واصل الناخبون السودانيون الإدلاء باصواتهم لليوم الثالث في اول انتخابات تعددية منذ24 عاما في السودان. وتشكل الانتخابات الرئاسية والنيابية والاقليمية التي تجري في شمال وجنوب السودان محطة مهمة من محطات اتفاق السلام الذي انهى الحرب الاهلية في2005 . كما تمهد لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الجنوب مطلع2011 . وتستمر الانتخابات مبدئيا (أمس الاثنين واليوم الثلاثاء ) ولكن علت اصوات من الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب لتمديد الانتخابات لاربعة ايام اضافية بسبب حالة الارباك التي سادت في مراكز الاقتراع الاحد وخصوصا تاخر بدء التصويت في العديد من المراكز في الجنوب وعدم قدرة الناخبين على التعرف على اسمائهم في الكشوفات في منطقة يعاني70 % من سكانها من الامية. كما ذكر والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر انه قد يطلب تمديد الانتخابات لثلاثة ايام بسبب حالة الارباك. واقرت المفوضية القومية للانتخابات بحصول ما وصفته بانه بعض الاخطاء الفنية لكنها اكدت ان الانتخابات جرت في جو طبيعي. واكد تحالف منظمات المجتمع المدني للانتخابات (تمام) خلال مؤتمر صحافي ان مراقبيه لحظوا تجاوزات في العديد من المراكز. وقال التحالف في بيان ان المشكلات تمحورت في نقص كشوفات الناخبين في بعض المراكز وتأخر وصول مسؤولي المراكز او المواد الانتخابية او استخدام حبر يسهل ازالته عن اصابع الناخبين. كما اشار التحالف الى سقوط اسماء مرشحين من القوائم وخصوصا على مستوى انتخابات الولاة, او الخلط بين اسماء ورموز المرشحين, او بين مواد الدوائر. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين16 مليونا يشكلون70 % ممن يحق لهم التصويت. وفي حين باتت نتيجة الانتخ ابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي من السباق, يتوقع ان تشهد انتخابات المجلس الوطني والولايات مفاجآت. واتهم المرشحان المنسحبان حزب المؤتمر الوطني بالعمل على تزوير الانتخابات واعتبرا ان الظروف غير مهيأة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وخصوصا في ولايات دارفور الثلاث غرب البلاد حيث يسود قانون الطوارىء بسبب النزاع بين الحكومة والمتمردين. وتقدم لهذه الانتخابات في الاجمال14 الف مرشح, ويشرف عليها مئات المراقبين من الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومؤسسة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ومن اليابان والصين.