أكد مجلس الاتحاد الأوروبي أن قمة المغرب-الاتحاد الأوروبي التي ستنعقد غدا وبعد غد بغرناطة تعتبر «مرحلة مهمة» في مسلسل تقارب «جد مرضي». واعتبر المجلس أن هذه القمة هي «مكافأة للمغرب والاتحاد الأوروبي» اللذين تطورت علاقاتهما بشكل رائع واصفا هذا الاجتماع ب«التفاتة قوية» قرر الاتحاد الاوروبي والمغرب القيام بها سويا. وأكد المصدر ذاته أن المغرب تبنى خيارا استراتيجيا يتمثل في التقارب مع أوروبا وباشر إصلاحات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبشري مضيفا أن هذه القمة ستتيح فرصة للأوروبيين للتعبير عن «ارتياحهم » ازاء التقدم الذي حققته المملكة. من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن القمة الاولى الاتحاد الأوروبي المغرب تعتبر إشارة قوية تجاه بلد جار للاتحاد الأوروبي . وأبرز رئيس الدبلوماسية الاسبانية في حديث نشر على الموقع الالكتروني للرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي الأهمية التي يكتسيها هذا الاجتماع من مستوى عال بالنسبة للاتحاد الأوروبي ، وقال إن الامر يتعلق «بأول قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي مع بلد ثالث بعد المصادقة على معاهدة لشبونة وبالتالي فإنها تمثل إشارة هامة وقوية تجاه بلد جار للاتحاد الأوروبي ولإسبانيا». وأشار موراتينوس التي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي إلى أن للاتحاد الأوروبي فرصة لعقد أول قمة في إطار معاهدة لشبونة مع هذا البلد الذي يعمل من أجل تعزيز علاقاته مع الاتحاد الأوروبي من خلال الوضع المتقدم . وقال في هذا الصدد إن التطبيق التدريجي للوضع المتقدم مع المغرب الذي تمت المصادقة عليه في أكتوبر2008 يستحق أن توليه الرئاسة الإسبانية «اهتماما خاصا». وأعرب وزير الخارجية الإسباني عن اقتناعه بأن «القمة ستشكل خطوة جديدة في العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي». وبعد أن أشار إلى أن المغرب «جار قديم للاتحاد الأوروبي» يرغب في المشاركة بشكل متزايد في جميع المجالات والقطاعات الواعدة لتحقيق تقدم في مجال تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي معربا عن اقتناعه بأن المملكة ستتلقى دعما كبيرا في هذه القمة. وقال في هذا الصدد إن المغرب سيحصل على دعم قوي في القمة في ما يتعلق بالقضايا السياسية وخاصة المواضيع الاقتصادية والمالية . وبخصوص المواضيع التي ستتناولها أشغال هذه القمة, أبرز وزير الخارجية الاسباني أنه سيتم التطرق خلال الاجتماع إلى مختلف المواضيع الإقليمية, وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن قمة الاتحاد الأوروبي المغرب ستتناول أيضا قضايا أخرى مثل الهجرة, موضحا في هذا الاطار أن المغرب يضطلع بدور أساسي في مجال تدبير تدفقات الهجرة. وحرص موراتينوس على التأكيد على أن «المغرب شريك يساعد بشكل كبير البلدان الأوروبية والبلدان الاصلية في تدبير تدفقات الهجرة بشكل مسؤول. ولذلك فإنه يمثل بلدا أساسيا في التدبير السليم والفعال لهذه التدفقات». وكانت مصادر من الحكومة الاسبانية قد أكدت مساء الاربعاء أن القمة الأولى الاتحاد الأوروبي المغرب تأتي «تتويجا لمسلسل التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي» واصفة هذا الاجتماع من مستوى عال ب «"غير المسبوق». وأبرزت هذه المصادر خلال تقديم جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي المغرب أن هذه القمة التي ستنعقد فوق التراب الاسباني خلال فترة الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي تأتي لتعزيز ثوابت السياسة الخارجية الاسبانية وهو ما يعني الأولوية التي تحظى بها علاقاتنا مع المغرب العربي والالتزام الاستراتيجي لإسبانيا تجاه المغرب . كما سيبحث هذا الاجتماع من مستوى عال «الاصلاحات التي قام بها المغرب في مجال الدمقرطة والحكامة الرشيدة والتحديث الاقتصادي والتماسك الاجتماعي» بالاضافة إلى تسليط الضوء على التزام الاتحاد الأوروبي لفائدة التعاون المتعدد الأطراف التي يتجسد اليوم من خلال الاتحاد أجل المتوسط.