الأمراض المتنقلة جنسيا هي أمراض معدية تنتقل خاصة أو في أغلب الأحيان بواسطة العلاقات الجنسية، أما عن الجراثيم المسؤولة فكثير منها بكتيريات، فيروسات، فطريات وطفيليات.. فهناك أكثر من 20 مرضا متنقلا جنسيا، وحوالي 10 منها تهمنا في هذا الباب نظرا لانتشارها، ولمزيد التوضيحات التقينا بالدكتورو ميمون شوراق الاختصاصي في الأمراض الجلدية والتناسلية وطب التجميل.. وأجرينا معه الحوار التالي: س: ما الجديد أرقاما ومعلومات حول الأمراض المتنقلة جنسيا؟ ج : تعد محاربة الأمراض المتنقلة جنسيا واحدة من أهم التوجهات الرئيسية في البرنامج الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا، وتعتبر الأمراض المنقولة جنسيا على الصعيد العالمي من أهم مشاكل الصحة العمومية، وحسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فهناك أكثر من هذه الأمراض تصيب ذوي الأعمار مابين 15 و49 سنة، والتي تقدر ب 340 مليون في السنة، منها 12 مليون حالة سنوية من مرض الزهري، و92 مليون حالة من كلاميديا، و62 مليون حالة من مرض Trichomoniases.. وهي أمراض خطيرة تتمثل خطورتها في كونها تتسبب في الإصابة بالعقم عند المرأة، وأمراض خطيرة أخرى كسرطان الرحم والتهابات العين والخصيتين، وهي تساعد على انتشار السيدا بنسبة 300%. س: هل وصل الطب الحديث إلى تحديد عدد المصابين بهذه الأمراض؟ ج : هناك اجتهادات في هذا المجال، وأبحاث الطب الجديد مازالت مستمرة، وهكذا فإن عدد المصابين بالأمراض المتنقلة جنسيا في تزايد مستمر، بالمغرب وحده تسجل 600 ألف حالة جديدة كل سنة، كما سجلت سنة 1999 بالمغرب 4125 حالة سيلان حاذ، منها 423 عند الرجل و3591 عند المرأة، والعدد مرشح للارتفاع سنة بعد أخرى! ومرض السيدا، عرفت أرقام الإصابات به بالمغرب خلال السنوات الأخيرة تصاعدا خطيرا، حيث سجلت في متم 31 دجنبر 2003 «1389 حالة مرضية»، وما بين 20 ألف و30 ألف حامل للفيروس في نفس السنة، وحسب «O.M.S تقدر حالات السيدا في العالم بأكثر من 60 مليون مصابا.. وعلى ضوء المعطيات الحالية لانتشار الوباء، يقدر أن هذا العدد سيكون مضاعفا في المغرب، حيث لايعرف عدد المصابين بالضبط، وعدد المشخصين يقارب 1450 حالة. 63% من الرجال و37% من النساء.. و3%بالنسبة لأقل من 15 سنة، و25% بالنسبة لما بين 15 و29 سنة، و44% مابين 30 و39 سنة، و18% مابين 40 و49 سنة!.. وطرق الانتقال كالتالي: 74% عن طريق الرجل والمرأة «Letors و6% لواط، و4% العلاقة المثالية، و3% المخدرات بالحقنة، و1% تحاقن الدم، و3% المواليد الجدد، و2% مختلفة، و1% غير معروفة.. بالدار البيضاء: 218 حالة، مراكش: 133، أكادير: 164، الرباط: 61. س: هناك أسباب تؤدي إلى انتقال هذه الأمراض، ماهي وكيف تنتقل؟ ج : هذا ما نسميه عندنا ب Transmissionفمرض الزهري يتنقل عن طريق الجنس وأيضا من الأم إلى مولودها. - مرض القرحة اللينة تنتقل بواسطة الجنس فقط. - مرض تولال الجهاز التناسلي يتنتقل في أغلب الأحيان بالجنس، ولكن الانتقال غير المباشر ممكن وذلك بواسطة اليد مثلا، وينتقل أيضا من الأم إلى المولود. - مرض السيدا ينتقل بواسطة الاتصال الجنسي في 60 إلى 90% من الحالات وذلك حسب الدول، وينتقل أيضا عن طريق الدم ومن الأم إلى الجنين خلال العمل أوخلال الولادة وكذا عند الرضاعة بواسطة الحليب.. الانتقال عبر الدم يشمل عمليات نقل الدم أو مشتقاته إلى المحتاجين إليه، ويشمل أيضا الحقن بإبر مستعملة أو ملوثة بدم لشخص مصاب (وهنا تلعب المخدرات دورا مهما في انتقال المرض في المغرب) 30% من الحالات. وكذا حوادث الجروح بواسطة الإبر أو الأدوات الحادة التي تحدث بكثير من المستشفيات وتعرض العاملين للعدوى، ونسبة العدوى في هذه الحالة تبقى ضئيلة إذ لاتتعدى 0.3%، - الأمراض التي تسببها الفطريات أو البروتوزيرات تنتقل بواسطة الجنس وأيضا من الدم إلى مولود الأم ... - قمل أسفل البطن والجرب ينتقلان بواسطة الجنس وأيضا بواسطة الثياب والفراش طبعا، شخص ما قد يوجد عنده في نفس الوقت أكثر من مرض،وقد يساعد بعضها البعض الآخر على الانتقال بسهولة. وإذ أن الحاجز الجلدي غير صالح، وثانيا توجد في هذه القروح خلايا المناعة بكثرة، ويجد فيها فيروس السيدا مبتغاه ويبدأ بالتكاثر فيها. س: لابد أن هناك أعراضا لهذه الأمراض، هل بإمكانكم تحديدها؟ ج : قبل التعرض لأهم الأعراض يجب تحديد مايسمى بفترة الحضانة، كل مرض معدي يتسم بفترة حضانة معينة، وفترة الحضانة هي فترة الزمن التي تفصل دخول الجرثوم إلى الجسم وظهور أول أعراض المرض بالنسبة للأمراض المتنقلة جنسيا وتختلف هذه الفترة من بضعة أيام إلى عدة أسابيع.. 1 - أول شيء يثير الانتباه في هذه الأمراض الجنسية هي القرحة التناسلية، هذه القرحة تظهر في مكان دخول الجرثوم، ودائما تظهر انتفاخا في اللمفاويات على جانبه أسفل البطن، وأهم الأمراض التي تسبب القرحة هي الزهري والقرحة اللينة والهربس. - في الزهري تظهر القرحة بعد فترة حضانة تقدر بحوالي 3 أسابيع، والقرحة هنا لا تتسبب في ألم. هذه القرحة تختفي خلال 4 أسابيع بدون علاج، ولكن دون أن يختفي المرض وهنا يكمن الخطر إذ يظن الشخص المصاب أنه شفي! عند المرأة الحامل يسبب غياب الألم مع تواجد القرحة في عنق المرأة 21% من الحالات، فهذه القرحة، وفي كثير من الأحيان، تمر دون الإحساس بها، وبعد اختفاء القرحة يدخل المرض مرحلة ثانية، خلالها ينتشر الجرثوم داخل أعضاء الجسم ويتسبب في طفوح جلدية متعددة الأشكال تظهروتختفي، حمى التهاب الكبد، التهاب السحايا، انتفاخ اللمفاويات، وتدوم هذه الأعراض بضعة أشهر لتختفي وتظهر من جديد على مدى سنتين، ثم يدخل المرض مرحلة صامتة، أي بدون أعراض جسمانية تدوم من 5 إلى 15 سنة لتظهرالمرحلة الأخطر والتي تتسم بأعراض جلدية وخاصة تلف في الجهاز وتلف في القلب والأوعية الدموية الكبيرة. - مرض القرحة اللينة يختلف عن الزهري في فترة الحضانة إذ تدوم 3 إلى 5 أيام، وكذا في كونه مؤلم جدا وأصله لين، مضاعفاته قليلة، الانتفاخ اللمفاوي، وليس هناك مراحل أخرى للمرض. - قرحة الهربس تشبه إلى حد كبير HER PES LABIAL، فهو عبارة عن مجموعة أو باقة من القروح الصغيرة، فترة الحضانة تدوم من 2 إلى 12 يوما، عندما يصاب شخص ما لأول مرة تكون الأعراض مهمة خاصة عند المرأة: ألم حاد وحمى، عياء وضعف جنسي. هذه الأعراض تختفي في بضعة أسابيع، ولكن يمكث الفيروس في الجسم ويظهر المرض بدون مناسبة أو بمناسبة عياء نفسي أو جسماني وغير ذلك. فالقروح تكون هنا أقل حدة، ولكن تكرارها يؤثر على نفسية المريض بشكل كبير. عند المرأة الأعراض التي تتكرّر قد تمرّ دون الإحساس بها، وهذا يلعب دورا كبيرا في انتقال العدوى.. 2- مرض السيلان: هو سيلان صديدي يخرج من خلال مجرى البول مع آلام عند التبول. - فعند الرجل هناك نوعان: السيلان الحاد يتسبّب فيه أغلب الأحيان جرثوم: GONOCOQUE بعد فترة حضانة تقدر ب 3 إلى 5 أيام، يظهر سيلان صديدي مع آلم شديد عند التبول. - السيلان المزمن الذي يتسبّب فيه غالبا بكتريا الكلاميديا، وتظهر بعد فترة حضانة تقدر ببضع أسابيع، ويكون السيّلان هنا غيرحادّ، ولكن يطول لبضع شهور إذا لم يعالج البروتوزوريدات وخميرة الكانديدا قد تتسبب أيضا في السيلان..! - عند المرأة هذه الجراثيم تتسبب في التهاب عنق الرّحم وينتج عن ذلك نزول ماء ملون وذو رائحة! وهناك عدد كبير من المصابين بهذه الجراثيم رجالا ونساء والذين لاتظهر عندهم علامات المرض. وهذا يلعب دورا كبيرا في انتقال العدوى! 3- تلال الجهاز التناسلي يظهر على شكل نتوءات يختلف حجمها وعددها وقد تبقى لعدة سنوات في بعض الحالات تختفي بدون علاج. 4- مرض السيدا: أول أعراض المرض تظهر بعد فترة حضانة تتراوح مابين 3 أيام إلى 3 شهور، وهذه الأعراض الأولية تظهر لدى 50% من المصابين لأول مرة بالفيروس، وتتزامن مع إنتاج الجسم للمضادات الجسمية، وهذه الأعراض الأولية تشبه إلى حدّ ما أعراضا فيروسية أخرى كالزكام مثلا، تلاحظ حمّى، عياء، عرق كثير، آلام عضلية وآلام المفاصل انتفاخ لمفاوي، آلام الرأس، طفوح جلدية في الوجه وبقية الجسم، هذه الأعراض تبقى لمدة أسبوعين، ويدخل المرض مرحلة صامتة. خلالها لا تظهرعلى الشخص المصاب أية علامة مرضية، لكن الفيروس يتكاثر ببطء شديد في الخلايا اللمفاوية التي تلعب الدور الفعال في جهاز المناعة، ويتسبّب بالتالي في موتها، وهذه الفترة الصامتة تتراوح مدّتها مابين 8 إلى 10 سنوات حتى 15 سنة، خلالها يكون الشخص المصاب معديا، وتظهر أعراض السيدا عندما يتقلص عدد هذه الخلايا، ويصل إلى نسبة معيّنة، وأعراض السيدا هي نتيجة لانهيار جهاز المناعة، فنلاحظ حمى مزمنة تدوم أكثر من شهر ونقص في الوزن (أكثر من 10%) مع إسهال يدوم أكثر من شهر، نلاحظ أيضا أمراضا معدية بكتيرية فيروسية، وخاصة طفيلية، بعض أنواعها غير مألوف. - السيدا يؤدي إلى الموت في 100% من الحالات، وأمد الحياة بالنسبة للشخص في المرحلة الأخيرة من السيدا كانت بحوالي 6 أشهر سنة 1981، ويصل الآن حوالي 3 سنوات بفضل مختلف الأدوية! س: كيف يتم تشخيص الأمراض المتنقلة جنسيا؟ ج : في بعض الأحيان يكفي الفحص السريري للمريض للتعرف على المرض، في أغلب الأحيان يحتاج التشخيص إلى إجراء تحاليل مخبرية، ومنها تحاليل مجهرية للتعرف على البكتريا أو الفيروسات أو الطفيليات المسؤولة عن المرض، وكذا تحاليل للدّم للبحث عن وجود مضادات جسمية خاصة، وهذه الأخيرة لها أهمية بالغة لتشخيص بعض الأمراض كمرض الزهري والسيدا! س: لابد أن هناك مضاعفات ومضاعفات خطيرة بالنسبة لهذه الأمراض؟ ج : باستثناء مرض السيدا، فالأمراض المتنقلة جنسيا لاتقتل، ولكن إذا لم تعالج مبكرا قد تتسبب في امراض أخرى، وأهم هذه المضاعفات: - العقم لدى الرجل والمرأة بسبب انتشار المرض في الجهاز التناسلي الداخلي، وقد يصل إلى داخل بطن المرأة ويتطلب تدخلا جراحيا. - نشوء الحمل خارج الرحم. - تولال الجهاز التناسلي قد يؤدي إلى ظهور سرطان في الجهاز نفسه. - تكرار السيلان قد يؤدي إلى انسداد في مجرى البول. - الزهري في مرحلته الثالثة يؤدي إلى تلف أنسجة الدماغ والقلب والأوعية الدموية! وانتقال العدوى إلى الجنين أو الطفل عند الولادة قد يؤدي إلى موته أو حدوث تشوهات خلقية أو إصابة عين المولود بالعمى (السيلان) وإصابته بالتولال الخلقي، الزهري، الهربس، السيدا، الطفيليات، وغيرها..