الأفلام المدبلجة من ميزتها أن من يشخص دور الأبطال يفعل ذلك كظل للأبطال الحقيقيين، فهي تعتمد على الترجمة من لغة الفيلم الأصلية إلى لغة أخرى لتسهيل فهم مسار القصة أو الأحداث من طرف الجمهور، وفي كثير من الحالات قد تكون الترجمة رديئة، أو غير مدققة، أو فيها نوع من التحوير المقصود، فتفقد الأحداث الأصلية قيمتها بفعل سوء الترجمة. هذه الصورة العامة في المجال السينمائي، تصدق على شريط أحداثنا السياسية في مغربنا العزيز، والذي يعاني من تبعات دبلجة رديئة قوامها زرع وقائع غير حقيقية، وأحيانا تزوير أحداث بنت الأمس القريب، عاشها المغاربة ضمن شريط أصلي متوفر لمسار فكرة انطلقت من التعبير عن الرغبة في الخلود الى الراحة، لتتطور إلى «حركة» وفي الحركة بركة كما يقولون، وكان لكل الفاعلين السياسيين ردود فعلهم على هذه التطورات، التي أظهرت أن الحقيقة هي غير ما أعلن عنه في البداية، خاصة مع تحول رقم ثلاثة إلى ثلاثين فما فوق في البداية، وانطلاق محاولات ابتلاع الهيئات السياسية الصغيرة التي كانت أول حادثة غير متوقعة في سيناريو الدبلجة السياسية، وتم الانتقال في مرحلة ثانية إلى الإعلان الرسمي لظهور ملامح التنظيم السياسي «السوبرمان»، ولأن الدبلجة كانت تحتاج الى مترجمين «حرايفية» فقد قامت الدنيا ولم تقعد حول الفصل الخامس من قانون الأحزاب، الذي رعا نقاشاته ومفاوضاته، نفس من أراد الخلود للراحة بعد لقاءات مارطونية، أثمرت إعلان المجلس الدستوري مطابقة القانون المذكور لمنطوق الدستور، وهكذا قدم لنا صانعوا الدبلجة السياسية نماذج سيئة في محاولات الإيهام بأن هناك احتكام للقانون، وسهر على حرمته، فأحداث مدينة مراكش لاتساير الدبلجة المقدمة، وأحداث جهة تازةالحسيمة كانت الأخطر في انتهاك القانون وفرضت معطيات الدبلجة القفز على الحدث من خلال عدم اتخاذ نفس القرارات الادارية التي عرفتها مدينة مراكش، كما أن تعاطي الوكالة الرسمية، والقناة الثانية على مستوى برامج معنية تهم صانعي الدبلجة السياسية، قلب المعادلات كلها، خاصة الإعلان عن قرارات سابقة لما يفترض أن يصدر عن مؤسسات، وهو ما ينفي حقيقة احترام تلك المؤسسات، إضافة إلى الانفلاتات التي واكبت بعض عمليات القرصنة في هيئات سياسية أخرى، جعلت بعض المساهمين في الدبلجة «يعطيوها للعين» لأنهم ليسوا من محترفي المعارك السياسية الحقيقة. الأحداث الأصلية لهذا «الشريط السياسي المغربي» تقول: «إن السوبرمان» في المعارضة، وسيبقى في المعارضة، لكن الدبلجات التي عاشها المغاربة والممارسات على الأرض تؤكد حقائق أخرى، وإلى أن نتابع فصولا جديدة من دبلجة «البيم بام»، تقوم الوكالة باعتبارها ناطقا رسميا باسم المعارضة المتحكمة في آليات توجيه الرأي العام بتعميم نتائجها بالتفصيل الممل كما عشنا منذ بداية مسلسل الدبلجة، نسأل الله اللطف والسلامة لهذا الوطن العزيز من العودة إلى حقبة آمنا أنها انتهت.