هل استصغر النادي القنيطري خصمه أولمبيك آسفي وهو يستقبله في ملعبه ،هل فشلت تعويذة أوسكار في فك مفاتيح خطة مدرب آسفي كوجي لوران ،لماذا لم تلعب عناصر النادي بنفس القوة التي أبانت عنها في المقابلتين الأخيرتين أمام الوداد وخريبكة ،هل يريد اللاعبون تصفية حساب معين مع جهة ما ، هل حصل تواطؤ من جهة ما في الفريق لإنهاء المباراة بالخسارة ؟؟ كثيرة هي الأسئلة التي تناسلت خلال وبعد المباراة لكن هناك استنتاج واحد يمكن ترجيحه ومن الصعب تجاهله من طرف كل الذين تابعوا اطوار المباراة التي جرت بالقنيطرة برسم الدورة 27 من بطولة الصفوة. فقد كان الكثيرون من محبي الكاك من جمهور ومنخرطين وفاعلين رياضيين الذين حضروا بكثافة الى الملعب البلدي لمؤازرة ناديهم متيقنين ان فريقهم الذي قام بإنجاز هام خارج قواعده عندما تعادل مع الوداد وانتصر على خريبكة قادر على هزم فريق آسفي القابع في مؤخرة الترتيب من أجل تأمين بقائه في القسم الوطني والابتعاد نهائيا عن منطقة الخطر،لكن ما حصل كان مختلفا عما تم تصوره وبدا خارجا عن المألوف فمنذ إعطاء إشارة انطلاقة المباراة من طرف الحكم منير مبروك من عصبة البيضاء استسلم القنيطريون بل فقدوا المبادرة و اللعب السريع الذي امتازوا به وفي أغلب الأحيان كانوا يرتدون الى الوراء للدفاع علما ان المطلوب هو الهجوم وارتكبوا أخطاء ببشاعة وتهاون استغلها المسفيويون لتهديد مرمى يوسف بنمويح عدة مرات ،ولم يسجل طيلة الشوط الأول ولا محاولة جادة واحدة لحسم المباراة لصالحهم.. في الشوط الثاني اعتقد الجمهور ان النادي القنيطري سينتفض ويبادر الى التسجيل لتحقيق الإنتصار المنتظر، لكن وأمام استغراب وذهول الجميع واصل اللاعبون نفس الأداء ، لعب بدون « نفس» ولا حماسة وما أثار الدهشة قيام أوسكار في د 70 باستبدال المهاجم عبد المولى برابح بالمدافع إدريس لعناية وعدم إقدامه على تغييرات تهم لاعبين كانوا كالأشباح في رقعة الملعب، وأمام تعطل آلة الكاك فعل مهاجما آسفي المهدي النملي وعبد الغني السملالي ما أرادا وسط معترك القنيطريين ،وفي منطق الكرة فإنك إذا لم تخض النزال من أجل الانتصار فإنك مرشح للهزيمة وذلك ما حصل دقيقتين بعد إقحام لاعب اسفي كوعلاص نبيل مكان اللاعب محمد العنصري إذ سجل الأول هدف السبق في د 82 في الأنفاس الأخيرة من المباراة .. ولم يكن الجمهور القنيطري ينتظر هذا الهدف للتنديد بالجو غير العادي الذي تجري فيه المقابلة فقد ترددت كلمات « البياعة « و « عقنا بكم « في أرجاء المدرجات العارية ،أما بعد الهدف فلأول مرة اشترك الجمهور في جميع جنبات الملعب في شجب ما اعتبره تلاعبا بمصير النادي وسمعته وتاريخه واستخفافا بأنصاره ومحبيه ..وواجه اللاعبون وهم يغادرون الملعب غضب وسخط الجمهور الذي نادى بضرورة رحيل رئيس النادي .. التنديد أيضا جاء من بعض العناصر في المكتب المسير للكاك حيث لم يستسيغوا الطريقة التي انهزم بها الفريق وعبروا عن غضبهم مما حصل .. والمدرب اوسكار نفسه ظهر أمام لاعبيه في مستودع الملابس حائرا حيث تساءل « انتم لستم اللاعبين الذين أعرف» ،فيما ارتفعت عدة أصوات تطالب بعدم التسرع وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الهزيمة ومحاسبة المسؤولين ... وبديهي ان النتيجة ليست في مصلحة الكاك إذ بقدر ما أبقته في دائرة الحسابات الضيقة وقريبا من المنطقة الحمراء مهددا بشبح النزول بقدر ما فجرت غضبا وسخطا عميقا وسط الجمهور الذي تزعزعت ثقته و دب الشك في نفسه حيال مصير فريقه وأسلوب تسييره بعدما تصالح مع ناديه في الدورات الأخيرة وعاد بقوة الى تشجيعه ومؤازرته سواء داخل ملعبه او خارجه من أجل الاستمرار في قسم النخبة.. ومن جهته اعتبر مدرب آسفي كوجي لوران في الندوة الصحفية التي حضرها بمفرده عقب المباراة النتيجة مشجعة لمواصلة المغامرة في المباريات التي بقيت من عمر البطولة لتحقيق هدف البقاء،وهو يثق في لاعبيه والإطار التقني وعزا الانتصار الذي تحقق الى العمل الذي تم على المستوى البدني والتكتيكي والنفسي وأضاف ان الفريق المسفيوي عرف كيف يخنق النادي القنيطري عندما سيطر على وسط الميدان وسد جميع الممرات وهو ما ساهم في تفوقه ..أما عن الكاك فقد صرح انه يتوفر على لاعبين شبان وسريعين وأثنى على الخصوصا على العروي الذي غاب عن المقابلة بسبب تلقيه ورقة حمراء في المباراة التي جمعت النادي القنيطري بأولمبيك خريبكة ، وعبر عن إنبهاره بالجمهور القنيطري وشكل الإستقبال الذي قام به في الملعب مضيفا انه من الطبيعي ان يغضب حين يخسر الفريق الذي يحبه ...