تنطلق غدا بغرناطة «الاندلس»القمة الأولى الاتحاد الأوروبي المغرب التي تأتي تتويجا لمسلسل التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي شهد تطورا عززه الوضع المتقدم الذي حظيت به المملكة في علاقاتها مع الاتحاد. ويمثل المغرب في هذه القمة الهامة الوزير الأول عباس الفاسي الذي يرأس وفدا وزاريا هاما ، كما ستتميز القمة بحضور رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل دوراو باروسو والمفوضة التجارية كارين دي غوشت والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ستيفان فيولى . وذكرت مصادر دبلوماسية إسبانية أوروبية متطابقة أن ملف نزاع الصحراء سيكون حاضرا ، في أجندة القمة الأولى بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، تطبيقا لبنود الشراكة الجديدة التي تربطهما حينما حصل المغرب منذ أكتوبر عام 2008 على صفة الوضع المتقدم. وسينتهز الاتحاد الأوروبي، مناسبة القمة ليجدد تأييده للحوار الجاري بين طرفي النزاع تحت إشراف الأممالمتحدة في أفق إيجاد تسوية سلمية متفاوض عليها للمشكل، وأشارت ذات المصادر أن ملف الصحراء وتطور حقوق الإنسان في المغرب، يشكلان إحدى المواضيع التقليدية التي يتم فيها تبادل الرأي بشكل منتظم بين المغرب والجانب الأوروبي. وستناقش القمة التحديات الشاملة التي تواجه الاتحاد الأوروبي والمغرب من قبيل التغيرات المناخية والأزمة المالية والاقتصادية والهجرة والوضعية الحالية للاتحاد الأوروبي وتطور المغرب وعلاقاته مع الاتحاد الأوروبي وآفاق الاتحاد من أجل المتوسط والوضع في المنطقة ومسلسل السلام في الشرق الأوسط كما سيبحث هذا الاجتماع من مستوى عال «الاصلاحات التي قام بها المغرب في مجال الدمقرطة والحكامة الرشيدة والتحديث الاقتصادي والتماسك الاجتماعي بالاضافة إلى تسليط الضوء على التزام الاتحاد الأوروبي لفائدة التعاون المتعدد الأطراف الذي يتجسد اليوم من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، وبالإضافة إلى المفاوضات الجارية حول النزاع حول الصحراء تحت إشراف الأممالمتحدة ستناقش القمة أيضا عددا من القضايا التي تثير انشغال الاتحاد الأوروبي من قبيل الوضع في منطقة الساحل وخاصة في موريتانيا ومالي والنيجر . ومن بين الإنجازات التي يقر بها الاتحاد الأوربي للمغرب، المصادقة على مدونة جديدة للأسرة التي أنصفت المرأة اجتماعيا وسياسيا حيث صارت لها حصة وفق نظام الاقتراع الجديد، في المؤسسات التمثيلية من برلمان وبلديات. وبرأي مراقبين فإن إسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، حرصت على الإفصاح عن التوضيحات المذكورة حتى لا تحمل مسؤولية التشويش على القمة الأولى التي ستحدد المعالم الجديدة للشراكة المأمولة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وهي تتويج لجهود مغربية أوروبية. و أكدت مصادر من الحكومة الاسبانية أن القمة الأولى الاتحاد الأوروبي المغرب تأتي تتويجا لمسلسل التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، واصفة هذا الاجتماع من مستوى عال ب غير المسبوق واعتبرت هذه المصادر عشية انعقاد القمة يومي سادس وسابع مارس الجاري بغرناطة «الاندلس» بأن «القمة الأولى الاتحاد الأوروبي المغرب تأتي تتويجا لمسلسل التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي على أساس الإصلاحات التي قام بها المغرب من أجل تحديث وانفتاح المملكة»، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المغرب يشكل بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريكا هاما ليس فقط في الفضاء الاورومتوسطي ولكن أيضا في منطقة المغرب العربي وفي إطار جامعة الدول العربية والقارة الأفريقية مؤكدة على الاهمية البالغة التي تكتسيها هذه القمة. وأبرزت هذه المصادر خلال تقديم جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي-المغرب أن هذه القمة التي ستنعقد فوق التراب الاسباني خلال فترة الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي تأتي لتعزيز ثوابت السياسة الخارجية الاسبانية وهو ما يعني الأولوية التي تحظى بها علاقاتنا مع المغرب العربي والالتزام الاستراتيجي لإسبانيا تجاه المغرب.