكر أن المغرب يلتقط كل قنوات الفضائية على الأقمار الاصطناعية "نايل سات" و"عرب سات" بالنسبة إلى المنطقة العربية والقارة الآسيوية، و"هوتبورد" بالنسبة للقارة الأوروبية، وقمر "أسترا" بالنسبة إلى القارة الأميركية، وينسق مع هذه الأقمار مديريات متخصصة محدثة لهذا الغرض بكافة القنوات التلفزيونية الوطنية. تجدر الإشارة إلى أن القطب العمومي للاتصال السمعي البصري، مكون من القناة الأولى، التي يشرف عليها مباشرة المدير العام ل"س ن غ ت"، والقناة الثانية التي يديرها سليم الشيخ، وقناة "الرياضية" التي يديرها طارق النجم، وقناة "الرابعة" التي تديرها ماريا لطيفي، وقناة "المغربية" التي تنتظر تعيين مدير جديد لها خلفا لإدريس المريني المحال على التقاعد، وقناة "السادسة" (محمد السادس للقرآن الكريم)، التي يشرف عليها إدريس أولحيان، وقناة "أفلام تي في"، التي يشرف عليها المدير المركزي للإنتاج والبرمجة، العلمي الخلوقي، بالإضافة إلى قناة "الأمازيغية" التي أطلقت أخيرا، ويديرها محمد مماد. ياسين الريخ | المغربية