بدأ السودانيون الادلاء باصواتهم في اول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن والتي يتوقع ان يحافظ فيها عمر البشير على منصبه الرئاسي الذي يتولاه منذ انقلاب1989 . يبلغ عدد الناخبين الذين سجلوا اصواتهم16 مليونا من اصل سكان السودان الاربعين مليونا, بينهم ثمانية ملايين في الجنوب. ويدلي الناخبون باصواتهم في 10750 مركزا ومحطة اقتراع في ولايات البلاد الخمس والعشرين والتي تخضع ثلاث منها, هي ولايات اقليم دارفور المضطرب في الغرب, لقانون الطوارىء. وتجري عملية التصويت من الثامنة صباحا الى الساعة00 ,18 (00 ,5 الى00 ,15 ت غ) طيلة ايام الاحد والاثنين والثلاثاء, ويتوقع ان تعلن النتائج يوم الاحد المقبل. ويتعين على الناخبين في هذه الانتخابات المعقدة, اختيار الرئيس والمجلس الوطني (البرلمان) ومجالس الولايات في عموم البلاد, في حين ينتخب الجنوبيون كذلك رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي. وادلى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ، سالفا كير، المرشح لرئاسة حكومة الجنوب بصوته في وسط مدينة جوبا عاصمة الجنوب المتمتع بحكم شبه ذاتي منذ التوقيع على اتفاق السلام مع الشمال في2005 .وقال سالفا كير اثر خروجه من مركز الاقتراع وهو يرتدي قبعته الشهيرة ويحمل عصاه, لقد ادليت بصوتي, من دون اي مشكلة. لم يسبق لي ان انتخبت في حياتي. آمل ان تكون هذه بداية تكوين العملية الديمقراطية في جنوب السودان. وطبعت بطاقات الاقتراع بالعربية في جنوب السودان حيث الانكليزية هي اللغة السائدة الى جانب لغات محلية اخرى, ولكنها تحمل كذلك رموز مختلف الاحزاب والمرشحين. ويشكل تنظيم الانتخابات السودانية الرئاسية والنيابية والاقليمية جزءا من اتفاقية السلام التي تنص على ان ينظم بعدها استفتاء مقرر في مطلع2011 سيقرر فيه سكان الجنوب بشأن بقائهم ضمن السودان الواحد او الانفصال عنه. وقررت الحركة الشعبية لتحرير السودان المسيطرة في الجنوب مقاطعة انتخابات الشمال والمشاركة فقط في الولاياتالجنوبية العشر وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان المحاذيتين للجنوب, مما راى فيه بعض المحللين اتجاها نحو الانفصال. وتقدم لهذه الانتخابات في الاجمال14 الف مرشح, ويشرف عليها اكثر من 300 مراقب من الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومؤسسة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر, ومن اليابان والصين. ويقاطع عدد من احزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات التي باتت نتيجتها محسومة لصالح الرئيس عمر البشير على المستوى الرئاسي. واتهم المرشحان المنسحبان من السباق الى الرئاسة ياسرعرمان ممثلا للحركة الشعبية لتحرير السودان, والصادق المهدي زعيم حزب الامة التاريخي ورئيس اخر حكومة انبثقت عن انتخابات تعددية, حزب المؤتمر الوطني بالعمل على تزوير الانتخابات واعتبرا ان الظروف غير مهيئة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وخصوصا في ولايات دارفور الثلاث غرب البلاد حيث يسود قانون الطوارىء بسبب النزاع بين الحكومة والمتمردين. ويرفض متمردو دارفور الانتخابات لكنهم لم يهددوا بتخريبها. ولكن الانتخابات قد تشهد منافسة حامية على مستوى انتخابات البرلمان ومجالس الولايات وخصوصا في جنوب السودان والولايات المحاذية له, كما يرى مراقبون.