وأخيرا منعت السلطات المغربية الجزيرة من العمل في الرباط ، فقبل ساعات فقط راسلت السلطات المغربية القناة ومنعت بث النشرة المغاربية التي تقوم القناة ببثها على الساعة ضمن حصاد الليل . ولم تعط السلطات المغربية الأسباب المقنعة لهذا المنع حسب ما نشرته الجزيرة على شاشتها ، وبذلك تكون تلك التنبؤات التي كانت تروج على لسان العديد من الصحفيين المغاربة وتؤثث الجرائد الوطنية من قبل قد تحققت . كنا جد متيقنين أن السلطات المغربية غير راضية على قناة الجزيرة وعلى مكتبها بالرباط الذي يحاول أن يفتح ملفات لم يتمكن الإعلام الوطني من فتحها مثل الملفات الحقوقية والاجتماعية كالفقر والهشاشة الاجتماعية ، بل تمكنت القناة من استضافة المهمشين في البلاد والمعارضين ومنحهم الحق في التعبير على شاشتها . لقد كان هذا القرار مرتقبا ولم يكن مفاجئا لأننا نعرف أن المغرب شارك في القمة االعربية لوزراء الإعلام العرب المنعقد قبل شهور والتي خرجوا فيها بوثيقتهم المشهورة حول تنظيم العمل الفضائي العربي ، فبعد القرار الذي طال قناة " الحوار " بمنعها من البث على القمر الاصطناعي " نايل سات " يأتي ور قناة الجزيرة بمنع النشرة المغاربية التي تبث من الرباط . لا يمكن للسلطة في المغرب أن تتقبل النقد من قناة مشهورة عالميا وتستحوذ على أكبر عدد من المشاهدين والمتتبعين عربيا وعالميا. وبالتالي فهذا القرار السياسي المتوقع منذ وقت طويل لم ينزل على المشاهدين للقناة مثل الصاعقة كما يقال في المثل ، بل كان خبرا عاديا لأن الأنظمة العربية عموما والنظام المغربي واحد من هذه الأنظمة لا تقبل النقد وكل انفتاح يبدو منها هو مجرد فسحة أمل سرعان ما تخبو وتذهب أدراج الرياح .