أكدت مصادر من الحكومة الاسبانية يوم الأربعاء أن القمة الأولى الاتحاد الأوروبي / المغرب تأتي تتويجا لمسلسل التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي، واصفة هذا الاجتماع من مستوى عال ب»غير المسبوق«. واعتبرت هذه المصادر عشية انعقاد هذه القمة يومي سادس وسابع مارس الجاري بغرناطة (الأندلس) أن هذا التتويج جاء على أساس الإصلاحات التي قام بها المغرب من أجل تحديث وانفتاح المملكة، موضحة أن المغرب يشكل بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريكا هاما ليس فقط في الفضاء الاورومتوسطي ولكن أيضا في منطقة المغرب العربي وفي إطار جامعة الدول العربية والقارة الأفريقية، مؤكدة على الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه القمة. وأبرزت المصادر المذكورة أن هذه القمة التي ستنعقد فوق التراب الاسباني خلال فترة الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي، تأتي لتعزيز ثوابت السياسة الخارجية الاسبانية وهو ما يعني الأولوية التي تحظى بها علاقاتنا مع المغرب العربي والالتزام الاستراتيجي لإسبانيا تجاه المغرب . وسيمثل المغرب خلال هذه القمة من قبل الوزير الأول عباس الفاسي على رأس وفد وزاري هام ، كما سيحضرالقمة كل من رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل دوراو باروسو والمفوضة التجارية كارين دي غوشت والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ستيفان فيولى. وأشارت المصادر إلى أن هذه القمة ستناقش مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وفي مقدمتها التحديات الشاملة التي تواجه الاتحاد الأوروبي والمغرب من قبيل التغيرات المناخية والأزمة المالية والاقتصادية والهجرة والوضعية الحالية للاتحاد الأوروبي وتطور المغرب وعلاقاته مع الاتحاد الأوروبي وآفاق الاتحاد من أجل المتوسط والوضع في المنطقة ومسلسل السلام في الشرق الأوسط . كما سيبحث هذا الاجتماع من مستوى عال الاصلاحات التي قام بها المغرب في مجال الدمقرطة والحكامة الرشيدة والتحديث الاقتصادي والتماسك الاجتماعي، وكذا تسليط الضوء على التزام الاتحاد الأوروبي لفائدة التعاون المتعدد الأطراف . وبالإضافة إلى المفاوضات الجارية حول النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تحت إشراف الأممالمتحدة، ستناقش القمة عددا من القضايا التي تثير انشغال الاتحاد الأوروبي من قبيل الوضع في منطقة الساحل وخاصة في موريتانيا ومالي والنيجر. وأشارت مصادر الرئاسة الاسبانية إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي - المغرب، تشكل مبادرة الأولى من نوعها مع بلد في جنوب حوض البحر المتوسط والدول العربية، مبرزة أن أعمال الاجتماع ستتوج ب بيان مشترك على شكل وثيقة سياسة مشتركة ستتضمن المواقف المشتركة في جدول أعمال القمة وستكون بمثابة خريطة طريق للسنوات القادمة.