أفادت دراسة علمية جديدة بأن الفوليت -وهو أحد فيتامينات "ب" الموجود بوفرة في الخضراوات الورقية والحمضيات- قد يساعد في الوقاية من التدهور العقلي والإدراكي لدى البالغين المتقدمين في السن. وقام باحثون من مركز أبحاث التغذية والشيخوخة بجامعة تفتس الأميركية بدراسة حالات عدد من الرجال المشاركين في مشروع بحث طبي حول الشيخوخة في منطقة بوسطن نشرت نتائجه مؤخرا في "المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية". وتبين أن المشاركين الذين حصلوا على مقادير أكبر من الفوليت في وجباتهم الغذائية قد أظهروا بوضوح تدهورا أقل في مهاراتهم اللغوية والتعبيرية على مدى ثلاث سنوات، مقارنة بالمشاركين الذين تعاطوا مقادير أقل من الفوليت. ظهر أيضا أن ارتفاع مستويات الفوليت في الغذاء والدم يحمي من التدهور في مهارات إدراكية أخرى تعرف بالقدرة على استظهار ونسخ الأشكال. فقد طلب من مشاركين تتراوح أعمارهم بين 50 و85 عاما أن يقوموا بنسخ مختلف الأشكال والرسوم، بحيث يتم تقييم درجة دقة رسوماتهم. وقد أدى المشاركون سلسلة من الاختبارات الإدراكية في بداية فترة الدراسة ثم أعادوا أداء هذه الاختبارات بعد ثلاث سنوات. ثم قارن الباحثون بين نتائج الاختبارات الأولى والثانية، كما راجعوا أجوبتهم على أسئلة الاستبيانات الغذائية، وأخذوا منهم عينات دم للنظر في أي ارتباطات بين مستويات المكونات الغذائية في الوجبات وفي الدم وبين التغيرات في الأداء الإدراكي. وفي دراسة سابقة على نفس المشاركين في مشروع البحث حول الشيخوخة حيث تم التثبت من نتائج أبحاث لباحثين آخرين، لاحظ فريق بحث جامعة تفتس الارتباط بين انخفاض مستويات الأداء في الاختبارات الإدراكية وبين ارتفاع مستوى الهوموسيستايين، وهو مؤشر هام على مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين. ولأن تعاطي مكملات الفوليت يؤدي إلى خفض مستويات الهوموسيستايين في الدم، فإن ذلك يفسر التأثيرات الإدراكية الإيجابية للفوليت، رغم أن تأثيرات هذا الفيتامين في هذه الدراسة كان مستقلا عن تأثيره على مستوى الهوموسيستايين، والذي ظهر ارتباطه الأقوى بنتائج اختبارات الذاكرة. وعلى العكس من الدراسات السابقة التي اهتمت بدراسة الارتباط بين انخفاض مستويات الفوليت وبين انخفاض نتائج الاختبارات الإدراكية عند لحظة معينة، فقد نظرت هذه الدراسة في تأثيرات الفوليت على القدرات الإدراكية على مدى سنوات. وهذه خطوة مهمة باتجاه اكتشاف علاقة سببية واضحة.