شكل إطلاق القناة الإخبارية الوثائقية "ميدي أن سات"، منعطفا هاما في الحقل الإعلامي المرئي بالمغرب. فقد استطاعت هذه القناة الحديثة النشأة، كسْب مكانتها بالبيوت المغربية والمغاربية عامة بالمهجر. ويأتي هذا المكسب الذي حققته هذه القناة، نتيجة لمسارها الإخباري المتطور وتوجهها المغاربي في برامجها إضافة إلى إزدواجية اللغة المستعملة (العربية/الفرنسية)، بحيث أصبحت القناة في وقت وجيز تطور أساليب عملها وأضحت تتربع على موائد الجاليات المغاربية بالمهجر خاصة الناطقة باللغة الفرنسية كبلجيكا وفرنسا. ويقول متتبعون إعلاميون أن بريق هذا المولود الإعلامي يكتسب قوته من "تخصصها في الاتجاه الإخباري الوثائقي الصرف، الشيء الذي أعطى المشاهد المغاربي متنفسا إعلاميا يتماشى وتقاليد المُشاهدة لدى أغلبية المهاجرين والتي تكون عائلية جماعية، مما سحب البساط من قنوات مغاربية أخرى غير متخصصة، كانت إلى وقت قريب مفروضة على المشاهد المغاربي في ضل فراغ إعلامي لا يحترم ذكاء ورغبة هذا المشاهد في إعلام جاد"، ويضاف إلى ذلك اهتمام من طرف أرباب المقاهي ونوادي المهاجرين ببلجيكا، حيث تلقى القناة متابعة مميزة تجعلها القناة المفضلة لدى معظم نوادي ومقاهي المهاجرين بعد قناة الجزيرة الإخبارية. ويكمُن إشعاع القناة أيضا في إذاعتها لبرامج وثائقية مميزة وبثها لبرامج حوارية ونقاشات جادة وخلقها لمناخ من الحرية يهم الملفات المغاربية والأورو متوسطية من خلال استضافتها لشخصيات هامة ومرموقة، إضافة إلى اشتغالها بتقنيات عالية وإستضافات مباشرة على الهواء من مختلف بقاع العالم لمتخصصين وساسة. هذا وقد سبق لاستطلاعات راي سابقة بالجزائر، أن برزت أن القناة تتابع بشكل مُلفت، وعزت ذلك لاستعمالها اللغتين العربية والفرنسية واهتمامها بملفات وقضايا مغاربية إضافة إلى تواجد إعلاميين بالقناة ينحدرون من دول المغرب الكبير إضافة إلى صحفيين من المنطقة الاورو متوسطية كفرنسا وسوريا ولبنان وعدم الاكتفاء بصحفيين محليين، الشيء الذي يُعطي إضافة نوعية للقناة والعمل الصحفي بها. يُذكر أن قناة "ميدي أن سات"، أصبحت قناة مغربية خالصة بعدما كانت مشروعا فرنسيا مغربيا مشتركا أيام الرئيس جاك شيراك، ومع غياب غامض للدعم المالي من طرف فرنسا، قامت عدة شركات مغربية بينها اتصالات المغرب والبنك الشعبي والصندوق المهني للتقاعد بشراء معظم أسهم القناة التي تتخذ من المنطقة الحرة بطنجة مقرا لها. [email protected]