توجه ملايين السودانيين بكثافة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لليوم الثاني على التوالي، وذلك على الرغم من إعلان أحزاب وشخصيات معارضة مقاطعتها خوفا من عمليات تزوير دبرها الحزب الوطني الحاكم، لكن مراقبين محليين ودوليين أشادوا بالأجواء الانتخابية التي ميزت اليوم الأول، مشيرين إلى أن الإقبال خيب توقعات المشككين. ويراقب الانتخابات آلاف المراقبين محليين ودوليين، منهم 130 من الاتحاد الأوروبي، و60 من مركز كارتر، ونحو 50 من الجامعة العربية، ونحو 220 محليين. وبعد أن أشار إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يدعو للقلق، دعا كارتر رئيس مركز كارتر الدولي لمراقبة الانتخابات، في تصريحات صحفية، إلى ضرورة أن تتسم الانتخابات بالنزاهة والشفافية. وقال مفوضية الانتخابات قامت بعمل جيد.. سيكون يوما انتخابيا مهما، وأعتقد أن المنافسة ستكون حامية ما عدا الانتخابات الرئاسية. وأضاف كارتر إذا قبل الفائزون والخاسرون نتيجة الانتخابات، أعتقد أن السودان سيشهد مرحلة انتقالية مهمة. وكان أكثر من 16 مليون سوداني قد بدأوا، أول أمس، في التوجه نحو مراكز الاقتراع التي تظل مفتوحة لمدة 3 أيام للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية ونيابية تعددية تشهدها السودان منذ ما يقرب من ربع قرن لاختيار الرئيس والمجلس الوطني ومجالس الولايات ال 25 في كافة أنحاء البلاد، في حين ينتخب الجنوبيون رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي. ويتنافس على مراكز نواب البرلمانات في مستوياتها الاربعة القومية والاقليمية للجنوب والولائية والمحلية نحو 13850 مرشحا ل 1831 مقعدا برلمانيا ومنصبا تنفيذيا. وأدلى الرئيس السوداني عمر البشير الذي يشغل منصب الرئاسة منذ عام 1989 بصوته ظهر الاحد في مدرسة وسط الخرطوم. وحيى البشير الذي كان يرتدي الجلابية التقليدية وعمامة بيضاء الحشد بقوله الله اكبر رافعا يده ليظهر اصبعه الملطخ بالحبر لدى خروجه من مركز اقتراع مدرسة سان فرنسيس القريبة من مسكنه ومن مقر رئاسة الجيش والأمن. ومن جانبه، أدلى النائب الاول لرئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بصوته في مركز مجاور لمكتبه بعاصمة الجنوبجوبا وقال للصحافيين لقد ادليت بصوتي من دون أي مشكلة، مضيفا لم يسبق لي أن انتخبت في حياتي آمل أن تكون هذه بداية تكوين العملية الديموقراطية في جنوب السودان. واشتكى ناخبون من استغراق عمليات إثبات الهوية والتأكد من رقم الناخب في قوائم تسجيل الناخبين وقتا طويلا واحداث العدد الكبير لبطاقات الترشيح ارتباكا شديدا فضلا عن سقوط أسماء بعض المقترعين من الكشوفات. وأقرت المفوضية القومية للانتخابات مساء الأحد بحصول ما وصفته بأنه بعض الأخطاء الفنية، لكنها أكدت أن الانتخابات جرت في جو طبيعي. وعززت الشرطة السودانية من إجراءاتها الأمنية بالعاصمة السودانية الخرطوم لتأمين العملية الانتخابية وسط مخاوف من وقوع اعمال عنف اثناء عمليات الاقتراع. وبعد التصويت، من 11 إلى 13 أبريل، يفترض أن تعلن اللجنة الانتخابية النتائج في 18 أبريل. وفي حال لم يحصل أحد المرشحين للرئاسة على نسبة 50% من أصوات المقترعين زائد صوت واحد، وهو أمر قليل الاحتمال، سيتم تنظيم دورة ثانية في 10 و11 ماي. ويخوض الانتخابات 12 مرشحا لرئاسة الجمهورية جرى اعتمادهم، غير أن 4 من مرشحي أحزاب المعارضة والحركة الشعبية انسحبوا من السباق وهم: الصادق المهدي مرشح حزب الأمة القومي وياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية ومحمد إبراهيم نقد مرشح الحزب الشيوعي ومبارك الفاضل مرشح الأمة الإصلاح والتجديد. ويخوض السباق مرشحان لرئاسة حكومة الجنوب، هما سلفا كير ولام أكول.