أظهرت دراسة طبية أميركية جديدة أن المرضى الذين أجريت لهم عملية نقل دم تجاوزت مدة تخزينه أكثر من أربعة أسابيع هم أكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بعدوى التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والالتهابات المتصلة بخطوط الأوردة، بحوالي ثلاثة أضعاف مخاطر الإصابة التي يتعرض لها المرضى الذين يتلقون دما طازجا. وأجرى الدراسة فريق بحث من وحدة العناية المركزة الطبية- الجراجية بمستشفى جامعة كوبر في كامدن، بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة. ودرس الباحثون في معدل العدوى بالالتهابات لدى 422 مريض بالمستشفى، وضاهوها بعمر إمدادات الدم التي تلقاها كل مريض. وكان متوسط عمر أكياس تبرعات الدم المستخدمة 26 يوما، كما وجد الباحثون أن نسبة 70% من المرضى قد تلقوا دما عمره أكثر من 21 يوما. والمعلوم أن الأنظمة الاتحادية الأميركية تسمح بتخزين الدم لمدة 42 يوما حدا أقصى قبل استخدامه في عمليات نقل الدم للمرضى. وبشكل إجمالي، أصيب 57 مريضا مشاركا في الدراسة بعدوى واحد أو أكثر من التهابات مجرى الدم، عندما كانوا خاضعين للعلاج في المستشفى، وتوفي 11% من المرضى المشاركين في فترة العلاج أيضا. ووجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا دما عمره أكثر من 42 يوما كانوا أكثر تعرضا بحوالي 2.9 ضعف لمخاطر الإصابة بعدوى التهاب واحد أو أكثر، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، والتهاب الجهاز التنفسي العلوي، وخمج الدم والصدمة، مقارنة بمرضى تلقوا دما طازجا أكثر. وقدم الدراسة في مؤتمر الكلية الأميركية لأطباء الصدر الذي عقد الأسبوع الماضي بمدينة فيلادلفيا الدكتور ديفد غربر أحد مؤلفيها والمدير المشارك لوحدة العناية المركزة الطبية-الجراجية بمستشفى جامعة كوبر بكامدن. وأشار غربر إلى أن استخدام تبرعات الدم بعد حد 28 يوما يمكن أن يؤدي إلى عدوى التهابات بمجرى الدم. حتى لو لم يكن الدم القديم المستخدم ملوثا بذاته، لكن تدهورت جودته بمرور الوقت. يشار إلى أنه بعد أسبوعين من التبرع بالدم تشهد خلاياه الحمراء المخزنة تغيرات تؤدي لتعزيز إفراز مواد يوكيميائية تسمىسايتوكاينز، التي يمكنها خفض أداء الوظائف المناعية لدى المرضى، وتجعلهم بالتالي أكثر تعرضا لمخاطر العدوى بالالتهابات. ويوضح الباحثون أن ارتفاع مستويات مواد سايتوكاينز في جسم المريض يجعله أكثر نزوعا نحو الإصابة بعدوى الالتهابات.