وجدت دراسة أميركية أن تناول مكملات ڤيتامينات "بي 6" و"بي 12" وحمض الفولِك قد تحمي النساء من الضمور البقعي بشبكية العين المسبب لتدهور بصر المسنين، وهو سبب رئيس لعمى الشيخوخة. وأجرى الدراسة فريق بحث بجامعة هارفرد، ونشرت حصيلة نتائجها مؤخرا بدورية "أرشيف الطب الباطني". ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن ڤيتامينات "بي" وحمض الفولِك، الذي يسمى أيضا فوليت، بكميات تفوق الجرعات الموصى بها رسميا هن أقل تعرضا لمخاطر الإصابة بالضمور البقعي بنسبة الثلث، مقارنة بغيرهن تلقَينَ علاجا بالإيهام (پلاسيبو). ومن المعروف طبيا أن التدخين يزيد احتمال الإصابة بالضمور البقعي. لكن بعد الإقلاع عن التدخين ليس هناك ما يمكن عمله لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض. وبحسب مؤلفي الدراسة، هذه أول دراسة تجريبية تشير إلى فوائد ڤيتامينات "بي" والفوليت في مقاومة الضمور البقعي، ويأملون أن تُجرى دراسات أخرى في مجتمعات سكانية أخرى للتثبت من تلك الفوائد. وقام الباحثون بتحليل بيانات ومعطيات مأخوذة من دراسة تجريبية أخرى واسعة النطاق صُممت أصلا لاختبار فوائد فيتامينات أخرى لنساء مصابات بمشكلات القلب. اختار الباحثون في العام 1998 نحو 5200 امرأة غير مصابة بالضمور البقعي من المشاركات في التجربة، وكنّ على استعداد للمشاركة في اختبار تأثير ڤيتامينات "بي 6" و"بي 12" والفوليت. وتم فرز نصف النساء عشوائيا لتناول ڤيتامينات "بي 6" و"بي 12" والفوليت، والنصف الآخر تلقين أقراص پلاسيبو. وكانت معظم النساء زائدات الوزن ومتوسط أعمارهن 63 عاما، وقد قدمن معلومات عن أبصارهن بالإجابة عن استبيان سنوي بالبريد. كما سمح لجميع المشاركات بتناول مكملات ڤيتامينات تحتوي أيضا "بي 6" و"بي 12" والفوليت، لكنها لا تتجاوز الجرعات الموصى بها رسميا. لكن المجموعة الأولى تلقت أيضا ڤيتامينات "بي 6" و"بي 12" والفوليت، أضعاف تلك الجرعات. وكلما أبلغت إحدى المشاركات عن تشخيصها بالضمور البقعي، اتصل الباحثون بطبيبها للحصول على تقرير. وعقب 7.3 سنوات متابعة، ظهرت 82 حالة ضمور بقعي بين مشاركات پلاسيبو، و55 حالة بين مشاركات المجموعة الأخرى. وبينما تبقى آلية الوقاية من الضمور البقعي الناجمة عن الڤيتامينات مجهولة، فإن ڤيتامينات "بي 6" و"بي 12" والفوليت تخفض مستويات تركيز الهوموسيستايين، الذي يشتبه بدوره في عطب الأوعية الدموية. وكان باحثون رجحوا أن الهوموسيستايين يسبب أمراض القلب، لكن الدراسات لم تظهر أي فائدة للقلب جرّاء خفض مستوياته. ويعتبر الضمور البقعي المتصل بالشيخوخة مرض أوعية دموية، وينجم عن اضطراب تدفق الدم للبقعة (بالشبكية). ويبدو أن شعيرات العين الدموية أكثر تعرضا لأذى الهوموسيستايين العالي التركيز، مقارنة بالشرايين التاجية الكبيرة. ولكن ذلك يبقى تكهنا لا فرضية صلبة. وبينما يبقى الربط بالهوموسيستايين غير مؤكد، يتوقع أن تجذب النتائج اهتماما بحثيا أكثر نحو دراسة دور الهوموسيستايين في الضمور البقعي. ويلفت بعض أطباء العيون إلى دراسات كثيرة بشأن الضمور البقعي المتصل بالشيخوخة رصدت ارتفاع مستويات الهوموسيستايين. لكن لا يقين بعد بشأن ما إذا كان ذلك سببا للمرض أو مؤشرا عليه. كذلك أظهرت دراسة أخرى أن قصور ڤيتامين "بي 12" عامل يزيد مخاطر الإصابة بالضمور البقعي. وخلاصة الأمر أن المسنين ذوي القصور في ڤيتامينات "بي" والفوليت يتحتم عليهم تناول مكملاتها.