أفادت دراسة طبية جديدة أن الأفراد الذين يتلقون مستويات عالية من الفولات الغذائي، من خلال الغذاء أو المكملات، هم أقل تعرضا لمخاطر الإصابة بمرض الزهايمر. والمعلوم أن الفولات ينتمي إلى مجموعة فيتامين "ب"، ويعرف أيضا بحمض الفوليك ويستخدمه الجسم في تكوين خلايا جديدة. وقال باحثون من المركز الطبي لجامعة كولومبيا إنه بحلول عام 2047 من المتوقع تضاعف انتشار مرض الزهايمر أربع مرات، وإن تأجيل نشوء هذا النوع من أمراض العطب العصبي سيخفض أعباءه بشكل بالغ. ويشتبه الباحثون بأن ارتفاع مستويات الحمض الأميني هوموسيستايين في الدم، والمعلوم ارتباطه بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتات، قد يزيد أيضا مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر. والمعروف أن الفولات وفيتامين ب12 وفيتامين ب6 لها دور هام في تصريف هوموسيستايين، ولذلك فالافتقار لهذه المغذيات يزيد مستويات هوموسيستايين، وقد يساهم في نشوء أمراض القلب والشرايين والسكتات والخرف. قام فريق البحث بفحص وإجراء مقابلات وتقييم الأنماط الغذائية لحوالي 965 فرد غير مصابين بالخرف بين عامي 1992 و1994. ثم تابعوهم لنحو 6 سنوات في المتوسط، للنظر فيما إذا كانوا سيصابون بالزهايمر أم لا. وكان متوسط أعمارهم نحو 76 سنة، نسبة 70.2% منهم نساء، و32.6% أميركيون أفارقة، 45.3% من أصل لاتيني، 22.1% بيض. وخلال فترة المتابعة، أصيب 192 فرد منهم بالزهايمر. وتم تقسيم الأفراد المشاركين في الدراسة -التي نشرت نتائجها بالعدد الحالي من مجلة "أرشيف علم الأعصاب" الصادرة عن الجمعية الطبية الأميركية (AMA)- إلى أربع مجموعات وفقا لمقدار تناولهم للفولات عبر الغذاء والمكملات. واحتسبت عوامل أخرى في التحليل كخصائص المرضى الفردية، والأسقام الممرضة الأخرى، ومقادير تلقيهم لفيتامينات ب12 وب6. وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر كانت أقل لدى المجموعات التي تلقت أعلى مستويات من الفولات. غير أنهم لم يجدوا ارتباطا ملموسا بين أخذ الفولات الغذائي وحده أو فولات المكملات وحده، وبين انخفاض مخاطر الزهايمر، بل بدا أن التأثير المفيد ناجم عن أخذهما معا. أما تناول مقادير من فيتامينات ب12 وب6 فلم يجدوا له ارتباطا بالزهايمر. كما وجدت المجموعة البحثية ارتباطا طفيفا بين تناول مستويات أعلى من الفولات وبين مستويات منخفضة من هوموسيستايين. وهذا يشير بشكل غير مباشر إلى انخفاض مستويات هوموسيستايين كآلية محتملة للارتباط بين ارتفاع مستوى الفولات المستخدم وانخفاض مخاطر الإصابة بالزهايمر. يقول الباحثون بعدم إمكان الوصول لاستنتاجات قاطعة حول دور الفولات في نشوء الزهايمر. وبخلاف دراسات أخرى حول مركبات مختلفة _كالهرمونات- لوحظت قدرتها على خفض مخاطر الخرف في أبحاث تجريبية، فإن هذه الدراسة لم تجر أي تجارب تطبيقية. لهذا، فإن اتخاذ قرار بزيادة مقادير الفولات -كغذاء ومكملات- لمنع الإصابة بمرض الزهايمر لا بد أن ينتظر تجارب إكلينيكة. وفي دراسة أخرى نشرت بمجلة "أرشيف الطب الباطني" هذا الشهر، وجد باحثون هولنديون أن مكملات حمض الفوليك تبطئ التدهور في حاسة السمع والمترافق مع التقدم في العمر، على الأقل، للأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الحمض الأميني هوموسيستايين. ويشير الدليل العلمي إلى أن الفولات قد يحسن السمع بتخفيض مستويات هوموسيستايين البلازما.