قال أحمد أجدو، لاعب وسط ميدان فريق الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، إن إصابته تتطلب عشرة أيام من الراحة قبل العودة إلى التداريب، مضيفا أن الطبيب عبد الرزاق هيفتي منحنه فترة راحة، خلال الأسبوع الجاري، ومن المحتمل أن يعود إلى التداريب، بداية الأسبوع المقبل.وتمنى أجدو في حوار مع "الواحة الرياضية"، أن يكون جاهزا لمباراة الدورة 22 من البطولة الوطنية، التي ستجمعهم، الأسبوع المقبل، بفريق الجيش الملكي على أرضية ملعب مجمع محمد الخامس في الدارالبيضاء. وتابع أجدو "من المحتمل أن أكون حاضرا أمام الجيش الملكي، لكن الأهم بالنسبة إلي حاليا هو تحقيق نتيجة إيجابية أمام أولمبيك آسفي، الذي أعتبره فريقا قويا، يكون خطيرا بملعبه". من جهة أخرى، اعتبر أجدو أن الوداد قادر على إنهاء الموسم في الصدارة في حال لم تقف أمامه العوائق مثل الإصابات والغيابات الاضطرارية. أجدو تحدث خلال الحوار التالي عن مواضيع كثيرة، همت وضعه في الفريق، والمدرب الجديد للمنتخب الوطني، واللاعبين المحترفين، وأشياء أخرى تقرأونها في النص التالي: حدثنا، في البداية، عن وضعك الصحي، وسبب غيابك عن مباراة اليوم أمام أولمبيك آسفي؟ خلال المباراة الأخيرة أمام أولمبيك خريبكة، برسم الدورة 20، تعرضت للإصابة في كتفي الأيسر، اضطرتني للتغيب عن مباراة اليوم. طبيب الفريق عبد الرزاق هيفتي منحني عشرة أيام من الراحة، قبل أن أعود إلى التداريب. ما يعني أن غيابي قد يستمر لنصف شهر. ألن يؤثر غيابك كل هذه المدة على فريقك الوداد؟ أتمنى أن لا يؤثر، رغم أنني أعتقد بأن الوداد يملك الآن لاعبين كثر بمستوى كبير، إذ لا فرق بين لاعب أساسي وآخر احتياطي. وأتمنى كما قلت أن لا يؤثر غيابي، خصوصا، خلال المباراتين المقبلتين أمام أولمبيك آسفي والجيش الملكي. أي مباراة تراها الأصعب؟ مباراة أولمبيك آسفي، بكل تأكيد. هذا لا يعني أن لقاءنا أمام الجيش الملكي سيكون سهلا، بل قلت إن آسفي أصعب لعوامل كثيرة. أولها أن الفريق يمر حاليا من فترة فراغ، والأكيد أن لاعبيه سيحاولون مصالحة جماهيرهم على حساب الوداد، وهو الأمر الذي يجب علينا الانتباه إليه. كما أنني متخوف كثيرا من مباراة آسفي، لأنها الأصعب في نظري ضمن المباريات المتبقية، وعلى اللاعبين الحذر كثيرا، والتعامل بجدية كبيرة معها. ومن الأمور التي تجعلها صعبة، إجراؤها في آسفي، ونحن نعلم جيدا أن الوداد عانى كثيرا في ملعب المسيرة، الذي تحج إليه جماهير كثيرة تساند فريقها حتى آخر رمق. من نقاط القوة التي تميز فريق الوداد هذا الموسم، وسط ميدانه. أين تكمن قوة لاعبي هذا الخط؟ وهل غياب أي لاعب مثل أجدو أو سكومة يكون مؤثرا؟ ما يميز فريق الوداد هذا الموسم قوة جميع خطوطه، وليس وسط الميدان فقط. وأعتقد أن المدرب بادو الزاكي، توفق بشكل كبير في خلق فريق منسجم الخطوط، من الدفاع إلى الهجوم، وهو أمر لاحظه الجميع، ويمكن أن أؤكد لك أن هذه القوة لم تأت من فراغ، بل هناك مجهود كبير يبذل من طرف المدرب واللاعبين، وجميع أعضاء الطاقم التقني، على أرضية الملعب خلال التداريب، إذ يجري العمل على أمور تكتيكية بدرجة أولى، حتى يستطيع اللاعبون الانسجام مع طريقة المدرب. ومن الأمور التي تزيد في قوة الفريق العمل الجيد، الذي يقوم به المعد البدني، عبد الرزاق العمراني، الذي كان له أثر كبير، عندما توفق بدوره في إعداد اللاعبين بدنيا وبشكل جيد ليستطيعوا لعب جميع المباريات بإيقاع واحد، وطيلة 90 دقيقة. الوداد أصبح قادرا على مجاراة مباراة حتى نهايتها وبالإيقاع نفسه، إلا أنه يجد في الوقت ذاته مشاكل كثيرة حتى مع الأندية المتواضعة، وغالبا ما ينهي مباراة بصعوبة لحسابه. ما سبب ذلك؟ في الوقت الحاضر لا أعتقد أننا واجهنا فريقا متواضعا بالشكل الذي، تحدثت عنه، بل واجهنا أندية صعبة المنال حضّرت بشكل جيد للوداد، وهو ما صعب مهمتنا أمامها. ورغم ذلك فاللاعبون استطاعوا تحقيق الفوز في أكثر المباريات إحراجا. فوز تحقق في آخر الأنفاس وبعد معاناة كبيرة.. صحيح، وهو الفوز الذي أفضله أنا شخصيا، لأن طعمه يكون مختلفا، هذا لا يعني أننا لا نريد الفوز وتسجيل الأهداف من البداية، إلا أنني أظن تحقيق الفوز في آخر لحظة أمر إيجابي ويدل على قوة الفريق، وعقلية لاعبه الاحترافية، واستعداده البدني للعب المباراة إلى آخرها. يجب الإشارة أيضا إلى أن الوداد يجد صعوبة كبيرة أمام بعض الفرق التي تأتي إلى الدارالبيضاء لتنتزع التعادل، إذ تعتمد هذه الفرق على خطط دفاعية يصعب معها الوصول بسرعة إلى المرمى لتسجيل الأهداف. خلال الدورات الماضية، اضطرت لجنة البرمجة في الجامعة إلى تأجيل مباريات الرجاء والدفاع الجديدي، منافسي الوداد على اللقب، لمشاركتهما في المنافسات الإفريقية. هل تعتقد أن لعب الوداد مبارياته وانتظار نتائج منافسه، أمر يخدم مصالحه أم العكس؟ أرى أنه أمر جيد بالنسبة إلينا. وأفضل شخصيا أن نلعب مبارياتنا أولا مع تحقيق نتائج إيجابية، لأن ذلك يريح اللاعبين. هذا لا يعني أنني أتمنى هزيمة منافسينا، إلا أن الأمر يصبح سهلا، كما أن الضغط يزول من على عاتق اللاعبين، الذين يخوضون مباراتهم دون أي إكراهات أو ضغوط. الوداد ينافس هذا الموسم على اللقب إلى جانب الرجاء والجديدة، من هو الفريق الذي تجده أقوى منافس لفريقك؟ كما قلت هناك منافسة قوية على اللقب هذا الموسم. الوداد بكل مكوناته حضر بشكل جيد للتتويج، بغض النظر عن منافسينا، وأتمنى كأي ودادي أن ننجح في ذلك، شريطة أن لا تقف أمامنا أي عوائق مثل الغيابات، التي تنتج عن البطاقات الصفراء أو الحمراء، والإصابة. خلال مباراة الخميسات برسم الدورة 19، قال البعض إن غياب الزاكي كان سببا رئيسيا في الهزيمة، ما مدى صحة هذا الطرح؟ الهزيمة أمام اتحاد الخميسات برسم الدورة 19، كانت بسبب عوامل عدة، منها الملعب والجو والتوقيت، وبالنسبة أقل غياب المدرب بادو الزاكي، الذي يكون لحضوره وقع إيجابي على معنويات اللاعبين. ومن أسباب الهزيمة أيضا رغبة لاعبي الخميسات في تحقيق الفوز على حساب فريق الوداد، كما أن هدف المباراة لم يكن جميلا، إن لم أقل إن اللاعب بلبكري كان موضع تسلل. انضم أجدو منذ الصيف الماضي إلى الوداد، واستطاع في فترة وجيزة كسب حب الجماهير، وانسجم بسرعة مع اللاعبين، هل كنت تتوقع كل هذا؟ الوداد فريق كبير، وجمهوره مختلف ومحب. يفتح ذراعيه لجميع اللاعبين ويشجعهم على التألق. وأعتقد أن جماهير الوداد كانت تعرف جيدا اللاعب أجدو، وكانت تتمنى أن تراه بقميص فريقها، وهو ما حصل بالفعل. الآن أنا مرتاح مع الفريق ومرتاح مع جماهيره، وعلاقتي باللاعبين جيدة، وكل ما أتمناه لقب يزيد ارتباطي بالنادي. بعيدا عن الوداد والبطولة الوطنية، هناك حدث على الساحة الكروية الوطنية وهو الإعلان عن مدرب للمنتخب الوطني، من موقعك كلاعب سابق للأسود، هل التأخر يخدم مصالح المنتخب؟ الوضع الحالي يتطلب الإسراع في تعيين مدرب جديد للمنتخب الوطني، حتى نستطيع التحضير للتصفيات الإفريقية المقبلة، التي تنطلق شتنبر المقبل، بشكل جيد، وأي تأخر ليس في مصلحتنا، سيما أن القرعة أوقعتنا مع منتخب جزائري قوي، والظرفية الحالية تحتم علينا بناء منتخب قوي قادر على محو الصورة السيئة، التي ظهرنا عليها خلال التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا 2010. هل تعتقد أن مشكل المنتخب الوطني يكمن أساسا في المدرب؟ أبدا، ولا حتى في المسؤولين، بل الخلل يكمن في اللاعبين أنفسهم. وهنا أقصد بكلامي بعض اللاعبين المحترفين، الذين لا يقدمون المطلوب منهم، ولن يقدموا حتى وإن تعاقدنا مع أكبر المدربين في العالم، وبأضخم راتب. هل أنت ضد اللاعبين المحترفين؟ أبدا، لكنني مع اللاعب المحلي، واللاعبين الذين باستطاعتهم تقديم كل ما في جعبتهم للمنتخب الوطني. فلا يعقل أن نجد منتخبا يضم لاعبين محترفين بنسبة مائة في المائة، لمجرد أنهم يلعبون في أندية أوروبية أو لأن لاعبا سجل خلال مباراة فريقه. شخصيا أفضل لاعبا لا يسجل مع ناديه، لكن يسجل للمنتخب ويقدم مستوى كبيرا. لأن المنتخب الآن في حاجة للاعبين يدافعون عنه، وليس أشخاصا يأتون لقضاء مصالحهم الخاصة أو التباهي بحملهم للقميص الوطني أمام زملائهم. هل تؤمن بقدرة اللاعب المحلي على رفع التحدي؟ بطبيعة الحال، مع الاعتماد على بعض المحترفين، الذين أظهورا حبهم للمغرب، ويعدون على رؤوس الأصابع. وأنا متأكد بأن هناك لاعبين محليين قادرون على تحقيق نتائج باهرة للمغرب، ويكفي فقط أن نثق بهم. لأن اللاعب المحلي يملك ما لا يملكه المحترف المزداد خارج المغرب. ماذا يملك اللاعب المحلي؟ اللاعب المحلي يملك الروح القتالية، وانتماءه الكامل. وهل المحترفون لا يملكون الروح القتالية؟ بعضهم فقط يظهر روح القتالية، وعددهم قليل، وهذا نلمسه خلال المباريات التي يلعبونها. من هم اللاعبون المحترفون، الذين تعتقد أنهم مازالوا صالحين للأسود؟ بدون تردد أقول مروان الشماخ ويوسف حجي وميكاييل بصير، الذين يدافعون بكل قتالية على القميص الوطني، ومازال باستطاعتهم تقديم أشياء كثيرة للمنتخب الوطني. من هو اللاعب المحترف في نظرك؟ اللاعب المحترف هو ذلك الذي ترعرع ولعب في المغرب، وشق طريقه نحو أندية كبيرة سواء في أوروبا أو الخليج العربي. وهذه الفئة هي الأكثر أحقية لحمل القميص الوطني. هل أنت مع عودة المدرب بادو الزاكي للأسود؟ نعم، ومع المدرب الوطني بشكل عام، لماذا؟ لأنه الأقرب للاعبين والقادر على خلق أجواء مناسبة للعب. لكن المدرب الوطني لم يستطع تحقيق أي ألقاب، باستثناء إنجاز الزاكي عام 2004؟ أسيدي واشنو حقق لينا الأجنبي؟ إذا كان الأجنبي لم يستطع تحقيق أي ألقاب تذكر للمغرب مقابل مبالغ ضخمة، فالأجدى أن نثق في المدرب المحلي. المدرب الأجنبي بالنسبة إلى الجامعة خيار أساسي لتوحيد لغة اللاعبين؟ اللغة التي يتحدث بها اللاعبون في الملعب هي لغة كرة القدم، وليس بالضرورة أن نحتاج لمترجم، ليوصل فكرة المدرب إلى اللاعبين، بل يكفي أن يكون المدرب نفسه فقيها في لغة كرة القدم، ليستطيع خلق الانسجام بين اللاعبين، وتحقيق النتائج الإيجابية.