أظهرت دراسة أميركية أن النساء اللاتي تتجاوز زيادة أوزانهن خلال الحمل، خاصة في ثلثه الأول، المستويات الموصى بها، أكثر عرضة للإصابة بالسكري لاحقاً خلال فترة الحمل. وقام باحثون بمؤسسة قيصر پرمانينته شمال كاليفورنيا، بإجراء تلك الدراسة التي ظهرت نتائجها مؤخراً بالموقع الإلكتروني لدورية "أمراض النساء والتوليد". واستغرقت الدراسة ثلاث سنوات، بمشاركة 1145 امرأة حبلى من خلفيات إثنية متنوعة، ووجدت أن اللاتي اكتسبن أوزاناً أكثر من توصيات معهد الطب كن أكثر تعرضاً للإصابة. وشملت الدراسة 345 مصابة بسكري الحمل، و800 امرأة حامل غير مصابة. يعرف سكري الحمل على أنه عدم تحمل الجسم للسكر البسيط (غلوكوز) وارتفاع مستوياته بالدم، وتحدث الإصابة به في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وهو يسبب مضاعفات ل7% من حالات الحمل بالولايات المتحدة. وقد يؤدي سكري الحمل إلى ولادات مبكرة وقيصرية والإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري، ويرفع مخاطر إصابة المولود بالبدانة والسكري لاحقاً. وهذه من أوائل الدراسات التي قدمت دعماً بالدليل لنظرية ارتباط زيادة وزن الحامل مباشرة بمخاطر الإصابة بسكري الحمل. وأظهرت دراسات سابقة أن زيادة الوزن قبل الحمل وكون الحوامل زائداتِ وزن أو بديناتٍ في بداية حملهن، هي عوامل لمخاطر الإصابة بسكري الحمل. وتابعت الدراسة المشاركات ورصدت معدلات زيادة أوزانهن وصولاً إلى وقت فحصهن بالنسبة لسكري الحمل، بعد 24 أسبوعاً وقبل 28 أسبوعاً من بدء الحمل، وكذلك معدلات زيادة الوزن بالثلث الثالث تحديداً، وقورنت النتائج بتوصيات معهد الطب عام 2009 بخصوص زيادة وزن الحامل. وبعد احتساب تأثير السن والولادات السابقة، ومؤشر كتلة الجسم، وجد العلماء أن مخاطر سكري الحمل تزداد بارتفاع معدلات زيادة وزن الحامل، حيث الحوامل اللاتي تجاوزت أوزانهن توصيات معهد الطب تزداد مخاطر إصابتهن بسكري الحمل ب50% مقارنة بمن لم تتجاوز أوزانهن التوصيات. وتؤكد صاحبة الدراسة الرئيسية الدكتورة مونيك هَدَرْسُن ضرورة إسداء النصيحة بخصوص الوزن المناسب للحمل خاصة بثلثه الأول، وعلى مساعدة الحامل في مراقبة وزنها لأنه عامل خطر قابل للتعديل بالنسبة لسكري الحمل. وهناك حاجة ماسّة لدراسات عشوائية لتحديد جدوى التدخل المبكر، وأفضل السبل لمساعدة الحوامل في تلبية التوصيات. ورغم عدم وضوح آلية التأثير، يفترض الباحثون أن زيادة وزن الحامل سريعاً ومبكراً قد تؤدي لزيادة مبكرة في مقاومة الإنسولين، وبالتالي استنفاد خلايا بيتا المنتجة له في البنكرياس، وهي خلايا تضبط مستوى السكر بالدم، وينتج عن ذلك تراجع قدرتها على إفراز مستويات كافية من المادة تعوض مقاومتها الناجمة عن تقدم الحمل، مما يؤدي بدوره لنشوء سكري الحمل. وكانت دراسة أخرى منشورة لعلماء مؤسسة قيصر پرمانينته وجدت أن الحوامل اللاتي تتجاوز زيادة وزنهن المستويات الموصى بها، من المرجّح أن يحتفظن بجزء من الزيادة بعد الولادة بعام.